سورية: خسائر للنظام بداريا وإسقاط مساعدات إنسانية بدير الزور

18 فبراير 2016
لواء شهداء الإسلام قتل واحداً وعشرين عنصراً للنظام (Getty)
+ الخط -

 

قتل واحد وعشرون عنصراً من قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها في مدينة داريا في الغوطة الغربية لريف دمشق، اليوم الخميس، بعد محاولة فاشلة للتقدّم في المدينة، فيما أعلنت الأمم المتحدة عزمها تنفيذ أول عملية إسقاط من الجو لمساعدة غذائية إلى دير الزور التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شرق سورية.

وقال الناشط الإعلام، أحمد الديراني، لـ "العربي الجديد" إن "لواء شهداء الإسلام قتل واحداً وعشرين عنصراً للنظام ومليشياته، بينهم ضابط برتبة نقيب تابع للميلشيات العراقية ويدعى حامد الشمري، إضافة إلى إصابة عدد آخر، وإعطاء دبابة، خلال محاولة لاقتحام داريا من الجهة الجنوبية".

في حين استهدف الطيران المروحي المدينة بنحو عشرة براميل متفجرة، وعشرات الأسطوانات والصواريخ الموجهة، تزامناً مع تحليق لطائرات الاستطلاع، طبقاً للناشط.

وبيّن الديراني أن "المدينة تعيش في ظل الحصار والجوع المترافق للقصف اليومي، إذ إن، اليوم الخميس، هو اليوم الرابع على التوالي الذي تشهد فيه المدينة قصفاً كثيفاً ومحاولات اقتحام هي الأعنف للتوغل في المدينة من الجهة الغربية الجنوبية".

وأشار إلى أن "قوات النظام تستخدم كافة أنواع الأسلحة، وسط محاولات من المعارضة السورية المسلحة التصدي، وقد بات عدد قتلى وجرحى عناصر قوات النظام ومليشياتها الداعمة كبيراً".

وذكرت وسائل إعلام المعارضة، أن حصيلة القصف وصلت خلال اليومين السابقين إلى أكثر من 100 برميل متفجر، و15 صاروخ أرض-أرض، أسفرت عن 5 قتلى مدنيين وتدمير المباني السكنية، إذ تشهد المدينة، الواقعة غرب العاصمة دمشق، هجوماً برياً وجوياً من قبل قوات النظام والمليشيات الداعمة له، والتي استطاعت إحكام فصلها بشكل نهائي عن مدينة معضمية الشام المجاورة، في كانون الثاني الماضي.

كما نوه الديراني إلى أن "الوضع الإنساني والمعيشي في المدينة بات حرجاً أمام الحصار الخانق الذي تعيشه المدينة، إذ يعيش في المدينة نحو 12 ألف مدني تحت حصار مستمر منذ ثلاث سنوات في ظل انقطاع الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء واتصالات".

في غضون ذلك، أعلن المكتب الأمني لـ"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" في مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، انضمام المكتب إلى "جيش الإسلام"، أكبر فصيل مسلح في الغوطة الشرقية.
 
وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لمجموعة من الرجال بعضهم يرتدون الزي العسكري، ويرفعون راية "جيش الإسلام"، حيث قال المتحدث في الفيديو، إنهم "يمثلون المكتب الأمني التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في قطاع دوما"، معلناً انضمامهم إلى "جيش الاسلام".
 
وبين الفيديو أن هذا الانضمام يعود لأسباب عديدة، منها "بسبب التقصير وعدم الاهتمام بنا كمجاهدين، وسعياً لتوحيد الصف والكلمة"، داعين عناصر الاتحاد الإسلامي إلى الانضمام إلى "جيش الإسلام".
 
وفي هذا السياق، تواردت أنباء عن انضمام كامل تنظيم "الاتحاد الإسلامي" إلى "فيلق الرحمن" الحليف الأساسي لجيش الإسلام في الغوطة الشرقية، والمنضوين تحت ما يسمى "القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية"، على أن يتم الإعلان الرسمي في الساعات القادمة.
 
يشار إلى أن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، هو تحالف يضم بعض الفصائل المقاتلة، وهي تجمع أمجاد الإسلام، ألوية وكتائب الصحابة، كتائب شباب الهدى، لواء درع العاصمة.

اقرأ أيضاً:النظام السوري يواصل تقدمه بريف اللاذقية

إسقاط مساعدات بدير الزور

إنسانياً، قال رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن الأمم المتحدة تعتزم تنفيذ أول عملية إسقاط من الجو لمساعدة غذائية إلى دير الزور التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شرق سورية.

ويحاصر التنظيم 3 أحياء إضافة إلى المطار العسكري، مازالت تخضع لسيطرة النظام، الذي يمنع ساكنيها الخروج منها إلا مقابل مبالغ مالية كبيرة، في حين يمد النظام هذه المنطقة بالمواد الغذائية والطبية عبر جسر جوي يربطه بدمشق، إلى أن إطلاقه يد تجار الحرب في هذه المناطق تسبب في احتكار المواد الغذائية ورفع أسعارها بشكل مرتفع جداً، كما يستخدم النظام الحاجة الماسة للمواد الغذائية للدفع بالشباب للالتحاق بقواته والقتال على جبهاته.

من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا، إن المنظمة الدولية ترغب في "البناء على فكرة إسقاط المساعدات من الجو لسوريين محاصرين في مناطق مختلفة من البلاد".

وأضاف أن "فكرة إسقاط مساعدات من الجو في دير الزور أصبحت مقترحاً متماسكاً للغاية ونريد البناء عليها... ليس فقط هناك... بل حتى في شرق حلب، بل وحتى في داريا وفي الغوطة الشرقية وأماكن أخرى كثيرة بينها كفريا والفوعة حيث الناس في حاجة ماسة للمساعدة".

ويقوم المبعوث الأممي بزيارة لدمشق، لبحث سبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة، ووقف الأعمال العدائية في مختلف المناطق السورية، في وقت سربت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري، أن الأخير رفض طلب دي ميستورا وقف الأعمال العدائية في حلب وريفها.

تزامن ذلك، مع هجوم شنته كل من وزارة الخارجية السورية والمستشارة الإعلامية لرئاسة الجمهورية بثينة شعبان على المبعوث الدولي، جراء قوله، إن التزام سورية بالسماح بتسليم المعونات الإنسانية إلى المدنيين سيكون موضع "اختبار".

يشار إلى أن نحو مليوني سوري يعانون من الحصار، وهم موزعين على عدد من المناطق الموزعة على مختلف البلاد، علماً أن معظم تلك المناطق محاصرة من النظام، وحي وحدها التي سجلت موت عشرات الأشخاص غالبيتهم من الأطفال وكبار السن جراء الجوع الشديد.