وأفاد الشامي بأن طائرات النظام نفّذت، أمس الأحد، غارتين على حمورية في ريف دمشق، ما أوقع عدداً بين القتلى والجرحى، وثمان غارات على حي جوبر، في وقت استعاد فيه مقاتلو المعارضة عدة نقاط في منطقة طيبة من الجهة الشمالية، بعد محاولة قوات النظام الالتفاف على الحي لقطع الإمداد عنه وفصله عن منطقة زملكا.
من جهته، قال مصدر في "فيلق الرحمن"، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي المعارضة نجحوا بتدمير دبابة تابعة للنظام وقتل عناصرها في الاشتباكات الدائرة على جبهة جوبر، أمس الأحد.
وبالتزامن مع المعارك الدائرة، رصدت تنسيقية جوبر "حشداً عسكرياً بملعب العباسيين لقوات النظام، ينقل العناصر عبر مركبات مدنية وأخرى عسكرية، إلى داخل الملعب القريب من جوبر، كما شوهد وصول عربتين تابعتين لفرع الاستخبارات الجوية، تقلّ عدداً من الشبيحة".
في المقابل، وتلبية لنداءٍ وجّهه مقاتلو المعارضة على جبهة جوبر للفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية لمؤازرتهم، عرض "لواء فسطاط المسلمين"، على موقع "يوتيوب"، تسجيلاً مصوراً لعدد من الحافلات تحمل مقاتلين، قال إنهم متجهون إلى جبهة جوبر، وهو الأمر الذي أكده الشامي، بالقول إنه "تتواجد في حي جوبر معظم تشكيلات الغوطة الشرقية، بالإضافة الى أبناء الحي الذين لبّوا النداء".
وبحسب الشامي، فإن "قصف الحي يجري من مرابض المدفعية المتواجدة على جبل قاسيون، ويعتمد النظام على استخدام الصواريخ سميرتش (المظلية) والصواريخ الفراغية من المقاتلات الحربية التي لا تفارق سماء الحي".
ووفقاً لعدة مصادر من الفصائل المشاركة في القتال بجوبر، فإن النظام دفع أخيراً بسلاح جديد على جبهة، وهو كاسحة الألغام u-77 الروسية الصنع، ذات القدرة التدميرية الهائلة، بالترافق مع قصف مدفعي عشوائي ومتواصل، بهدف اختراق تحصينات المقاتلين في الأبنية الامامية للحي.
وفسّر الشامي التركيز على حي جوبر الدمشقي، بسبب قيمته الرمزية، فضلاً عن أهميته الاستراتيجية، فهو "بوابة دمشق ومفتاحها"، على حد وصفه.
ويشرح قائلاً: "المعطيات سابقة الذكر وغيرها، أدت إلى تقدم النظام في منطقة طيبة، شرقي جوبر، وسيطرته عليها"، مضيفاً: "لكن لا صحة لما يتداوله إعلام النظام عن بسط سيطرته الكاملة على الحي، لأن منطقة طيبة لا تشكل أكثر من نسبة 20% من مساحة الحي، لكن لا نخفي أهميتها الاستراتيجية في شرقي حي جوبر، فهي تطل على أجزاء من المتحلّق الجنوبي الفاصل بين جوبر وبلدة زملكا".
غير أن الشامي يوضح أن "مقاتلي المعارضة استعادوا بعض النقاط في منطقة طيبة، بعد أن رصوا الصفوف، وبالرغم من كل معاناتهم والنقص الحاد في الدعم العسكري لهم".
وغير بعيد عن جوبر، كانت وسائل إعلام موالية قد تحدثت عن سيطرة قوات النظام على وادي عين ترما، الأمر الذي نفاه الشامي، مؤكداً أن "ادعاءات إعلام النظام باطلة، فالتواجد على الأرض ما زال للفصائل المقاتلة على كامل الوادي التي صدت عدة محاولات للتسلل"، وأضاف: "لا ننكر أن خسارة الدخانية، التي تشرف على الوادي، والمنخفضة، أضعفتنا قليلاً، لكن تمَ تلافي نقاط الخلل".
وتقع منطقة وادي عين ترما إلى الشمال من حي الدخانية، وإلى الشرق من العاصمة دمشق، وهي محاصرة من قبل قوات النظام منذ سنة ونصف، وتعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة، تتخللها عدة فروع لنهر بردى، ما يحول دون توغل عربات النظام ومدرعاته فيها.
وعن إمكانية ردع قوات النظام التي تواصل قصف بلدات الغوطة الشرقية محدثة سلسلة من المجازر، قال الشامي: "لا يتوفر أي سلاح ردع قادر على إيقاف تقدم المدرعات أو الطائرات. تعاني الفصائل في الغوطة من نقص في الذخائر، لا يسمح بمواجهة الكثافة النارية لقوات النظام، فكل الاعتماد في الغوطة على المقاتلين الذين يتصدون بقوة لحملات النظام التي تمتد من الجبهة الشرقية للغوطة إلى زبدين وحي جوبر ووداي عين ترما ومشارف مدينة دوما".
وانتقد الشامي قيادة أركان "الجيش الحر"، متسائلاً: "ماذا تنتظرون لتنقذوا الغوطة الشرقية، لماذا هذا الإهمال لجبهة العاصمة وبوابتها؟ نحن نحتاج لأي دعم هنا في الغوطة، فالوضع أقل ما يقال عنه إنه مزرٍ للغاية، طبياً وإغاثياً وعسكرياً".