بدأت آثار رفع أسعار المشتقات النفطية من مازوت وبنزين وغاز منزلي، بنسب فاقت 40% أول من أمس الخميس، تنعكس على الأسواق السورية، مخلفة ارتفاعات على مجمل السلع والمنتجات، وفي مقدمتها مادة اللحوم.
وقال مراقبون من دمشق إن أسعار الفروج واللحوم الحمراء، واصلت ارتفاعها القياسي بعيد الإعلان عن رفع أسعار المشتقات النفطية وتأثر الأعلاف وأجور النقل بأسعار المازوت، ليقفز سعر كيلوغرام شرحات الدجاج من 1550 إلى 1750 ليرة، رغم تراجع الطلب على اللحوم بنحو 50% مقارنة مع الأسبوع الأول لشهر رمضان.
و أوضح عضو جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، محمد بسام دوريش، أن أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت أكثر من 20% خلال الأيام الأخيرة ليصل سعر كيلوغرام لحم الخروف إلى نحو 4300 ليرة، كما شهدت أسعار الفروج ارتفاعا ملحوظا حيث سجل سعر كيلو الفروج الحي نحو 720 ليرة للكيلو، وبلغ سعر الفروج المذبوح المنظف نحو 1025 ليرة للكيلو، موضحاً خلال تصريحات صحافية، أن استهلاك دمشق من الفروج يومياً يزيد عن 20 طناً وأن نحو 80% من حاجة دمشق وريفها تتم تغطيتها عن طريق حماة، من الفروج المثلج المجهول المصدر، بحسب تصريحات درويش .
وخرجت مهنة تربية الدواجن عن مناطق ريف دمشق التي تشهد معارك منذ خمس سنوات، باستثناء بعض المزارع الحكومية في منطقة صيدنايا، ما دفع مسؤولي نظام الأسد لاستيراد الفروج المثلج من إيران، أو دخوله من تركيا إلى مناطق ريف حماة المحررة ومنه لمناطق سيطرة الأسد، بحسب ما يقول المهندس الزراعي أكرم برغل.
ويقول المهندس برغل لـ"العربي الجديد" إن الفروج التركي يغطي احتياجات ريفي ادلب وحلب المحررة، فضلاً عن تهريبه لمناطق سيطرة النظام ومنها العاصمة دمشق .
ويضيف: أن المخاطر وأجور النقل تزيد من أسعار اللحوم في مناطق النظام، إذ تباع بمناطق سيطرة المعارضة بأقل بنحو 40%، مشيراً إلى أن أجرة البراد الواحد لنقل الفروج من حماة إلى الرقة أو القامشلي مثلاً، تبلغ 400 ألف ليرة، لمسافة لا تتجاوز 100 كيلو متر، وقد تزيد أجور النقل بعد تسعيرة المازوت الجديدة، لافتاً إلى أن ارتفاع مستلزمات الإنتاج من أعلاف ووقود وانقطاع الكهرباء، فضلاً عن شراء الصيصان"الكتاكيت" بأسعار مضاعفة، هي الأسباب الأساسية لارتفاع أسعار الفروج في سورية التي تعاني فيها الأسواق من قلة بالعرض بعد خروج كثير من المزارع عن العمل.
بدوره، يقول أمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، جمال السطل إن المستهلك هو المستهدف دائما في الوقت الذي تشهد فيه الأسعار ارتفاعاً، مشيرا إلى أن الحكومة هي قائدة الاقتصاد، وهي التي تقوم برفع الأسعار بدعوى موازاته مع ارتفاع سعر الدولار.
وأشار السطل خلال تصريحات صحافية أمس، إلى أن توقيت إصدار قرارات رفع أسعار المحروقات لا يعتبر مناسباً لكونه سيرفع الأسعار في الوقت الذي تعلن فيه وزارة التجارة أن برنامجها خلال شهر رمضان سيكون لتوفير السلع في منافذها بأسعار لصالح المستهلك.
ولفت إلى أن رفع أسعار المازوت بشكل خاص له تأثير على كافة قطاعات الإنتاج والخدمات، وبالتالي هناك سلسلة من ارتفاعات للأسعار ستطاول جميع السلع، متسائلاً: ماذا يفعل المواطن غير العامل لدى الدولة إذا ما تقرر تعويض العاملين في الدولة، مستهجناً ذلك بالقول: "تكلموا ما تشاؤون سمعان مو هون".