انسحب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مساء السبت، من كافة مواقعة ومقراته في المناطق الغربية والجنوبية لمدينة رأس العين (سري كانيه)، شمالي محافظة الحسكة، في وقت تقدم فيه مقاتلو "وحدات الحماية الشعبية الكردية"، ليسيطروا على هذه المقرات، من دون أن تطلق رصاصة واحدة بين الطرفين.
وكان مقاتلو التنظيم قد تمكنوا خلال الأيام الماضية من السيطرة على قرى عدة كان المقاتلون الأكرد قد استعادوا السيطرة عليها، كقبر عامر ورسم هجة، جنوب رأس العين بنحو 20 كيلومتراً، وذلك على الرغم من استخدام قوات النظام السوري سلاح الطيران، مترافقاً مع قصف بالمدفعية الثقيلة على قرى الريف الجنوبي لرأس العين وسط معارك عنيفة مع الوحدات.
وقال أحد إعلاميي التنظيم، والذي رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، على خلفية انسحاب مقاتلي التنظيم، إنه "لا تسأل عن سبب انسحابات الكبار، بل أسأل عمَّن أجبرهم، والحرب سجال"، في إشارة إلى قيادة الوحدات الكردية.
وفي هذا السياق، أشار الناشط الإعلامي في مدينة رأس العين، أحمد الدغيمي، إلى أن "المسلحين الأكراد شنوا حملة اعتقالات وتفتيش في قرى ريحانية الطولان، العمير والنوح، 20 كيلومتراً جنوبي رأس العين،"، مبيّناً أن الأكراد سيطروا عليها قبل نحو أسبوع.
وأضاف الدغيمي أن "العشرات من القرى الواقعة شمال طريق حلب ـ تل تمر، نزحوا منها نتيجة الهجوم الذي يشنه حزب (الاتحاد الديمقراطي) عليها وقصفها بالمدفعية والرشاشات الثقيلة خلال الأسبوع الماضي، وسط مساندة من طيران النظام الحربي الذي ارتكب مجزرة في مدرسة ليلان راح ضحيتها أكثر من 20 طفلاً في الفترة الأخيرة".
كما صرح قيادي بارز في حزب "الاتحاد الديمقراطي"، يوم الجمعة، أن "بعض المتعاملين مع تنظيم (داعش) تركوا منازلهم وفروا من المنطقة".
وكانت الوحدات الكردية قد أعلنت في الرابع من الشهر الجاري عن بدء حملة لاستعادة القرى التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في ريف رأس العين لفتح الطريق نحو عين العرب (كوباني)، وأعلنت خلالها السيطرة على 100 قرية ومزرعة حتى الآن.