سهى نصّار: الرسم سلاحي

19 مايو 2017
أحب اللوحات إلى قلبها لوحة مدينة عكا (العربي الجديد)
+ الخط -
يسعى رسامو الفن التشكيلي الفلسطينيون إلى إيصال رسالة وطنيّة من خلال لوحاتهم التي تحاكي الوطن، والتي تظهر جمال فلسطين أو تعيد إحياء التراث الفلسطيني، وذلك بمشاركتهم في معارض عدة كي يتمكن أكبر عدد من مشاهدة هذه اللوحات والتعرف أكثر على الهوية الفلسطينية التي تجسدها هذه اللوحات، ويعدّ ذلك نوعًا من المقاومة الفنيَّة الفلسطينية ضد الاحتلال الذي يحاول طمس الهويّة العربيّة الفلسطينية قدر الإمكان. سهى نصّار، فلسطينية من قرية كفر عنان قضاء مدينة عكا، وتقيمُ مع عائلتها في مخيم برج الشمالي (جنوب لبنان)، قالت لـ"العربي الجديد": "أنهيت دراستي في اختصاص هندسة الديكور، وعملت في مجالات عدّة، ولأن هوايتي الرسم من الصغر فقد بدأت الرسم وأشارك في معارض".



تطوير ذاتي
أضافَت: "اكتشف موهبتي في الرسم أستاذ مادة التربية الفنيّة في المدرسة، عندما كنت في السادسة من عمري، كانت موهبتي مختلفة عن باقي التلاميذ. وبدأتُ أطوِّر نفسي بنفسي، ولم أتعلِّم الرسم عن طريق أستاذ مُعيّن أو معهد متخصص. ولكن من خلال دراستي في الجامعة، تطوَّرت في الرسم أكثر، بحكم أن الرسم له علاقة في الاختصاص الذي تعلمته". وحول لوحاتها، قالت: "عادة، أنوِّع في الرسم. أرسم بأكثر من مادة، واختار مواضيع مختلفة للوحاتي. رسمت الوطني والوجدانيات، وحتى الرياضة. وكان التنوّع، أيضاً، بمواد الرسم، من الزيتي والفحم والرصاص والأكريليك والألوان المائية".

تعريف المدن
تلفت نصّار، إلى أنّ معرضها الأول كان حول المدن الفلسطينيّة، وكان هدفه التعريف بهذه المدن، "لأن هناك الكثير من الناس لا يعرفون هذه المدن، أو علقت في أذهانهم صورة دمار المدن الفلسطينيّة. لذلك، حاولتُ إبراز جماليّة المدن من خلال لوحاتي التي عرضتها في معرض لوحاتي الأول تحت عنوان "زهرة المدائن" في مدينة صور (جنوب لبنان)، إذ ضمَّ لوحات لمدن القدس وعكا وحيفا ويافا وغزة وبيسان، وغيرها من المدن الفلسطينية التي تظهر جمال وطننا فلسطين".

طموح بالانتشار
أكّدت نصار أنها تسعى لتطوير نفسها في مجال الرسم أكثر، وخاصة على صعيد المهارة، لأنّها تشعر بأنها بحاجة للمزيد من الخبرات، كي تستطيع ان تنشر فنّها خارج المخيم وخارج منطقتها. وتطمح أن تنتقل بمعارضها إلى مناطق لبنانيّة أخرى، وحتى خارج لبنان في دول أخرى، من أجل أن تُعرّف الناس بفلسطين وبقضيتها وشعبها وعاداتها وتقاليدها من خلال اللوحات الفنيّة، بالإضافة إلى الأمور الحياتية اليوميّة التي تشمل حياة الأطفال والنساء، وبالمختصر، أنّ لا حدود لطموحها في مجال الفن التشكيلي.

الفن يهزّ العالم
تشير نصّار إلى أن أحب اللوحات على قلبها لوحة مدينة عكا، وعلى الرّغم من أنّها لا تعرف السبب، إلا أنَّ اللوحة عنت لها الكثير، ربما لأنها مدينتها الأصلية، وترددت قبل بيعها في المعرض الذي باعت فيه أكثر من 20 لوحة لمدن فلسطينية عدّة.
وخلال مشاركتها في معرض أقيم في ذكرى نكبة فلسطين، شكرت كل من يمسك بيدها ويساعدها في سبيل تحقيق حلمها، لأن الرسم سلاح قوي، وقد يهتز العالم بريشة فنان.

المساهمون