ويقدّم أفكاره ضمن مستويين أساسيين، الأول جمالي يرصد الطبقات العمودية لمعمار العاصمة الأردنية المبنية فوق عدّة جبال، والثانية فلسفي يتصل برصد أثر التغيّرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية على تخطيط المدن وعمرانها، في استفادة من تخصّصه في الهندسة المعمارية.
"نبض مدينة" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح أول أمس في غاليري "دار المشرق" في عمّان، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، ويضمّ لوحات يرسم فيها "المباني الموجودة في مناطق معينة والعديد من التفاصيل المرئية، مما يضطر المشاهدين إلى التشكيك في الأماكن والشوارع التي في اللوحة عن طريق حجب التفاصيل الواقعية وإبراز ضربات الفرشاة"، بحسب بيان المنظّمين.
يشير البيان ذاتها إلى "لوحات سعد الربضي هي في معظمها لقطات من مناظر طبيعية، وهو يوضح في تجربته كيف تبنى المساحة الحضارية التي نعيش فيها، وكيف نتعامل معها. كما يهتم بتفكيك المساحات وإبراز أجزاء من المباني التي لا نراها عادةً، ويعرض منازل سكان المدينة، ويسلط الضوء على تفاصيل مثل أجزاء من الأسطح والأرصفة".
بين الواقع والتخييل تظهر الطوبوغرافيا الذي يقدّمها الفنان، إذ لا تبدو المعالم في لوحاته تنتمي إلى عمّان حتى قد يعتقد المتلقي أنها موجودة في مدينة أخرى، لكنها تحمل روح المدينة أو شيئاً منها، وكأنه يعيد مقاربة المكان كما يحلم أن يكون، حيث الملامح الجديدة تغيّر كثيراً من ملامحها القديمة لكنها تحتفظ بتكوينها الأساسي.
يعكس المعرض بحثاً في واقع المدينة الحديثة في محاولة للوصول إلى جوهر عاطفي للحياة الحديثة فيها، ويظهر ذلك في إدخاله مفردات وشخصيات بصورة رمزية إلى اللوحة لباعة متجولين ومشردين احتضنهم وسط البلد في عمّان.
تتعدّد التقنيات التي يشتغل عليها الربضي، فهو يمزج بين تخطيطات بالحبر على الورق، وأكريليك على القماش، وألوان مائية، إلى بعض اللوحات المشغولة بتقنية الكولاج، ويقدّمها في لوحات متفاوتة الحجوم تنسج مشاهداته؛ الأضواء والأبنية والجسور والناس والمركبات والطرقات التي تشكّل لوحته.