سعدات بذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية: الانتفاضة نضال لتحقيق الاستقلال

12 ديسمبر 2015
الحركة حذرت من الالتفاف على الانتفاضة الفلسطينية (العربي الجديد)
+ الخط -
قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير، أحمد سعدات، في رسالة له من داخل سجنه، بمناسبة الانطلاقة الـ48 للجبهة، إن "انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي، هي نضال استراتيجي متواصل من أجل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في الاستقلال التام، الذي يؤسس لولادة دولة ديمقراطية حقيقية غير عنصرية، بطرد المشروع الصهيوني من جذوره".

وأكد سعدات في رسالته التي نقلها موقع الجبهة يوم أمس الجمعة، أن التأكيد على هذا النضال يأتي في مقابل الدعوات للالتفاف على هذه الانتفاضة، أو تدجينها وتحويلها إلى خطوة تكتيكية للعودة لدوامة التسوية وتحت شعارات فضفاضة تحوّلها من مقاومة شعبية شاملة إلى مقاومة سلمية.

في حين شدد أمين عام الجبهة الشعبية على أن هذه الانتفاضة تشكّل مخرجاً للقيادة الفلسطينية المتنفذة من دائرة الإرباك والمراوحة والمراهنة على أوهام المفاوضات والتسوية بالرعاية الأميركية، إذ إن التفكير الذي ما زال ينظر للإدارة الأميركية بشريك وصديق للشعب الفلسطيني، ويحاول تحييدها أو كسبها إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني، هو تفكير منغلق لا يراعي حرمة الدم الفلسطيني الذي ينزف في شوارع الوطن.

في حين، نوه إلى أن الوقائع أكدت أنه من غير الممكن بدون الاحتكام إلى المراجعة النقدية الجريئة لمسيرة الشعب الفلسطيني السياسية والعمل على إعادة بنائها على قاعدة استخلاص العبر من هذه الأخطاء، وصولاً لدعم وإسناد الانتفاضة الشعبية، والثقة بقدرة الجماهير الفلسطينية والطاقات التي تمتلكها على دحر العدوان وتحقيق النصر على المشروع الصهيوني.

اقرأ أيضاً: "الشعبية" بالذكرى الـ48 لانطلاقتها: الخيار التفاوضي مؤامرة على الانتفاضة

ولفت سعدات إلى أن الانتفاضة الحالية جسدت الحالة الطبيعية للشعب الفلسطيني ومساره الحقيقي، وشكّلت رداً على ما يتعرض له من جرائم بشعة، وعملية قمع وممارسة عنصرية تستهدف طمس هويته الوطنية وحقه في الاستقلال والحياة الكريمة.

فيما شدد أمين عام الجبهة على أن استمرار الانقسام والتعامل مع جهود إنجاز المصالحة بطريقة لفظية وليست عملية، هو إهانة للشعب الفلسطيني، الذي يتطلع إلى طي هذه الصفحة السوداء، مؤكداً، أنه بدون توحيد طاقات الشعب الفلسطيني وتحشيدها في خدمة أهداف الانتفاضة، ستبقى معرضة دائماً للتذويب والإجهاض وللاستثمار السلبي، فثمة ارتباط موضوعي بين استمرارية هذه الانتفاضة وتصاعدها وبين الوضع الفلسطيني الداخلي واستقراره ونبذ الفرقة والانقسام وحالة التفرد، والتمترس خلف الوحدة الوطنية.

في حين، أكد سعدات على أن الشعب الفلسطيني، وهو مصمم على استمرار انتفاضته، ومتمسك بحقوقه الوطنية، فإنه يؤكد موقعه الطبيعي المنسجم مع نضال القوى التقدمية الإنسانية العالمية في مواجهة قوى الاستكبار العالمية، والنضال من أجل الاستقلال والسيادة وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والتكافؤ، والمبني على اقتسام عادل للثروات، والذي تحكمه ثقافة إنسانية تؤسس للتعايش والسلام ونبذ الحرب وكافة أشكال القهر والاستغلال، وهي مبادئ سامية أرستها الجبهة الشعبية في نظامها الداخلي واستراتيجيتها السياسية.

اقرأ أيضاً: الآلاف بمسيرة مشاعل ضد حظر الحركة الإسلامية بأراضي 48