تُراجع الدكتورة عائشة بنت سعيد الغابشية، مديرة جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، مركز الأورام في المستشفى السلطاني الحكومي، مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية بعد استئصالها ثدييها المصابين بالورم الخبيث في أحد مشافي تايلاند في عام 2013، وعلى الرغم من أن الفحوصات أثبتت عدم انتشار الورم، لكن خطة العلاج تقتضي منها مراجعة المركز على مدى عشر سنوات بمعدل أربع مرات في العام الواحد كما قالت لـ"العربي الجديد"، ملخصة تجربتها في مواجهة المرض بالقول "عيش الحياة هو خط الدفاع الأول لمرضى سرطان الثدي. رفضت الجلوس في المنزل والبكاء. رفضت الانعزال أو الانسحاب وواجهت المرض".
وتعد الغابشية واحدة من 1733 حالة أصيبت بسرطان الثدي خلال الفترة من عام 2003 وحتى عام 2015، وفق ما كشفه تقرير "معـدلات السرطان في السلطنة لعام 2015 " الذي دشنته وزارة الصحة العُمانية في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وبحسب التقرير الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، فإن سرطان الثدي أكثر السرطانات شيوعا في سلطنة عمان بنسبة 24.48 % بين النساء ويعد الأول في أكثر 10 سرطانات شائعة بين العمانيين ذكورا وإناثا بنسبة 15.17% ومن بعده وعلى مستوى النساء يأتي سرطان الغدة الدرقية بنسبة 15.47 % وفي المرتبة الثالثة سرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.51% ويبلغ معدل حدوث مرض السرطان في سلطنة عمان 103.8 حالات لكل 100 ألف نسمة من السكان، وفق ما جاء في التقريرالذي حصر إجمالي عدد حالات السرطان في السلطنة منذ عام 1996 وحتى عام 2015 في 20.046 حالة.
اقــرأ أيضاً
خطورة سرطان الثدي
يكشف تقرير "معـدلات السرطان في السلطنة" تزايد عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي عاماً وراء عام، إذ سجلت 175 حالة جديدة في عام 2013، فيما سجلت 178 حالة جديدة في عام 2014، وفي العام 2015 زادت الحالات الجديدة إلى 212 حالة جديدة من بين 1840 حالة مصابة بأنواع السرطان المختلفة خلال العام ذاته، والنسبة الأكبر منهم من العمانيين بعدد 1615 حالة منهم 749 ذكورا (46%) و866 إناثا (53%) و185 وافدا.
وتختلف مسببات المرض في عمان عن الأسباب الشائعة وعلى الرغم من تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي بين العُمانيات، إلا أن الأسباب غير واضحة، في ظل الحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث كما تقول الطبيبة سعاد بنت سليمان الخروصية، رئيسة قسم الأورام بالمركز الوطني للأورام بالمستشفى السلطاني ومديرة المركز بالإنابة، والتي قالت لـ"العربي الجديد" :"أجرينا دراسة، نشرناها في مؤتمر سانت غالن الدولي لسرطان الثدي الذي عقد في في سويسرا في مارس/آذار 2017، قابلنا خلالها 300 مريضة بسرطان الثدي، للمقارنة بين أسباب المرض لدينا وفي أوروبا، ومن أبرز العوامل التي تمت دراستها للمقارنة: مدى تأثير عوامل عدم الإنجاب، وولادة الطفل الأول بعد سن الثلاثين، أو الـ 35، وطول فترة عدم انقطاع الطمث، واستخدام الهرمونات البديلة (أدوية تحتوي على هرمونات أنثوية تحل محل الهرمونات التي لم يعد الجسم يفرزها بعد انقطاع الطمث)، لكن هذه الأسباب لم نجدها متحققة في السلطنة، إذ وجدنا أن 50% من المريضات في عُمان، عمرهن أقل من سن الخمسين من دون وجود الأسباب السابقة فأغلب من شملتهن الدراسة من المرضعات ولديهن من ثلاثة إلى أربعة أطفال".
وماذا عن العوامل الجينية؟ تجيب الأخصائية الخروصية: "المعروف أن نسبة إسهامها في الإصابة بسرطان الثدي عالميًا هي ما بين 7% إلى 10%، لكن في الحالات التي شملتها الدراسة المقارنة في السلطنة لم نجد سوى 4 حالات مُصابات بسرطان الثدي بسبب (التوريث المندلي)، أي الانتقال من الأب، أو الأم".
سلبيات الكشف المتأخر
عقب تدشين تقرير "معـدلات السرطان في السلطنة"، دعا وزير الصحة العماني الدكتور أحمد السعيدي إلى البحث عن مسببات أمراض السرطانات بحسب ما جاء في بيان صحافي للوزارة، إذ يعد السرطان المسبب الرابع للوفاة في السلطنة والمخيف في سرطان الثدي في الشرق هو متوسط العمر والتشخيص المتأخر، إذ إن 90% من المصابات بالسرطان في الغرب، يكتشفن المرض في مراحل متقدمة وهو ما يضمن الشفاء منه على عكس ما يحدث في الشرق، إذ إن 80% يكتشفن المرض في مراحل متأخرة بعد انتشاره كما يقول الدكتور عادل بن محمد العجمي، استشاري أول في جراحة وترميم الثدي بمستشفى جامعة السلطان قابوس ورئيس الرابطة العمانية لسرطان الثدي، والذي أوضح أن الورم عندما يكبر تصبح خصائص الأنسجة شرسة، ولذلك يصعب القضاء عليها، ما يقلل من فرص الشفاء.
ويتراوح متوسط عمر المصابات بسرطان الثدي في عُمان بين 46 عاما و48 عاما، بينما في أوروبا بين 60 عاما و65 عاما بحسب الدكتور العجمي، والذي قال إن 20% من المريضات في عمان يعشن بعد اكتشاف مرضهن حوالي 5 سنوات، والبعض منهن يتوفين قبل هذه المدة، لافتًا إلى أن أقل حالة تم اكتشافها لفتاة عمرها 19 عاما، وهي غير متزوجة، بينما أكبر حالة هي لمواطنة سودانية تعيش في السلطنة عمرها 90 عاما، كما تم اكتشاف حالة لعمانية عمرها 85 عاما.
وأثبتت دراسة "الوقاية من سرطان الثدي لدى العمانيات" التي أجرتها الدكتورة إسراء منصور الخصاونه من كلية التمريض بجامعة السلطان قابوس بمشاركة 1372 امرأة عمانية منذ العام 2013 حتى 2017، انخفاض مستوى الوعي بتدابير الكشف المبكر وأكدت أهمية أخذ الجوانب الدينية والاجتماعية والثقافية للنساء في الاعتبار عند وضع السياسات والأنشطة لتعزيز صحة الثدي، كما أوضحت أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الأبحاث لتقييم فعالية التدخل المبكر في تعزيز صحة الثدي للنساء العمانيات.
وتعمل الرابطة العمانية لسرطان الثدي، (جمعية تطوعية مسجلة في وزارة التنمية الاجتماعية منذ عام 2015 تضم مختصين من جميع المؤسسات الصحية في عُمان)، على أن تصبح نسبة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي 80% بحلول عام 2025 بحسب الدكتور العجمي.
وتسعى الرابطة بالتعاون مع بقية المؤسسات لتحقيق هذا الهدف من خلال ما تقوم به من حملات توعوية في مختلف المحافظات العمانية، والتي وصل عددها إلى 18 حملة توعوية منذ العام 2015 حتى نهاية منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري كما يقول العجمي، مشيرا إلى أن الرابطة تستثمر وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية البصرية عبر الفيديوهات والتصاميم والقصص المصورة لمريضات انتصرن على سرطان الثدي.
اقــرأ أيضاً
ما إمكانية العلاج في مشافي السلطنة؟
تعالج المصابة بسرطان الثدي بخمس طرق كما يوضح الدكتور العجمي، قائلا: "الأولى الجراحة الجزئية، أو الكلية وتكون المريضة في المستشفى فترة من يوم إلى أسبوع بعد العملية. الثانية، العلاج الكيماوي متعدد الأنواع الذي تصل عدد جرعاته إلى ثماني جرعات بمعدل جرعة كل 3 أسابيع. والثالثة، العلاج بالإشعاع الذي يكون خلال فترة من ثلاثة إلى خمسة أسابيع، ورابعًا العلاج بالهرمونات (الحبوب)، وخامسًا العلاج الموجّه وهو الذي يتم من خلاله توجيه العلاج بالكيماوي إلى خلايا محددة ويصل إلى 12 جرعة، وتختلف عدد جرعاته من حالة إلى أخرى ويتم اللجوء إلى أي من الأنواع الماضية بناء على مرحلة المرض، والخصائص النسيجية للمرأة، ومدى التزام المريضة بالعلاجات".
ويتمتع مركز الأورام في المستشفى السلطاني بمعدل نجاح عالٍ في علاجاته، وفق ما قالته مديرة المركز بالإنابة، التي قالت إن الأمر يعتمد على مرحلة انتشارالسرطان في جسم المريضة، موضحة أن جميع علاجات سرطان الثدي المتوفرة عالميا موجودة في مركز الأورام بالمستشفى السلطاني، وتابعت: "متوسط تكلفة علاج مريض السرطان 3 آلاف ريال عُماني شهريا (7802 دولار أميركي)"، ورغم ذلك فإن بعض المرضى يتجهون للخارج، بسبب شعورهم بالقلق والخوف فور معرفتهم بالإصابة".
وتتجه مصابات بالمرض إلى الهند وتايلاند وتصل تكلفة علاج المصابة الواحدة في الخارج إلى 90 ألف ريال (234 ألف دولار) بحسب الدكتور العجمي، مؤكدا أنهم اكتشفوا أن بعض تلك الحالات أُعطيت علاجات كيماوية رخيصة، كانت تُستخدم منذ سنوات ولا تستخدم حاليًا في عمان.
نصائح للوقاية
تنصح الدكتورة أسماء الجابرية أخصائية جراحة بمستشفى صحار التابع لوزارة الصحة العمانية النساء بالوقاية من سرطان الثدي، بالتغذية السليمة المحتوية على الخضروات والفواكه والابتعاد عن السكريات وكل ما من شأنه تنشيط الخلايا السرطانية في الجسم، وبحسب وزير الصحة العماني فإن السرطان بكافة أنواعه يعد من الأمراض المزمنة غير السارية وغير المعدية المتعلقة بنمط الحياة، وبالإمكان تفادي أو تأخير 40 % من هذه الأمراض بما فيها السرطانات إذا جرى اتباع نمط حياة صحي وسليم قائم على التغذية الصحية والسليمة وزيادة النشاط البدني والامتناع عن التدخين.
ويُبنى حاليًا مركز كبير لعلاج السرطان بأنواعه المختلفة بجانب جامعة السلطان قابوس، بحسب الدكتور العجمي، مشيرا إلى أن هذا المستشفى الذي سيجهز بأحدث الأجهزة سيكون مرجعًا، لكنه يتمنى، بناء مراكز أخرى للعلاج خارج العاصمة مسقط، أحدها في ولاية صحار لخدمة المناطق الشمالية، ومركز في ظفار ليخدم المناطق الجنوبية، وثالث في نزوى ليخدم المناطق الداخلية.
وتعد الغابشية واحدة من 1733 حالة أصيبت بسرطان الثدي خلال الفترة من عام 2003 وحتى عام 2015، وفق ما كشفه تقرير "معـدلات السرطان في السلطنة لعام 2015 " الذي دشنته وزارة الصحة العُمانية في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وبحسب التقرير الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، فإن سرطان الثدي أكثر السرطانات شيوعا في سلطنة عمان بنسبة 24.48 % بين النساء ويعد الأول في أكثر 10 سرطانات شائعة بين العمانيين ذكورا وإناثا بنسبة 15.17% ومن بعده وعلى مستوى النساء يأتي سرطان الغدة الدرقية بنسبة 15.47 % وفي المرتبة الثالثة سرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.51% ويبلغ معدل حدوث مرض السرطان في سلطنة عمان 103.8 حالات لكل 100 ألف نسمة من السكان، وفق ما جاء في التقريرالذي حصر إجمالي عدد حالات السرطان في السلطنة منذ عام 1996 وحتى عام 2015 في 20.046 حالة.
خطورة سرطان الثدي
يكشف تقرير "معـدلات السرطان في السلطنة" تزايد عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي عاماً وراء عام، إذ سجلت 175 حالة جديدة في عام 2013، فيما سجلت 178 حالة جديدة في عام 2014، وفي العام 2015 زادت الحالات الجديدة إلى 212 حالة جديدة من بين 1840 حالة مصابة بأنواع السرطان المختلفة خلال العام ذاته، والنسبة الأكبر منهم من العمانيين بعدد 1615 حالة منهم 749 ذكورا (46%) و866 إناثا (53%) و185 وافدا.
وتختلف مسببات المرض في عمان عن الأسباب الشائعة وعلى الرغم من تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي بين العُمانيات، إلا أن الأسباب غير واضحة، في ظل الحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث كما تقول الطبيبة سعاد بنت سليمان الخروصية، رئيسة قسم الأورام بالمركز الوطني للأورام بالمستشفى السلطاني ومديرة المركز بالإنابة، والتي قالت لـ"العربي الجديد" :"أجرينا دراسة، نشرناها في مؤتمر سانت غالن الدولي لسرطان الثدي الذي عقد في في سويسرا في مارس/آذار 2017، قابلنا خلالها 300 مريضة بسرطان الثدي، للمقارنة بين أسباب المرض لدينا وفي أوروبا، ومن أبرز العوامل التي تمت دراستها للمقارنة: مدى تأثير عوامل عدم الإنجاب، وولادة الطفل الأول بعد سن الثلاثين، أو الـ 35، وطول فترة عدم انقطاع الطمث، واستخدام الهرمونات البديلة (أدوية تحتوي على هرمونات أنثوية تحل محل الهرمونات التي لم يعد الجسم يفرزها بعد انقطاع الطمث)، لكن هذه الأسباب لم نجدها متحققة في السلطنة، إذ وجدنا أن 50% من المريضات في عُمان، عمرهن أقل من سن الخمسين من دون وجود الأسباب السابقة فأغلب من شملتهن الدراسة من المرضعات ولديهن من ثلاثة إلى أربعة أطفال".
وماذا عن العوامل الجينية؟ تجيب الأخصائية الخروصية: "المعروف أن نسبة إسهامها في الإصابة بسرطان الثدي عالميًا هي ما بين 7% إلى 10%، لكن في الحالات التي شملتها الدراسة المقارنة في السلطنة لم نجد سوى 4 حالات مُصابات بسرطان الثدي بسبب (التوريث المندلي)، أي الانتقال من الأب، أو الأم".
سلبيات الكشف المتأخر
عقب تدشين تقرير "معـدلات السرطان في السلطنة"، دعا وزير الصحة العماني الدكتور أحمد السعيدي إلى البحث عن مسببات أمراض السرطانات بحسب ما جاء في بيان صحافي للوزارة، إذ يعد السرطان المسبب الرابع للوفاة في السلطنة والمخيف في سرطان الثدي في الشرق هو متوسط العمر والتشخيص المتأخر، إذ إن 90% من المصابات بالسرطان في الغرب، يكتشفن المرض في مراحل متقدمة وهو ما يضمن الشفاء منه على عكس ما يحدث في الشرق، إذ إن 80% يكتشفن المرض في مراحل متأخرة بعد انتشاره كما يقول الدكتور عادل بن محمد العجمي، استشاري أول في جراحة وترميم الثدي بمستشفى جامعة السلطان قابوس ورئيس الرابطة العمانية لسرطان الثدي، والذي أوضح أن الورم عندما يكبر تصبح خصائص الأنسجة شرسة، ولذلك يصعب القضاء عليها، ما يقلل من فرص الشفاء.
ويتراوح متوسط عمر المصابات بسرطان الثدي في عُمان بين 46 عاما و48 عاما، بينما في أوروبا بين 60 عاما و65 عاما بحسب الدكتور العجمي، والذي قال إن 20% من المريضات في عمان يعشن بعد اكتشاف مرضهن حوالي 5 سنوات، والبعض منهن يتوفين قبل هذه المدة، لافتًا إلى أن أقل حالة تم اكتشافها لفتاة عمرها 19 عاما، وهي غير متزوجة، بينما أكبر حالة هي لمواطنة سودانية تعيش في السلطنة عمرها 90 عاما، كما تم اكتشاف حالة لعمانية عمرها 85 عاما.
وأثبتت دراسة "الوقاية من سرطان الثدي لدى العمانيات" التي أجرتها الدكتورة إسراء منصور الخصاونه من كلية التمريض بجامعة السلطان قابوس بمشاركة 1372 امرأة عمانية منذ العام 2013 حتى 2017، انخفاض مستوى الوعي بتدابير الكشف المبكر وأكدت أهمية أخذ الجوانب الدينية والاجتماعية والثقافية للنساء في الاعتبار عند وضع السياسات والأنشطة لتعزيز صحة الثدي، كما أوضحت أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الأبحاث لتقييم فعالية التدخل المبكر في تعزيز صحة الثدي للنساء العمانيات.
وتعمل الرابطة العمانية لسرطان الثدي، (جمعية تطوعية مسجلة في وزارة التنمية الاجتماعية منذ عام 2015 تضم مختصين من جميع المؤسسات الصحية في عُمان)، على أن تصبح نسبة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي 80% بحلول عام 2025 بحسب الدكتور العجمي.
وتسعى الرابطة بالتعاون مع بقية المؤسسات لتحقيق هذا الهدف من خلال ما تقوم به من حملات توعوية في مختلف المحافظات العمانية، والتي وصل عددها إلى 18 حملة توعوية منذ العام 2015 حتى نهاية منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري كما يقول العجمي، مشيرا إلى أن الرابطة تستثمر وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية البصرية عبر الفيديوهات والتصاميم والقصص المصورة لمريضات انتصرن على سرطان الثدي.
ما إمكانية العلاج في مشافي السلطنة؟
تعالج المصابة بسرطان الثدي بخمس طرق كما يوضح الدكتور العجمي، قائلا: "الأولى الجراحة الجزئية، أو الكلية وتكون المريضة في المستشفى فترة من يوم إلى أسبوع بعد العملية. الثانية، العلاج الكيماوي متعدد الأنواع الذي تصل عدد جرعاته إلى ثماني جرعات بمعدل جرعة كل 3 أسابيع. والثالثة، العلاج بالإشعاع الذي يكون خلال فترة من ثلاثة إلى خمسة أسابيع، ورابعًا العلاج بالهرمونات (الحبوب)، وخامسًا العلاج الموجّه وهو الذي يتم من خلاله توجيه العلاج بالكيماوي إلى خلايا محددة ويصل إلى 12 جرعة، وتختلف عدد جرعاته من حالة إلى أخرى ويتم اللجوء إلى أي من الأنواع الماضية بناء على مرحلة المرض، والخصائص النسيجية للمرأة، ومدى التزام المريضة بالعلاجات".
ويتمتع مركز الأورام في المستشفى السلطاني بمعدل نجاح عالٍ في علاجاته، وفق ما قالته مديرة المركز بالإنابة، التي قالت إن الأمر يعتمد على مرحلة انتشارالسرطان في جسم المريضة، موضحة أن جميع علاجات سرطان الثدي المتوفرة عالميا موجودة في مركز الأورام بالمستشفى السلطاني، وتابعت: "متوسط تكلفة علاج مريض السرطان 3 آلاف ريال عُماني شهريا (7802 دولار أميركي)"، ورغم ذلك فإن بعض المرضى يتجهون للخارج، بسبب شعورهم بالقلق والخوف فور معرفتهم بالإصابة".
وتتجه مصابات بالمرض إلى الهند وتايلاند وتصل تكلفة علاج المصابة الواحدة في الخارج إلى 90 ألف ريال (234 ألف دولار) بحسب الدكتور العجمي، مؤكدا أنهم اكتشفوا أن بعض تلك الحالات أُعطيت علاجات كيماوية رخيصة، كانت تُستخدم منذ سنوات ولا تستخدم حاليًا في عمان.
نصائح للوقاية
تنصح الدكتورة أسماء الجابرية أخصائية جراحة بمستشفى صحار التابع لوزارة الصحة العمانية النساء بالوقاية من سرطان الثدي، بالتغذية السليمة المحتوية على الخضروات والفواكه والابتعاد عن السكريات وكل ما من شأنه تنشيط الخلايا السرطانية في الجسم، وبحسب وزير الصحة العماني فإن السرطان بكافة أنواعه يعد من الأمراض المزمنة غير السارية وغير المعدية المتعلقة بنمط الحياة، وبالإمكان تفادي أو تأخير 40 % من هذه الأمراض بما فيها السرطانات إذا جرى اتباع نمط حياة صحي وسليم قائم على التغذية الصحية والسليمة وزيادة النشاط البدني والامتناع عن التدخين.
ويُبنى حاليًا مركز كبير لعلاج السرطان بأنواعه المختلفة بجانب جامعة السلطان قابوس، بحسب الدكتور العجمي، مشيرا إلى أن هذا المستشفى الذي سيجهز بأحدث الأجهزة سيكون مرجعًا، لكنه يتمنى، بناء مراكز أخرى للعلاج خارج العاصمة مسقط، أحدها في ولاية صحار لخدمة المناطق الشمالية، ومركز في ظفار ليخدم المناطق الجنوبية، وثالث في نزوى ليخدم المناطق الداخلية.