وأُعلن في الدوحة، أن وزارة التعليم والتعليم العالي القطرية، وجهت إنذاراً رسمياً إلى المدرسة، وقالت إنها قامت بذلك بعد التأكد من تدريس المدرسة "كتاباً يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا الإسلامي لطلاب المدرسة".
وأوضحت الوزارة أن محتوى الكتاب مخالفٌ للسياسة الخارجية في دولة قطر. وأنه تم سحب الكتاب، وإرجاع رسوم ثمنه لجميع الطلاب، كما أنه تم التأكيد على إدارة المدرسة بضرورة أخذ موافقة وزارة التعليم، قبل استخدام أي كتاب. وذكرت في تغريداتٍ على حسابها في "تويتر"، أنها أرسلت فريقاً إلى المدرسة للتحقيق، بعد أن وصلتها الشكاوى.
وكان مغردون انتقدوا بشدة تدريس مدرسة الشويفات كتاب التاريخ باللغة الإنكليزية لطلاب الابتدائي، والذي يصف الفلسطينيين بأنهم "إرهابيون"، ويمارسون أعمالاً إرهابية، وطالبوا الوزارة بمراجعة دقيقة لكتب المدرسة.
Twitter Post
|
وفي تعريفه "الإرهاب"، يرد في الكتاب "استولى الإرهابيون الفلسطينيون على طائراتٍ عديدة في العام 1970، بينها طائرتان أميركيتان، وأخرى سويسرية ورابعة بريطانية، وإنهم استهدفوا الطائرات الأميركية، لأنهم شعروا أن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل دائماً، وهي الدولة التي تحتل الأراضي التي يطالب الفلسطينيون بها، حيث تتواصل الأعمال الإرهابية حتى يومنا هذا في منطقة الشرق الأوسط".
ونشر مع النص صورة لطائرة محترقة. ويرد في الكتاب أيضاً "تفجير انتحاري، متفجرات تعلق بجسد المهاجم، وتنفجر عند الاقتراب من هدفه.. الإرهابيون الفلسطينيون يعرفونها جيداً".
وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوع، تضطر وزارة التعليم والتعليم العالي القطرية فيها إلى إنذار مدرسة خاصة، حيث وجهت إنذاراً إلى مدرسة بريطانية، بعد رفعها "العلم الإسرائيلي" إلى جانب أعلام دول عربية وغربية في ساحتها، في بداية العام الدراسي، وقالت المدرسة إنها أزالت العلم فوراً، واعتذرت عما وصفته "خطأ في التقدير".
وأنذرت وزارة التربية والتعليم في البحرين مدرسة الشويفات، وألزمتها بسحب الكتاب نفسه. وقالت، في بيان، إن وفداً من المختصين في الوزارة زاروا المدرسة، في ضوء ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص تدريسها أحد كتب مادة الاجتماعيات، من دون الحصول على موافقة الوزارة، والاطلاع على حيثيات الموضوع".
وأوضحت أن "كتاب مادة الاجتماعيات باللغة الإنكليزية لطلاب الصف التاسع لم تتخذ المدرسة إجراءات اعتماده، ويتضمن موضوعات تتعارض مع السياسة العامة لمملكة البحرين، بما يعد مخالفةً واضحة لما نص عليه المرسوم بشأن المؤسسات التعليمية والتدريبية الخاصة".
واتخذت السعودية إجراءات مماثلة، حيث تلقت مدرسة الشويفات إنذاراً حكومياً رسمياً خطياً، بسبب تدريسها مناهج وكتباً إضافية غير مجازة، ومخالفة قانون التربية والتعليم. وأخلت وزارة التعليم مسؤوليتها عن الكتاب، وحملت المسؤولية بشأن كتاب التاريخ الذي يسيء للشعب الفلسطيني على وزارة الثقافة والإعلام التي تتبع لها المدارس الخاصة. وأكدت سحبها جميع النسخ من تلك المناهج والكتب من أيدي طلاب المدرسة فوراً، وتسليمها الوزارة، تحت طائلة المساءلة القانونية.
Twitter Post
|
وكانت مدارس الشويفات في السعودية، قد أعلنت عزمها مقاضاة شركة أكسفورد البريطانية التي زودتها الكتاب، لنعتها الفلسطينيين بالإرهابيين، وشدّدت على أنها لن تتسامح مع هذا الخطأ البريطاني، ولن تسمح بمرور المسألة من دون إجراءات بحق المسيء.
وفي عمّان، وجهت وزارة التربية والتعليم الأردنية إنذاراً إلى مدرسة الشويفات الدولية، للسبب نفسه، ولتدريسها مناهج وكتباً إضافية غير مجازة من وزارة التربية، ومخالفة قانون التربية.
وقال مسؤول في الوزارة إن الكتاب الذي ينعت الفلسطينيين بالإرهاب هو طبعة ثالثة من كتاب كانت قد تمت إجازته، وأن هذا النص أضيف إلى هذه الطبعة التي لم تتم إجازة تدريسها، ولم يكن موجوداً في الطبعتين السابقتين.
وقالت إدارة "الشويفات" إنها قررت إعادة الكتاب إلى شركة أكسفورد، والتي اعتادت تقديمه منذ العام 2009، وأوضحت أنها ستقاضي الشركة على إضافتها الإساءة للفلسطينيين في الطبعة الجديدة من الكتاب.
Twitter Post
|
ويذكر أن ناشطين أردنيين، في وسائل التواصل الاجتماعي، كانوا هم أول من كشفوا القضية، وأعربوا عن سخطهم الشديد مما ورد في الكتاب، واستهجنوا "سماح" وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج فيها بهذا الأمر، غير أن الوزارة بادرت فورا إلى اتخاذ إجراءاتها الحاسمة.
واتخذت وزارة التربية والتعليم في الإمارات الإجراءات نفسها بصدد الكتاب ومدرسة الشويفات الدولية فيها، وأعلن في أبو ظبي أن فريق رقابة منها أرسلته إلى المدارس، وتقرر وقف تدريس الكتاب فوراً، وقالت الوزارة إنها ستحقق في الأمر لاتخاذ إجراءات قانونية.