لا سجّادةَ حمراء، للشعراء.
بما في ذلك أبدعهم وأشهرهم [لو اجتمع النقيضان].
بيد أن هذا الواقع لا ينبغي أن يكون التراثَ الحصري لمحبّي الشعر.
فلا ينبغي لصديق جيّد للشعر، أن يحزن والشعرُ معه.
عليه أن يفهم - وهو لا شك، فاعل ـ أنها مجرّد ترتيبات تواضَع عليها رأسماليّو الأزمنة الحديثة:
السجّادات الحمراء لنجوم الفن السابع، ولمجرمي السياسة في المطارات.
وإن هذا لمبهج حقّاً: ألّا يكون للشعراء ما لهؤلاء وأولئك من بهرجات فاقدة الذوق والمعنى، فضلاً عن كل الحشمة.
يُعزّز بهجتي المتقشّفة تلك، أن محبّي الشعر وإخوته، كانوا على الدوام، في سعيهم العنيد لكسر الكليشيهات، غالباً ما يشيحون النظر عن زخارف المظاهر البرّاقة.
إنهم، سواءً كتبوا الشعر أم عاشوه، بمنجىً من هذا العَرَض والعرْض الحديث.
منطوون على الدواخل، ينظرون ما لا يُرى ـ وفي اليد قيثارةٌ وفي القلب شجون لا تنفد.
ما لنا ولهم مُريقو الدم والسابحون على الزبد؟
لقد أمضينا عمراً في توسيع نطاق البحث، كيما تصبح منارةُ القلق هي غايتنا في السعي والمسعى.
إن الشعر - كما يمكن للمرء أن يتخيّل، وهو في أحسن مزاجه ـ لهو سينما غريبة في أفضل الحواس.
سينما، باختصار.
هذا يجعلك تفكّر، وقبل كلّ شيء، هذا ما يجعلك تشعر.
لا سجاجيد حمر لنا، وإنه لمن حسن الطالع وحسن الخواتيم.