لكن الحاجة نصرة سالم "أم محمد"، عمدت إلى إحيائها وإلباسها ثوباً حديثاً، بإدخال تصميمات حديثة، إذ كانت تصنع "صواني وقفاف" القش قبل سنوات، وتبيعها لأهالي بلدتها، لكنها اليوم ومع انقراض هذه المهنة، تصنع منها ساعات الحائط، مستبدلةً إطاراتها الجاهزة، بأخرى ملونة من القش.
وتعتمد أم محمد تصاميم رائعة، تجذب ربات البيوت، لاقتنائها لتزين بيوتهن، بل أن كبار تجار التحف في البلدة يفدون إلى بيتها لشراء ما تصنعه من تحف فنية، تصممها بمساعدة حفيداتها، ولبيعها في الأماكن التي يؤمها السياح، مثل منطقة الباذان السياحية في نابلس. ولأنها لا تجيد القراءة أو الكتابة، تطلب من حفيداتها أن يرسمن لها على الورق، الأسماء والكلمات التي تريد تصميمها على مشغولاتها، مثل اسم فلسطين والمسجد الأقصى، فتنقلها بخفة إلى القش الملون.
الحاجة "أم محمد"، كانت قد اتخذت من صنع "صواني وسلال القش"، مهنةً لها، بعد وفاة زوجها في العراق، وعودتها إلى فلسطين بلا مصدر رزق، واستطاعت مما تدره عليها أن تربي وحيدها الذي أنهى تعليمه، وما فتئ يفتخر بأمه، وبيديها المباركتين.
من جهة أخرى، ترى الحاجة نصرة أن هذه المهنة آخذة في الاندثار، لذلك تصرّ على ممارستها حتى آخر يوم في حياتها، فهي جزء من أصالة فلسطين وتراثها، وتذكرها بسنوات الكفاح في حياتها، والتي انتهت بزواج وحيدها وعيشها مع أولاده وزوجته في بيت صغير هادئ، حيث تحظى فيه بكل الحب والتقدير.