سانيا تعلمت الطبخ لتعيل أسرتها

21 مارس 2018
(العربي الجديد)
+ الخط -

في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، تعيش سانية كريّم. هي في الثامنة والثلاثين من عمرها وتعود أصولها إلى بلدة الناصرة في فلسطين المحتلة. وسانيا أمّ لأربعة أولاد تعمل في فرن للمعجنات بهدف مساعدة زوجها المهندس المدني الذي لم يستطع إيجاد عمل له في تخصصه بعد عودته إلى لبنان.

تخبر سانيا أنّه "بعد زواجي، سافرت مع زوجي لنعيش في الإمارات حيث كان يعمل. هناك، وبعد فترة، أصابته وعكة صحية فاضطررت إلى العمل. فرحت أعدّ الطعام بحسب الطلب لأسر معيّنة. تمكّنت من خلال عملي من تسديد مصاريف كثيرة، خصوصاً ما يتعلق بموضوع مصاريف الأولاد. كلّ شيء هناك كان مكلفاً، من التعليم إلى الطبابة وغيرهما". تضيف سانيا أنّها تعلّمت الطبخ من خلال موقع "يوتيوب" وبتشجيع من "نساء في الإمارات ساهمنَ في دخولي إلى عالم الطبخ. في البداية، رحت أعدّ وجبات لنساء محددات كنّ صديقات لي، ومن خلالهنّ صارت أخريات يعرفنَني ويقصدنَ منزلي للحصول على طعامهنّ".

وبعد سنوات طويلة في الإمارات، عادت سانيا وعائلتها إلى لبنان "لأنّ الظروف الاقتصادية صارت صعبة جداً. لم نعد نحتمل التكاليف المالية المترتبة علينا، خصوصاً في مجال تعليم الأولاد". واستقرّت وعائلتها في عين الحلوة. لم يستطع زوجها العثور على عمل له، فقرّرت هي البحث عن عمل لها. تقول: "قصدت الفرن لأعمل في التنظيف، لكنّ صاحبه طلب منّي إعداد المعجنات عندما علم بأنّني كنت أعمل في مجال الطبخ في الإمارات. وبالفعل، نجحت في هذا العمل، وأتقاضى 18 ألف ليرة لبنانية (12 دولاراً أميركياً) عن كلّ يوم عمل، مع العلم بأنّني لا أعمل لساعات محددة".

إلى ذلك، التحق اثنان من أولاد سانيا بمدرسة الشهداء التابعة لوكالة أونروا، وهي مدرسة تقع على مقربة من منزل العائلة، لذا فإنّها لا تضطر إلى تحمّل تكاليف مواصلات. أمّا ابنتها الكبرى فتتابع تعليمها في مدرسة بيسان الثانوية في المخيّم، وتقصدها كذلك سيراً على الأقدام، في حين أنّ ابنتها الصغرى تقصد مدرسة نابلس خارج المخيّم، لأنّها لم تجد مدرسة أنسب لها. لذا فهي مضطرة إلى تخصيص أجرة النقل.


من جهة أخرى، تخبر سانيا أنّ "زوجي يعاني من الإحباط، إذ إنّه لم يستطع إيجاد عمل له في الهندسة المدنية في لبنان. وهو اليوم يعمل في مطعم لبيع الفول والحمّص جهّزه له إخوته، وأمّنوا له عاملاً يساعده في المحل. على الرغم من ذلك، فإنّ زوجي غير سعيد. كذلك فإنّ مردود العمل ليس كافياً، لأنّ الإقبال خفيف بسبب أوضاع الناس الاقتصادية".

وتمضي سانيا في عملها إذ إنّها تصرّ على "تأمين كلّ ما يحتاج إليه أولادي، بالإضافة إلى تأمين تكاليف الحياة الأخرى، على أمل بأن تتحسن أوضاع زوجي ويجد عملاً بمهنته".
المساهمون