هورست زيهوفر... "رجل المتاعب" لميركل يقرر ترك زعامة حزبه الاجتماعي المسيحي

12 نوفمبر 2018
زيهوفر: ما زال موضوع توقيت الانسحاب يتطلب بعض المحادثات(Getty)
+ الخط -

ذكرت وسائل الإعلام الألمانية، اليوم الاثنين، معلومات من داخل الحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا، تفيد بأن زعيمه المثير للجدل والمشاكس داخل الائتلاف الحاكم وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر قرر التخلي، وقبل نهاية ولايته الخريف المقبل، عن منصبه وإتاحة المجال لخلف له خلال مؤتمر حزبي خاص يعقد في يناير المقبل.

وأكد زعيم الحزب هورست زيهوفر من بوتسن في ولاية سكسونيا هذه التقارير، قائلا "سأستقيل من منصبي في قيادة الاجتماعي المسيحي"، معرباً عن امتنانه للسماح له بالبقاء في منصبه لفترة طويلة.

وأوضح زيهوفر أن التغيير "جزء من الحياة، إنما ما زال موضوع توقيت الانسحاب يتطلب بعض المحادثات"، لافتاً إلى أن " القرار من المفترض أن يكون هذا الأسبوع".

ويأتي ذلك على ما يبدو، بعدما اطمأن الحزب إلى تشكيلة الائتلاف الحكومي في بافاريا بتحالفه مع الناخبين الأحرار.

وتعود المتاعب التي يعاني منها زيهوفر داخل حزبه إلى الأداء الضعيف وتسببه بحدوث اضطراب في العلاقة مع الشريك الأكبر في الاتحاد المسيحي، والتي تعود لأكثر من خمسين عاما، مع ما تعانيه المستشارة أنجيلا ميركل من شخصية زيهوفر العنيدة وغير الواقعية في إدارة الملفات الاتحادية، والتي أثرت على وضع الاتحاد على مساحة البلاد.

وجاءت نتائج الانتخابات الكارثية لحزبه الشهر الماضي في بافاريا لتزيد الطين بلة، مع ما حدث من شبه انقلاب على سياسة زيهوفر داخل الحزب الاجتماعي، وزادت بين المناصرين الأصوات المطالبة بضرورة انسحابه من زعامة الحزب.

ويعتبر المراقبون أن إعلان المستشارة أخيرا قرارها بعدم الترشح لقيادة حزبها مجددا قلصت أيام زيهوفر في قيادة حزبه، وزادت من الضغط الداخلي الهائل على الرجل الذي هدد الائتلاف الحاكم بافتعاله الأزمات الواحدة تلو الأخرى، وكرس المصاعب لحكومة ميركل، في وضع يوحي وكأنها انتزعت منه قيادة حزبه قبل أن يسلمها، أو أعفي من مهامه بطريقة غير رسمية.

وهذا طبعا لصالح الحزب وتجديده، إلا أن زيهوفر يريد مبدئيا الاحتفاظ بمنصبه الوزاري في الحكومة الاتحادية، علما أن التوقعات تشير إلى إمكانية تغيير الائتلاف الكبير "غروكو" بعد الربيع المقبل، أي موعد انتخابات البرلمان الأوروبي.


من جهة ثانية، يرى خبراء في الشؤون السياسية الألمانية أن زيهوفر لاعب سياسي محترف، وهو يترك كل الاحتمالات واردة وأن عناده ومكابرته لن تدفعه للتضحية بزعامة الحزب بسهولة وليظهر للرأي العام بأن الأمر جاء نتيجة ضغط حزبي أو إحراج ما تسبب بإخراجه. وعليه، ربما يتم العمل على صياغة حل يحفظ له ماء الوجه.

وفيما يخص ترك مقعده الوزاري في الحكومة الاتحادية، يرى المحللون أن هناك خطوتين قد يقدم عليهما زيهوفرر، الأولى أن لا يتأخر بإعلان انسحابه من منصبه كوزير داخلية اتحادي بعد ترك زعامة الحزب، والسبب أن شخصية مثل زيهوفر لا يستطيع أن يتخيل نفسه وزيرا لحزبه بقيادة صديقه اللدود رئيس الحكومة الحالي ماركوس سودر الأوفر حظا لزعامة الاجتماعي البافاري.

الخطوة الثانية، أن يستكين مع الواقع المستجد داخل الحزب ويكرس كل اهتمامه لبرلين وعدم ترك المستشارة تنعم بكثير من الهناء في ولايتها الرابعة، وهو الذي قال عندما تأزم الوضع مع ميركل بداية الصيف الماضي في ملف اللجوء والتسريبات التي تحدثت عن إمكانية إقالته من منصبه، بأنه لن يسمح لشخص ساهم بإيصاله إلى منصب المستشار بعزله، في تهديد بأن إقالته قد تهدد حكومة ميركل، أي أن يعمد حزبه للانسحاب من الائتلاف الحاكم.

تجدر الإشارة إلى أن هناك مرشحين اثنين بارزين لقيادة الحزب البافاري هما رئيس الحكومة ماركوس سودر وزميله في الحزب مانفريد ويبر، المرشح من قبل حزب الشعب الأوروبي لرئاسة المفوضية الأوروبية بعد الانتخابات الأوروبية عام 2019.