لاقت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي بدأت يوم الأربعاء لمدة يومين، ترحيباً واسعاً من قبل الحكومة الباكستانية، على الرغم من وجود انقسامات شديدة في وسائل الإعلام وفي صفوف السياسيين إزاء تلك الزيارة، بسبب إعلان الداخلية الباكستانية قبيل الزيارة طرد المعلمين الأتراك. لكن الحكومة الباكستانية وصفت الزيارة بالمهمة، نظراً للتغيرات التي تتعرض لها المنطقة.
ومن بين الملفات والقضايا المهمة التي تطرق إليها الرئيس التركي أثناء الزيارة؛ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والدعم الذي يحصل عليه التنظيم، فضلاً عن عزم بلاده على العمل جاهدة لتحسين العلاقات بين كابول وإسلام أباد، وهو الأمر الذي ترغب فيه الأخيرة بعد التقارب بين الأولى ومنافستها نيودهلي.
الرئيس التركي شدد في خطابه أمام جلسة البرلمان الباكستاني المنعقدة خصيصة لخطابه، أمس الخميس، على أن بلاده ستواصل حربها على الجماعات الإرهابية، لا سيما "داعش"، مشيراً إلى أن الغرب يدعم أعداء الدول الإسلامية. وأضاف أن جميع الجماعات التي تعبث بأمن بلاده وبأمن الدول الإسلامية مدعومة من قبل الدول الغربية، وخص من تلك الجماعات "داعش".
ولاق كلام أردوغان بشأن التنظيم ترحيبا وقبولا واسعين في نفوس الباكستانيين، إذ إن الأخير بدأ يهدد أمن باكستان بعدما تبنى الهجمات الدموية، وكان آخرها الهجوم على حفلة صوفية في بلوشستان في 12 من الشهر الجاري، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 55 شخصاً.
ودارت نقاشات طويلة وساخنة في وسائل الإعلام الباكستانية إزاء حديث أردوغان بشأن دعم الغرب للجماعات المسلحة. كما نوقشت على وجه الخصوص قضية التنظيم الخطر المقبل على باكستان.
قضية أفغانستان كانت من القضايا المهمة التي كانت على الطاولة بين أردوغان والمسؤولين الباكستانيين، إذ إن الرئيس التركي صرح أنه سيعمل على تحسين العلاقات بين كابول وإسلام أباد. والأخيرة ترغب جاهدة في أن تقنع كابول بتحسين علاقتها معها بعدما توترت في الآونة الأخيرة، مبدية استعدادها للوساطة بين حركة طالبان وكابول.
وقالت مندوبة باكستان في الأمم المتحدة مليحه لودهي إن باكستان مستعدة للقيام بدورها لإنجاح عملية المصالحة الأفغانية، وإن المعضلة الأفغانية ألقت ظلالها القاتمة على أمن وسياسية واقتصاد باكستان.
تطوير العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وإسلام أباد كان ثالث أهم القضايا التي طرحت على الطاولة. يقول الكاتب والإعلامي نجم سيتهي إن تدشين ميناء كوادهر الباكستاني مع الصين شجع أنقرة على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع باكستان، وإن وجود وفد من تجار تركيا في زيارة أردوغان يشير إلى ذلك.
وكان تطوير العلاقات العسكرية ومناقشة ما تتعرض له المنطقة من التغيرات الاستراتيجية من أهم أجندات زيارة أردوغان، إذ اجتمع رئيس الأركان العامة للجيش التركي الجنرال خلوصي أكار الذي كان يرافق الرئيس التركي مع القيادة العسكرية الباكستانية وعلى رأسها قائد الجيش الجنرال راحيل شريف، وقائد هيئة الأركان العامة الجنرال راشد محمود.