زياد الخطيب..تعدد الأذواق أساس العمل الدرامي

03 يناير 2016
زياد الخطيب (أرشيفه الخاص)
+ الخط -


زياد الخطيب هو المنتِج المنفّذ ومدير التسويق لشركة الصباح للإعلام التي تأسَّست عام 1952، وأحد أبرز وجوه جيلها الثالث حاليًا، الجيل الجديد الذي قرَّر منذ 3 سنوات الانتقال من حصر الإنتاج بالمسلسلات والأفلام المصرية، إلى تفعيل الإنتاج اللبناني- العربي المشترك. الفكرة انطلقت من مسلسل " الشحرورة"، التي لعبت بطولته النجمة كارول سماحة.

يتحدَّث الخطيب لـ "العربي الجديد" عن "الشحرورة" فيقول: "كان من أوَّل المسلسلات التي تضمُّ ممثّلين لبنانيين وباللهجة اللبنانية، ويبثُّ في وقت الذروة خلال شهر رمضان على 6 محطَّات مصرية وعربية. وبعد نجاح المسلسل استمر الإنتاج ليشاهد العالم العربي مسلسلين شهدا نجاحًا باهرًا وهما: "لو" و"تشيللو".

ويوضّح الخطيب أنّه مع بداية العام الجديد، سيُعرَض مسلسل طويل بعنوان "سمرة "، من إخراج رشا شربتجي. أما لرمضان المقبل، فستعاود الشركة رهانها على نجاح الثنائي تيم حسن ونادين نجيم بطلا مسلسل " تشيللو" بعمل جديد لهما، حيث يصفهما الخطيب بالثنائي الذهبي، وسيجتمعان في عمل بعنوان "نص يوم"، من إخراج سامر البرقاوي أيضاً.يرد الخطي

ب حول الانتقادات التي طاولت نوع الدارما التي تقدُّمها الشركة فيقول: "لولا تعدد الأذواق لتلاشت السلعة. في النهاية لا نستطيع إجبار كل الناس على تذوق نفس نوع الدراما". ويستطرد الخطيب قائلًا: "الدراما أنواع منذ عشرات السنين، هناك الدراما الواقعيَّة، و"دوكو – دراما"، والدراما الترفيهية، هناك الفانتازيا أيضاً، كلُّ نوعٍ من أنواع الدراما، له شريحةٌ من الناس تحبّه وتترقّبه".

يرى الخطيب أنَّه لا بُدَّ من سقطات طفيفة نظرًا للظروف الصعبة للوطن العربي ككل، وبينها الظرف الاقتصادي اللبناني الصعب. لكنّه يعود ليوضَّح أنَّ بعض السقطات الطفيفة التي طاولها النقد، يراها البعض عادية، فيما يلجأ آخرون لتكبيرها. يقول الخطيب :"هناك نوعان من النقد، الأول، ملاحقة هذه السقطات فقط. والثاني، نقد يوجّه للحبكة الدرامية أو للإخراج السيئ، وهذه الأمور طبيعيَّة وموجودة في كلّ بلاد العالم، لا نحتاج لتبرير وجوده أصلاً، فهو كان ولا يزال منذ بداية السينما العربيّة والعالميّة".

وحولَ ما إذا كانت المسلسلات تستهدفُ الواقع العربي ككلّ، أو اللبناني خاصَّةً، يقولُ الخطيب: "النقد على أساس أنَّ الأعمال لا واقعيَّة هو نقدٌ باطل، هناك عدة أنواع من الدراما في عام 2015، على سبيل المثال، كان المسلسل السوري "غدًا نلتقي"، ينقلُ بواقعيّة أزمة الاغتراب السوري، ولهذا النوع محبّوه.

ولكن من ناحية أخرى، من الممكن أن ترى جمهورًا لا يهوى الأعمال الواقعيَّة. والأمرُ يتعلّق بالتسويق أيضًا، فترى عملًا يُعرَض على محطة أو محطتين، بينما ترى آخر يُبَثّ على 10 محطات، ويصبح حديث الدنيا والناس، وهذا ميزان لقياس الذوق العام ولمعرفة رأي الناس.

وبالنسبةِ للدراما الشّبيهة بأعمال "تشيللو" و"لو" و"الأخوة" فالأمر مُغاير. في "تشيللو" تناولَ المسلسل واقع الطبقة الثريَّة، ونحن نعرف أنّه في لبنان لا تنقطع الكهرباء في منازل هذه الطبقة، حتى لو كانت مشكلة البلد ككل، فكيف لنا عندما نصور 3 دقائق من حياة رجل أعمال فاحش الثراء، أن نصوِّر أنّ الكهرباء انقطعت في تلك اللحظة بالذات؟".

الخطيب أكَّد لـ "العربي الجديد"، بأنَّ هناك مواهب عظيمة في التمثيل، لكنَّ الرهان على نادين نسيب نجيم هو رهانٌ ناجح. يقول الخطيب في ذلك: "حين قدَّمنا نادين في بطولة مطلقة مع ممثّل من خامة عابد فهد كسبنا الرهان، ونجحت نجيم جماهيريًا. نجيم هي ممثلة مجتهدة ومثابرة، وبتقبُّل الناس لها انتقلت إلى البطولة الثانية لها في مسلسل "تشيللو"، وأصبحت كالماسّة فعلًا. والآن سيرى الجمهور نادين نجيم في مسلسل "نص يوم" مع النجم العربي الأول تيم حسن.

لقد انطلقت نادين نجيم كالصاروخ، ونحن كشركة إنتاج نعمل على تقديم أدوار تليق بها، وتسعدها كممثّلة، وترضِي طموحها في التمثيل. أما تكرار ثنائية تيم حسن – نادين نجيم، فهذا لأنّنا حاولنا الخروج منها، ولم نستطع بعد هذا النجاح الكاسح في مسلسل "تشيللو". القصّة تتطلّب ثنائيًا ذهبيًا، وما حصل بعد نجاحهما أكّد لنا صوابيّة خيارنا بتكرار الأمر في العمل القادم. في كلِّ مكانٍ عبر الناس عن محبتهما لهذا الثنائي. قسمٌ كبير جدًا من الجمهور، لم يشبع من رؤية البطلين سويًا في مشاهد مشتركة، فقد كان مسلسل تشيللو يحمل 3 مراحل، وفترة التمثيل المشترك لهما لم تتجاوز الـ 3 أو 5 حلقات فقط . لذلك فالناس متشوّقة ومتعطّشة لرؤيتهما سويًا مجددًا". 

ويختمُ الخطيبُ حديثه بالقول: "نحن شركة الصباح لنا 3 أقسام، قسمٌ يعمل في مصر، وإنتاجه السنوي يترواح بين 4 لـ 5 أعمال، وقسمٌ يعمل في الإنتاج اللبناني-العربي المشترك، وقسم يعمل للبرامج والدعايات. وشركة الصبّاح تكبر بمحبة الناس، وبمزيد من النقد الفني البناء، بكل ما تعنيه عبارة نقد بناء من معنى، وليس عبر اجتزاء ساعة واحدة فقط من عمل مدته 20 ساعة، وتوجيه النقد إليه.

هذا ليس عملاً صحافيًا، والأمر يتطلّب متابعةً دقيقةً لتوجيه النقد الصحيح. نحن نتمنّى على الصحافة التي وقفت معنا، بالنظر إلى الحالة الفنية التي نقدمها، وتعترف بوجود عدة أذواق لدى الناس، ونحن نقدم واحدًا منها، قد نذهب باتجاه آخر ومغاير بعد سنة أو سنتين، ونميل نحو الفانتازيا مثلًا، التي هي بلا شك دراما مرغوبة في كل مكان حتى في هوليوود وأوروبا".

إقرأ أيضاً: "الندابة"... العيشُ على الموت
دلالات
المساهمون