يقال إنّ زوج الاثنتين "إمّا قادر أو فاجر"، وهو قد امتلك المال لردهة من الزمن مما جعله يفكر بأن يجدد شبابه كما يقول كل من يتزوج بثانية وبعد أن أصبح أولاده من الزوجة الأولى على أعتاب الشباب.
الردهة من الزمن التي كان فيها ينعم بالثراء، هي التي امتلك فيها نفقاً على الحدود بين غزة ومصر، فقد استطاع أن يحفر نفقاً واستخدمه التجار للتهريب عن طريق تأجيره لهم، وكان يجبي الكثير من المال جراء ذلك مما رفعه إلى مصاف الأغنياء خلال سنوات. فقرر بعد زواجه بشابة صغيرة في سن أولاده وإنجابه لثلاثة أطفال منها أن يهجر العمل في الأنفاق وكذلك عمله الأصلي في تجارة السجائر والمعسل ولوازم المزاج والكيف وأن يفتتح مشروعاً جديداً يليق بزوجته الشابة "المودرن" فقرر أن يفتتح محلاً لبيع الملابس النسائية وخاصة فساتين الزفاف. وقد كان ذلك. ولكن اشترطت عليه زوجتاه أن تكونا فوق رأسه في المحل فهما تعرفان عنه أنه "بصباص" أي عينه تزوغ سريعاً على النساء وزبوناته سيقعنّ سريعاً في حبائل كلامه المعسول كما وقعت به زوجته الشابة الصغيرة.
وهكذا بدأ مشروعه التجاري بلا خبرة في سوق بيع الملابس التي ترد مهربة أو عن طريق معابرالاحتلال على حدود غزة، ومع التعثر القليل في بداية افتتاح المحل الكبير في أعرق شوارع المدينة وأكثرها ازدحاماً، إلى بعض الشهرة والنجاح حتى أغلقت الأنفاق تماماً فقلت البضائع ومرت الحرب تلو الحرب بغزة فعانى الناس من الفقر وأصبح شراء الملابس ترفاً لا يفكر به الكثيرون ممن يبحثون عن لقمة العيش أولاً. وهكذا بدأ يتعثر المحل فيما وضعت كل زوجة من زوجاته يدها على خدها وفكرت كيف ستدبر أمور بيتها. فهو مع شح إيراد المحل أصبح بخيلاً على الزوجتين وكل واحدة لديها أولاد يريدون الأكل والشرب ومصروفات الحضانة والمدرسة والجامعة.
ولم يدر الزوج أنه قد وقع بين "حانا ومانا" وحسبما تروى الحكاية أنهما كانتا زوجتين لرجل له لحية غزيرة وكل واحدة كانت تنتف الشعر الذي يقرب الزوج لسنّها فالصغيرة تنتف الأبيض ليبقى شاباً، والكبيرة تنتف الأسود ليبقى الزوج عجوزاً مثلها حتى فقد لحيته ووقاره.
هكذا بدأت الزوجة الجديدة تأخذ من الملابس التي لم تعد صالحة للعرض في الفيترينات بسبب مرور موسم الموضة الخاص بها أي أضحت "موضة قديمة"، وخزنها الزوج في مخزن خلفي، تبيع منها إلى بائع متجول في سوق بعيد، وتأخذ ثمنها وتنفق منه على أطفالها وكلما سألها الزوج: "من أين لك هذا؟" تجيبه بأنه هدية من عائلتها. فيسكت ويطمئن أنه قد ارتاح من المصاريف، فيما عمدت الزوجة الأولى إلى سحب بعض القطع الجديدة وبيعها دون أن يشعر الزوج إلى تاجر كبير ينافس زوجها وبأسعار أقل من سعرها الحقيقي بكثير وأصبحت توفر لأولادها مصاريف المدارس والجامعة، وكلما سألها الزوج عن مصدر المال تجيبه بنفس رد الزوجة الأولى.
بعد أشهر قليلة أعلن المحل إفلاسه وجلس الزوج "بين حانا ومانا" فيما كانت تعلق عليه لافتة "للبيع في المزاد".
الردهة من الزمن التي كان فيها ينعم بالثراء، هي التي امتلك فيها نفقاً على الحدود بين غزة ومصر، فقد استطاع أن يحفر نفقاً واستخدمه التجار للتهريب عن طريق تأجيره لهم، وكان يجبي الكثير من المال جراء ذلك مما رفعه إلى مصاف الأغنياء خلال سنوات. فقرر بعد زواجه بشابة صغيرة في سن أولاده وإنجابه لثلاثة أطفال منها أن يهجر العمل في الأنفاق وكذلك عمله الأصلي في تجارة السجائر والمعسل ولوازم المزاج والكيف وأن يفتتح مشروعاً جديداً يليق بزوجته الشابة "المودرن" فقرر أن يفتتح محلاً لبيع الملابس النسائية وخاصة فساتين الزفاف. وقد كان ذلك. ولكن اشترطت عليه زوجتاه أن تكونا فوق رأسه في المحل فهما تعرفان عنه أنه "بصباص" أي عينه تزوغ سريعاً على النساء وزبوناته سيقعنّ سريعاً في حبائل كلامه المعسول كما وقعت به زوجته الشابة الصغيرة.
وهكذا بدأ مشروعه التجاري بلا خبرة في سوق بيع الملابس التي ترد مهربة أو عن طريق معابرالاحتلال على حدود غزة، ومع التعثر القليل في بداية افتتاح المحل الكبير في أعرق شوارع المدينة وأكثرها ازدحاماً، إلى بعض الشهرة والنجاح حتى أغلقت الأنفاق تماماً فقلت البضائع ومرت الحرب تلو الحرب بغزة فعانى الناس من الفقر وأصبح شراء الملابس ترفاً لا يفكر به الكثيرون ممن يبحثون عن لقمة العيش أولاً. وهكذا بدأ يتعثر المحل فيما وضعت كل زوجة من زوجاته يدها على خدها وفكرت كيف ستدبر أمور بيتها. فهو مع شح إيراد المحل أصبح بخيلاً على الزوجتين وكل واحدة لديها أولاد يريدون الأكل والشرب ومصروفات الحضانة والمدرسة والجامعة.
ولم يدر الزوج أنه قد وقع بين "حانا ومانا" وحسبما تروى الحكاية أنهما كانتا زوجتين لرجل له لحية غزيرة وكل واحدة كانت تنتف الشعر الذي يقرب الزوج لسنّها فالصغيرة تنتف الأبيض ليبقى شاباً، والكبيرة تنتف الأسود ليبقى الزوج عجوزاً مثلها حتى فقد لحيته ووقاره.
هكذا بدأت الزوجة الجديدة تأخذ من الملابس التي لم تعد صالحة للعرض في الفيترينات بسبب مرور موسم الموضة الخاص بها أي أضحت "موضة قديمة"، وخزنها الزوج في مخزن خلفي، تبيع منها إلى بائع متجول في سوق بعيد، وتأخذ ثمنها وتنفق منه على أطفالها وكلما سألها الزوج: "من أين لك هذا؟" تجيبه بأنه هدية من عائلتها. فيسكت ويطمئن أنه قد ارتاح من المصاريف، فيما عمدت الزوجة الأولى إلى سحب بعض القطع الجديدة وبيعها دون أن يشعر الزوج إلى تاجر كبير ينافس زوجها وبأسعار أقل من سعرها الحقيقي بكثير وأصبحت توفر لأولادها مصاريف المدارس والجامعة، وكلما سألها الزوج عن مصدر المال تجيبه بنفس رد الزوجة الأولى.
بعد أشهر قليلة أعلن المحل إفلاسه وجلس الزوج "بين حانا ومانا" فيما كانت تعلق عليه لافتة "للبيع في المزاد".