زوجة "عتوقة"..أسطورة الكرة التونسية تكشف سرا عمره 37 سنة

27 يناير 2016
+ الخط -
عند تواصلنا مع حارس المرمى التونسي، الصادق الساسي المعروف بكنية "عتوقة"، والذي تألق اسمه عربيا ودوليا، وسألناه عن مدى نجاحه في اختيار رفيقة حياته، أجاب "زواجي هو عندي أفضل اختيار، جنيت منه ثلاثة أولاد وعائلة متماسكة بفضل زوجة ذكية ومتفهمة، وهي كاتمة أسراري".

هذا الأمر استفز فضولنا للتحاور مع هذه السيدة الحريصة عن البقاء بعيدا عن الإعلام، ولنتأكد طبعا من صحة القول إن "وراء كل رجل عظيم امرأة". هي جامعية تجيد عديد اللغات، وتعتبر واحدة من سيدات المجتمع، امرأة أنيقة وذات حديث سلس، كانت عداءة، ومارست الرقص الكلاسيكي إضافة إلى كونها مضيفة طيران.

وقد زاد في رغبتنا لملاقاتها تصريح "عتوقة" لنا حول مدى تأثير زوجته في اختياراته خلال الأوقات الصعبة من مسيرته، فذكر بأنها "كانت دائما سندا لي وخير نصوح وترفع لي معنوياتي إذا ما رجعت إلى البيت معتكر المزاج، بحكم أنها كانت رياضية متألقة".. كلام أحالنا على ما قاله حكيم ذات مرة حين سئل عن المرأة "إن وضعتك في قلبها رفعتك إلى السماء، وإن وضعتك في عقلها فلن يهل عليك مساء".

عتوقة تزوجها نكالة في شقيقها الهداف
أما كيف تعرف إليها "عتوقة" ، فتلك قصة طريفة روتها لنا السيدة راضية الساسي "كنت من عائلة رياضية ولا أزال وقتها شابة جدا أدرس بالمعهد، وكان أخي لاعب كرة قدم مشهورا، وكان هدافا بارزا بالملعب التونسي وبالفريق القومي يدعى "فوزي الدهماني"، الذي التحق فيما بعد بفريق ألماني، ولولا غيابه عن الملاعب لما تألق اللاعب والهداف طارق ذياب.

سجل شقيقي لعتوقة هدفين، فقرر نتيجة ذلك أن يصطاد أخته، وهكذا بقي عتوقة يلاحقني ويراقبني لمدة سنوات نظرا لتعلقه الشديد بي، وربما خبرته كحارس مرمى خدمته كثيرا وساعدتْه لينجح في اصطيادي والفوز بي". وأقول اليوم بكل صدق إن الصادق زوجي "يتمتع بإرادة حديدية وهو مسامح لأقصى حد على عكسي أنا تماما، يمتلك قلبا من ذهب إلى جانب أنه متواضع إلى حد كبير".

من الذي مثل حارس المرمى في البيت؟ أجابت وهي تبتسم "بالنسبة للأولاد أنا التي مثلت حارس المرمى لهم، فتربية الذكور تحتاج إلى كثير من التركيز والقوة والشدة والسيطرة، بينما الصادق زوجي وبحكم غيابه المستمر خارج تونس، كان حنونا ومتسامحا جدا معهم ويدللهم كثيرا، وكان ذلك أكبر عيب فيه، وكنت أختلف معه في هذا الأمر لأنه كان يفسد علي الانضباط الذي كنت قد فرضته داخل البيت".

سر عمره 37 سنة
من الأسرار التي كشفتها لنا تطرقها إلى المظلمة التي تعرض لها عتوقة عندما حرم من اللعب في كأس العالم بالأرجنتين سنة 1978، إذ قالت "علمت من خلال إخوتي أن المدرب عبد المجيد الشتالي هو الذي ظلم الصادق وحرمه من المشاركة في هذا الحدث الكبير والتاريخي، لكن الصادق يرفض أن يصرح بذلك.

لقد علمت من إخوتي والمقربين إليه أن الصادق تخاصم مع الشتالي فقام هذا الأخير بإبعاده عن المنتخب، وقد تدخل يومها فؤاد المبزع الذي كان وزير الشباب والرياضة وفرض رجوع عتوقة إلى المنتخب، فكان رجوع الصادق بمثابة المنقذ للفريق الذي تكبد نتيجة غيابه خسائر ثقيلة.

لكن بعد أن استفاد منه الشتالي لينقذ به الفريق القومي ويرفع من مستواه تنكر له من جديد وحرمه من المشاركة في نهائيات كأس العالم بالأرجنتين، وكانت تلك فرصته كي يقص له جناحيه". وتضيف أن "الصادق يترفع عن التشكي وردات الفعل، ويؤثر السكوت عن الموضوع لأنه يمتلك أخلاقا رياضية عالية، ولا يزال يردد أنه مستعد لمنح دمه للنادي الإفريقي وللفريق الوطني، كما يقول دائما إن المهم هو إنقاذ الفريق القومي ومنحه تأشيرة العبور للمشاركة في نهائيات كأس العالم".

عتوقة ينقذ حياة شيخ
وتسترسل في التأكيد على أن لعتوقة رفعة نفس كبيرة وأنه يتحلى بالتسامح والتواضع الشديدين، وهو ما يشهد به الجميع. وتستحضر حادثة أبرزتها عديد الصحف تحت عنوان "عتوقة يرتمي لينقذ حياة شيخ مسن"، وذلك حين أراد القدر مرة أن يكون عتوقة موجودا أمام السوق المركزية بتونس العاصمة وارتمى فجأة ليمسك برجل مسن سقط من أعلى طابق عمارة، فكانت النتيجة أن نجا الرجل وأصيب عتوقة وتم نقله من قبل الإسعاف".

اغتنمنا فرصة الحديث معها لنسألها عن الفرق أو مميزات أن تكون الواحدة زوجة لرياضي شهير، أو نجم تعشقه الجماهير الرياضية داخل تونس وخارجها، فكانت إجابتها تحمل في طياتها شيئا من الديبلوماسية، وربما المثالية، حيث قالت "لا شيء معينا، فالمرأة تميزها في ذاتها، والمفروض أن ينعكس هذا التميز على شخصيتها وطريقة تفكيرها وحضورها بغض النظر عمن يكون زوجها طبيبا أو رياضيا أو عاملا يوميا، فقط على المرأة أن تعرف كيف تتعامل مع زوجها وكيف توفر له كل ما يلزم، دائما أقول المرأة عليها أن تتحلى بالذكاء والحكمة كي تنجح في حياتها الزوجية".

كان إصرارنا أكبر على انتزاع إجابة مقنعة، خاصة في ما يتعلق بزواجها من أسطورة في كرة القدم التونسية وأحد أبرز الأسماء على الساحة العربية والإفريقية، فأعدنا طرح التساؤل بشكل مختلف وسألناها عما إذا شعرت في يوم من الأيام بالندم على زواجها من لاعب كرة قدم مشهور فقالت: "هذا سؤال صعب والإجابة عنه حساسة بعض الشيء، لكن ما أستطيع قوله هو أن الصادق لم يرهقني ولم يزعجني، فقط هو شخص جدي كثيرا ومتواضع، ومهما علا نجمه تجده دوما متساويا مع ذاته، وربما غيابه المستمر هو الذي يجعلني أشعر بالضيق".

اقرأ أيضا:انتصارات عربية في بطولة أفريقيا لكرة اليد
دلالات
المساهمون