كان الركاب البالغ عددهم 132، يستقلون طائرة شركة الطيران "فرونتير" في رحلتها رقم 1143، والتي أقلعت من كليفلاند إلى دالاس- فورت ورث يوم الإثنين.
وكانت الممرضة مشاركة في رعاية رجل ليبيري توفي إثر إصابته بفيروس الإيبولا الأسبوع الماضي في مستشفى تكساس في دالاس.
وقال طاقم الطائرة إن الممرضة لم تظهر عليها أي أعراض لمرض الإيبولا خلال الرحلة، إلا أنها في صباح اليوم التالي أصيبت بالحمى، واكدت الفحوص، مساء الثلاثاء، إصابتها بالوباء.
ولا يتم اعتبار المرضى المصابين بالإيبولا ناقلين للعدوى حتى تظهر عليهم الأعراض. ومع ذلك، تطالب المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ركاب الرحلة بالاتصال بالجهات الصحية لاخضاعهم للمتابعة.
وأجل الرئيس الأميركي باراك أوباما، فجأة، رحلة سياسية كان يعتزم القيام بها الأربعاء ليبقى فيالبيت الأبيض لعقد اجتماع على مستوى عال بشأن تفشي مرض إيبولا.
البيت الأبيض
وقال البيت الأبيض إن رحلة أوباما إلى نيوجيرسي وكونتيكت تأجلت. وكان يعتزم حضور حدث لجمع تمويل للحزب الديمقراطي في يونيون بولاية نيوجيرسي، وحضور تجمع لإعادة انتخاب حاكم كونتيكت الديمقراطي، دان مالوي، في بريدجبورت في كونتيكت.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، "في وقت لاحق عصر اليوم سيعقد الرئيس اجتماعاً في البيت الأبيض لفريقه الذي ينسق الرد الحكومي على تفشي إيبولا". وأشار التحرك إلى مستوى أعلى من القلق في البيت الأبيض بعد ظهور تقارير عن ثبوت إصابة عاملة رعاية صحية أخرى في تكساس.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات، أن وزارة الصحة عزلت، الأربعاء، مسافراً وصل إلى مطار دبي على طائرة من ليبيريا، عبر المغرب وأنه يجري فحصه لضمان خلوه من أعراض مرض إيبولا.
ونقلت الوكالة، عن بيان لوزارة الصحة، قولها إن المسافر كان يعاني من الإسهال، لكن البيان أضاف أن "جميع المؤشرات حتى الآن تستبعد إصابة الراكب بأعراض مرض إيبولا، خاصة وأنه لا يعاني من ارتفاع في درجة حرارة جسمه.
وأعلن المغرب الأربعاء إطلاق "مخطط وطني يتوخى أساساً منع دخول فيروس إيبولا إلى المملكة، التي تعد من البلدان القليلة جداً التي ما زالت تبقي على رحلاتها الجوية مع البلدان الرئيسية حيث ينتشر الفيروس.
وبحسب الحسين الوردي، وزير الصحة المغربي، فإن هذا المخطط يهدف إلى "الكشف المبكر عن الحالات المشتبه بإصابتها بهذا الوباء"، مجدداً التأكيد على "عدم تسجيل أية حالة إصابة بالمغرب إلى الآن". وأوضح الوردي أن هذا "المخطط يتضمن أربعة تدابير تتمثل أساساً في الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس إيبولا، بتنسيق،على الخصوص، مع شركة الخطوط الملكية المغربية، حيث تم تزويد جميع المطارات والطائرات بكاميرات حرارية لرصد، عن بعد، الحالات المحتمل إصابتها بالفيروس".
إضافة إلى ذلك، حسب المصدر نفسه، "تم إحداث أربعة مختبرات بمعايير دولية لكشف وتشخيص الحالات المشتبه بها، واتخاذ تدابير تتعلق بالتشخيص والتكفل بأي حالة إصابة محتملة، ووضع رقم للرد على تساؤلات المواطنين".
وأضاف الوزير المغربي أن وزارة الصحة "تقوم أيضاً بالتتبع اليومي لما بين 35 و39 شخصاً منحدرين، بشكل خاص، من بلدان سيراليون وغينيا وليبريا (التي يتفشى فيها هذا الفيروس )، والذين يفدون إلى المغرب بغرض الإقامة مؤقتاً أو بشكل دائم".
لكن بحسب الوزير المغربي، فإنه رغم جميع هذه الاحتياطات التي تتخذها الوزارة "تبقى غير كافية ولا يوجد خطر صفر للإصابة بهذا الفيروس"، موضحاً أن الوقاية من هذا الوباء ليست "مسألة إمكانيات مالية بقدر ماهي مسألة تدبير وحكمة".
كأس الأمم الأفريقية
وفي ما يتعلق بطلب تأجيل تنظيم كأس الأمم الأفريقية المزمع تنظيمها بالمغرب سنة 2015، أبرز الوزير أن "طلب الوزارة يستمد شرعيته من اللوائح الصحية الدولية، وكذا من التدابير الاحتياطية التي تتخذها بعض الدول في مثل هذه المناسبات". وأضاف الوزير أن المغرب يعتمد "مبدأ الاحتياط وحماية صحة المواطنين والمشاركين الأجانب في مثل هذه التظاهرات. وكانت وزارة الشباب والرياضة المغربية طلبت من الاتحاد الأفريقي تأجيل تنظيم كأس أفريقيا للأمم، ولن يتم الحسم في الطلب المغربي قبل بداية نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، الأربعاء، في بيان، أن فرنسا ستفعّل جهازاً للرقابة الصحية عند وصول رحلات إلى أراضيها وافدة من المناطق التي يطاولها وباء إيبولا.
وأفاد البيان، أن الرئيس فرنسوا هولاند "أعلن أن فرنسا ستنشئ جهازاً لمراقبة الواصلين في رحلات وافدة من المناطق التي طاولها الفيروس". ونشر البيان، في أعقاب اجتماع بوساطة الدائرة المغلقة، عقده هولاند صباحاً مع نظيره الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، لبحث وسائل التصدي للوباء المستشري في ثلاث دول في غرب أفريقيا.
وأضاف البيان أن "المسؤولين جميعاً أعربوا عن التضامن مع الدول المتضررة ودعوا إلى استنفار المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي في موازاة تنسيق وثيق مع الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والدول المعنية".
من جهة أخرى، كرر الرئيس الفرنسي أن بلاده "سترد ايجاباً على طلب غينيا بناء مراكز جديدة لعلاج المصابين بإيبولا، تضاف إلى المركز الذي يقام في ماسنتا في منطقة غينيا الغابات". كما تحدث عن "نشر عناصر من الدفاع المدني لإجراء أنشطة تدريب للسلطات الغينية".
وأدى إيبولا إلى وفاة أكثر من 4400 شخص منذ مطلع العام، من بين 9000 إصابة مسجلة في سبع دول، أبرزها ليبيريا وسيراليون وغينيا.