ريال مدريد "دكتوراه" في فنّ إذلال النجوم

23 يوليو 2019
العديد من النجوم رحلوا بدون وداع (Getty)
+ الخط -
لم تكُن تصريحات المدرب الفرنسي زين الدين زيدان غريبة بالنسبة لي، في الجوهر لا في الظاهر، وذلك لأسبابٍ عديدة، على نهج المثل القائل "من عاشر القوم 40 يوماً صار منهم".

رسّخ زيدان بكلماته القاسية المطالبة برحيل غاريث بيل عن ريال مدريد، فكرة سائدة انتهجتها إدارة الفريق الملكي لسنواتٍ طويلة في الماضي، التي دائماً كانت تنتهي بفراقٍ بين النادي والنجم بطريقة أقلّ ما يقال عنها "ذل".

في عام 2003 قال فيثني ديل بوسكي في تصريحات صحافية: "جميعنا تُراودنا أحاسيس ما، وأنا أشعر بأنني لن أبقى"، بعدها بفترة توّج المدرب المخضرم بلقب الدوري، ليجد نفسه مقالاً من تدريب الريال، والحجة التي لم تقل على الملأ يومها أنه رجل دبلوماسي في غرف الملابس، لكنه لا يمتلك الكثير من الأمور على الصعيد التكتيكي، مما يجعل نجاح الريال صعباً في الفترة المقبلة.

ماذا حصل على إثرها؟ شهد ريال مدريد تراجعاً تاريخياً وفترة سوداء، غاب عن منصات التتويج لسنوات، فيما صعد نجم ديل بوسكي بتتويجه بلقب كأس العالم 2010 ويورو 2012.

بعيداً عن ديل بوسكي، في نفس العام عاش القائد فرناندو هييرو الموقف عينه، صحيحٌ أن الأخير تقدم بالسنّ وبلغ عامه السادس والثلاثين، إلا أن طريقة رحيله عن الفريق بإبلاغه بالقرار بعد يوم واحد من حصد لقب الدوري لم تكن لائقة، بحق اسمٍ حمل ألوان النادي لسنوات طويلة منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي وحمل شارة القيادة على إثرها.

اسم آخر عاش لحظات عصيبة في ريال مدريد، قد يقول البعض هنا إن راؤول غونزاليس هو من اختار ترك ريال مدريد، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فما حصل مع قائد الفريق كان بسبب سياسة الإدارة تحديداً، التي لم تقف في وجه أي مدرب أشرف على الفريق.

بات راؤول جليس دكة البدلاء في عهد بيليغريني ثم مورينيو، والإدارة كانت سلبية في التدخل، حتى إن راؤول بات مهمشاً للغاية، فكان القرار الحاسم في نهاية الأمر.

من صاحب الرقم 7 إلى إيكر كاسياس، لن أغوص هنا في الحديث عنه طويلاً، وكيف تمّت معاملته وبأي طريقة خرج من النادي، لأن دموعه في المؤتمر الوداعي كانت كافية للتأكيد أنه أُرغم على الرحيل ولم يتمّ تكريمه بطريقة لائقة، ومثلهُ جميع الأسماء التي سبق أن ذكرناها دائماً ما أكدت حبها لريال مدريد، فهذا النادي كيانٌ كبير، قد لا تُعبر سياسة إدارته عن كل مكنوناته.
أخيراً وقبل الذي حصل لغاريث بيل، لم يصدق أي مدريدي يوماً أن يشاهد رونالدو خارج سانتياغو برنابيو بدون وداعٍ أسطوري، لاسم بات هداف الفريق التاريخي وجلب الألقاب له لسنوات، لذلك لم أعتب على زيدان وعلى ريال مدريد بعد التعامل والتصرف الأخيرين، إذ بات هذا التصرف مألوفاً، على مبدأ المثل القائل: "من فيه عادة ما بغيرها".
المساهمون