روّاد "صفحات" يغنون لرائحة البلاد

28 يناير 2016
ليست مجرد مكتبة لبيع الكتب العربية (العربي الجديد)
+ الخط -
على وقع أغنية "خدني على بلادي"، يتجمع عشرات المغتربين مساء كل سبت، في مكتبة "صفحات" للاستماع إلى فرقة مكونة من أربعة شباب سوريين يعزفون ويغنون للحنين والوصل ورائحة أرض البلاد.


مكتبة "صفحات" الواقعة في حي الفاتح وسط مدينة إسطنبول، ليست مجرد مكتبة لبيع الكتب العربية فحسب؛ بل هي بمثابة ملتقى ثقافيا تُنظم فيه محاضرات وندوات وورش عمل وجلسات موسيقية، في محاولة خلق فسحة للوسط العربي في المدينة.

الفرقة تقدم الموسيقى العربية بشكل عام، وتتركز في غناء الموشحات والقدود الحلبية والتراث والفلكلور، فضلاً عن أغانٍ طربية وحديثة، والعزف على أربع آلات بجانب الغناء وهي الدف، العود، القانون والناي.

يقول عازف العود أسامة بدوي لـ"جيل العربي الجديد": نحاول صناعة فضاء يذكر السوريين بالبلاد، وتوصيل صورة حسنة عن السوريين في تركيا؛ مؤكداً حاجة المغترب لساعة موسيقى كل أسبوع.

أما المغني محمد نشار فيعتبر الأمسية الأسبوعية في مكتبة "صفحات"، بمثابة مساحة حميمية للسوريين وللكثيرين من العرب الموجودين في إسطنبول.

بينما يقول حازم حمادية عازف القانون: هناك أجانب وأتراك يأتون هنا، نحاول إثراء الفن العربي في مدينة إسطنبول والتي يعيش فيها ويزورها الملايين من العرب سنويا، وجود موسيقى عربية هنا لا غنى عنه.

فيما أكد يوسف يوسف عازف الناي أن خطوتهم في تشكيل الفرقة جاءت بسبب تعطش وحاجة الوسط العربي والسوري خصوصا، للاستماع للموسيقى العربية في إسطنبول.

الحضور يتكون في معظمه من الشباب ما بين 18 – 25 عاما أغلبهم من الطلاب العرب والأتراك والأجانب، يبحثون عن مجال للهرب من الحياة اليومية عبر تذوق النغم في المكتبة الخشبية التي يعتبرونها من أكثر الأماكن حميمية في المدينة.

عبيدة زين الدين طالب فلسطيني من غزة يقول لـ"جيل العربي الجديد": الأمسية الموسيقية فرصة جيدة للتخلص من تعب أسبوع كامل من الدراسة والعمل، كما أن جو المكتبة الصغيرة العائلي لا تجده كثيرا هنا؛ فمدفأة الحطب التقليدية والكتب، وجملة "البيت بيتك" المكتوبة على الحائط تجعلك فعلاً تشعر أنك في منزلك.

فيما تقول عائشة، وهي طالبة تركية: الموسيقى العربية تشبه التركية إلى حد ما، ونحن نبحث عن الموسيقى في كل مكان، جيد أن نجد موسيقى مريحة للروح في مكان جميل.

بينما تقول المعلمة الفرنسية ليلي: هذه أول مرة لي في المكتبة، الموسيقى ممتعة لأنها تأتي من الروح وتصلك جيداً، كما أن الطاقة الموجودة هنا رائعة جداً، تشعر أنك مرحب بك تماما، بالتأكيد سوف أعود من جديد.

الثابت في عيون الشباب العرب في أمسية "صفحات" هو الحنين للوطن، فالغناء يمنحهم صوتا أعلى من صوت الصراع والحرب الطاحنة في بلدانهم، يتركون أنفسهم للموسيقى بشكل كامل، وهم على يقين أن الوتر ينقلهم إلى البلاد وأن الوطن لن يفنى، تماماً كما يبقى أنين الناي.

(فلسطين)
المساهمون