رولا حمادة لـ"العربي الجديد": لم أقبل في حياتي أدواراً لا أُصدّقها

22 يونيو 2019
مشروعها المقبل هو مسرحية مهداة لفلسطين ( العربي الجديد)
+ الخط -


"لسنوات طويلةٍ كنت أعمل في الدراما المحليّة اللبنانيّة وعلى المسرح. محاولاتي مدروسةٌ جداً، رغم أنّ هذه المهنة لا تشعرك بالأمان، لكننا نحاول". هكذا تبدأ رولا حمادة، حديثها مع "العربي الجديد"، في حوار خرج عن الإطار التقليدي. تقول: "أنا امرأة غير تقليدية، ربما ثائرة، البعض يصفني بالهادئة، هو الهدوء ما قبل العاصفة، وهذا ما ظهر مؤخراً بعد عرض مسلسل "خمسة ونص" الذي حقق نجاحاً كبيراً".
وتتابع حمادة: "المخرج الشاب فيليب أسمر اختارني لدور "سوزان غانم"، المرأة المتسلطة، زوجة السياسي اللبناني غمار الغانم، التي وجدت أنها تفقد كل شيء، بعد أن ملكت كل شيء. الناس عاشت معي الدور الذي قلب المعادلة هذا الموسم. منهم من يثني، ومنهم من يقول "كنتي شريرة زيادة". وأعترف بأّني كنت شريرة. نعم أنا المرأة التي خربت منزل صديقتها لأجل الفوز بزواج رجل نافذ. وأنا الأم التي فقدت وحيدها في حادث سيرٍ مُدبر. الدور كان يتطلَّب تفاعلاً دراماتيكياً واضحاً، وهذا ما حاولت فعله".
وتضيف رولا: "لم أقبل في حياتي أدواراً أو شخصياتٍ لا أصدقها. أحياناً يطلب مني المخرج البكاء. أستمهله قليلاً، لأنني أريد أن أبكي حقيقة. لا أحبّذ الدموع الاصطناعية في المشاهد المؤثرة". وعن الدراما العربية المشتركة، تقول رولا: "نعم، أنا أسلم بأن الدراما العربية المُشتركة اليوم، تبسط سلطتها على باقي الإنتاجات. ولا أعترف هنا بهوية ممثل، ولا أعير الهجوم على "جنسية" الممثلين أي اهتمام. بل على العكس، علينا أن نبحث عن مكملات لنجاح العمل، وهذا ما حصل في "خمسة ونص". كنّا خلية نحل متنقلة بين السيناريو الذي طرأ عليه الكثير من التعديلات التي تتماشى مع المحور الأساسي في رواية المسلسل".
وحول تصريحها أنّ مسلسل "خمسة ونص"، هو للممثلة نادين نسيب نجيم، تشير حمادة: "ولماذا لا أقول أنه مسلسل نادين نسيب نجيم؟ كلنا يعلم أن محطات التلفزة أصبحت تطلب بعض الأسماء التي تحقق لها انتشاراً واسعاً. ونادين نسيب نجيم هي من هذه الأسماء المطلوبة في عالمنا العربي. وكل سنة لديها مسلسل، فكيف لا يكون "خمسة ونص" مسلسلها؟ هل أخفي ذلك، أم أجزم بنجاحي فقط؟ كلنا نجحنا في العمل، لكن أكرر أن المسلسل هو لنادين نسيب نجيم".
وانتشرت أقاويل عن تدخل رولا حمادة في نص سيناريو "خمسة ونص"، تردّ في ذلك: "نعم هو تدخل يجري بالاتفاق مع الكاتبة. ربما كان التدخل على بعض المفردات التي تتناسب مع البيئة اللبنانية، لكون المسلسل هو صورة عن واقع لبناني لرجل أو زوجة سياسي لبناني. التعديل لا يقلل من أهمية النص، بل يزيد الثقة عند المتفرج، بأن ما يسمعه أو ما يراه هو صورة منقولة عن واقع يشبهه. الدراما صورة واقعية، لذلك كنت أفرح عندما أسمع أنني قدمت دور السيدة "الشريرة" المتسلطة. وهذا يعني أن الرسالة التي تقوم عليها شخصية "سوزان الغانم"، وصلت إلى الناس".
أمّا عن الرأي السائد بأنّ هنالك أزمة دراما لبنانية، فتقول حمادة: "لا أؤيد القول بأن هناك أزمة. لدينا شركات إنتاج معروفة ولها ثقة عربية وعالمية. لبنان قدم للدراما العربية مجموعة من أهم الأعمال التي تضاهي بجودتها صناعة ومسلسلات عظيمة ولها شأن. لكن ذلك لا يمنع وجود بعض الثغرات في بعض الأعمال، وفي بعض شركات الإنتاج. اليوم، ومع اتساع رقعة الانتشار، وثورة التواصل الاجتماعي، أصبح بالإمكان الوصول إلى المبتغى، شرط أن ندرك جيداً ونسأل: أين كنا وأين أصبحنا. كل نصّ أو كل دور هو بالنسبة إلينا كممثلين هدية، إما أن تعجبنا أو لا تعجبنا. لماذا نضيّع أنفسنا، ونسمي ذلك أزمة. هناك جهود وحرفية في لبنان تضاهي في جودتها الأعمال العربية".
أثار تفاعل رولا حمادة مع قصي خولي في "خمسة ونص"، ردود فعلٍ بين المشاهدين، واعتبروه "مبارزةً" بين جيلين مختلفين، تشير حمادة في ذلك: "نعم، قصي خولي ممثل يستحق لقب "النبيل"، إذْ يتفاعل مع الآخر بطريقة تثير الجدل. البعض قال بأنه بارد، ويملك من الدهاء ما يكفي. والبعض الآخر رأى فيه صورة مصغرة عن الديكتاتور. وهذا يعود بنا إلى أن الناس صدقت ما هو المقصود في القصة، أو دور قصي تحديداً. هذا التماهي، هو ما جعل مشاهدنا معاً تحصد هذا التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. الممثل الماهر يريد دائماً المواجهة بالاستفزاز داخل الكادر، وهو ما أصرّ عليه المخرج فيليب أسمر الذي كان يعيد بعض المشاهد أكثر من مرة، أو يقلبها في الدقائق الأخيرة. قصي خولي ذكي وماهر في عمله، ويستحق هذا النجاح".
وعن تعاونها مع الممثل رفيق علي أحمد، تضيف حمادة: "بيني وبين الممثل رفيق علي أحمد كيمياء، ظهرت واضحة في بعض المشاهد، التي كانت حقيقية". تذكر مثلاً، مشهد صفع رفيق علي أحمد لـ"غمار غانم"، إذْ أعاده المخرج أربع مرات كي يبدو أكثر إقناعاً للناس والمتابعين. "رغم أننا من اللحظة الأولى اقتنعنا بالمشهد كاملاً. وهذا حصد ردود فعل لدى المتابعين، أذكر تماماً أنَّ "حلقة الصفعة" حصدت مشاهدات على موقع تويتر. واستنسخت كمشهد منفصل من الحلقة على المواقع البديلة. رفيق علي أحمد ممثل لا يستهان به ولا بقدراته وطريقة لبسه الدور إلى آخر مشهد".

وتحضّر حمادة الآن لعمل مسرحي، ينقل صورة الواقع في فلسطين المحتلة. و"هي المرة الأولى التي أقدم فيها رواية مسرحية مهداة إلى أهلنا في فلسطين". المسرحيّة من إخراج شاب يدعى عوض عوض يبلغ من العمر 25 عاماً.
دلالات
المساهمون