روسيا تستبدل أوروبا بأطول أنبوب غاز نحو آسيا

25 يونيو 2014
بوتين ونظيره الصيني خلال توقيع عقد الغاز (ساشا مردوفيتش/getty)
+ الخط -

تستعد السلطات الهندية لإجراء مفاوضات مع موسكو حول تمديد أنبوب الغاز "قوى سيبيريا" الذي تزمع روسيا إنشاءه ومده نحو الصين، ليصل إلى حدود الهند. وفي حال إنجاز هذا المشروع، يصبح هذا الأنبوب أحد أطول أنابيب نقل الغاز في العالم، كما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.

ويعتزم الوفد الهندي طرح مشروع تمديد أنبوب الغاز على جدول أعمال قمة "بريك" المقررة في يوليو/تموز المقبل.
ووفقاً لمصادر فإن وزير النفط والغاز الهندي، دارمندرا برادان، بحث بالفعل احتمال تمديد خط أنابيب الغاز مع نظيره الروسي الكسندر نوفاك، في مؤتمر النفط الذي عقد الأسبوع الماضي في موسكو.

وقد اعتبر محللون، أن هذه المفاوضات، اضافة الى العقود الموقعة مع الصين، تشكّل تحولاً روسياً نحو الأسواق الآسيوية كبديل عن مد الأسواق الأوروبية بالغاز.

55 مليار دولار للبنية التحتية

ومن المنتظر أن يبدأ العمل بإنشاء أنبوب "قوى سيبيريا" من أجل تزويد الصين بالغاز في أغسطس/آب المقبل.
وكانت شركة الغاز الروسي "غازبروم" قد صادقت بصورة نهائية على تخصيص الصين 25 مليار دولار قرضاً لإنشاء البنية التحتية اللازمة للمشروع في سيبيريا الشرقية، مما يتيح لروسيا البدء بهذا المشروع العملاق دون رسملة "غازبروم" له.

ويشار هنا إلى أن روسيا ستوظف 55 مليار دولار لإنشاء أنبوب "قوى سيبيريا" لنقل الغاز، والذي سيبلغ طوله 4800 كيلومتر، ومن أجل إقامة البنية التحتية المناسبة في شرق سيبيريا.

وسيلتقي أنبوب "قوى سيبيريا" مع أنبوب آخر (ساخالين-خاباروفسك-فلاديفوستوك) وسوف يتفرع عنه أنبوب باتجاه الصين في منطقة بلاغوفيشينسكا.

وتمكنت الصين وروسيا بعد 10 سنوات من المفاوضات الصعبة من توقيع اتفاقية، في نهاية مايو/أيار الماضي، على توريد 38 مليار متر مكعب من الغاز الروسي للصين سنوياً وعلى مدى 30 عاماً، وبلغت قيمة العقد الإجمالية 400 مليار دولار. وهذا هو العقد الأكبر في تاريخ شركة "غازبروم" الروسية.

وفي السياق، نقل موقع "في أم" الروسي (vm.ru) عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله في 21 مايو/أيار في ختام زيارته للصين: "هذا هو العقد الأكبر في مجال الغاز بتاريخ الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية، في البلاد، من حيث الحجم".

ومع أن سعر الألف متر مكعب من الغاز، في العقد المذكور أعلاه، لم يعلن عنه رسمياً، إلا أن المحللين قدروا أنه يتجاوز 360 دولاراً. مع العلم بأن سعر الغاز مرتبط بسعر النفط والمشتقات النفطية.

نحو السوق الآسيوية

ومن المتوقع أن يبدأ تزويد الصين بالغاز عبر "قوى سيبيريا" بعد 4 إلى 6 سنوات من الآن. ومن الجدير بالذكر، هنا، أن إيصال الغاز إلى الصين عبر "قوى سيبيريا" ليس نهاية المطاف بالنسبة لشركة "غاز بروم" والصينيين. فسرعان ما ستبدأ المفاوضات حول تزويد الصين بالغاز الروسي عبر خط ثان من سيبيريا الغربية، وكذلك حول الغاز المسال.

وفي هذا الشأن، قال ألكسندر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس إدارة "غازبروم" والمدير العام لـ"غازبروم إكسبورت" المسؤولة عن تصدير الغاز: "نحن لا نتخلى عن إمكانية تزويد الصين بالغاز المسال، بصرف النظر عن توقيع عقد أنبوب الغاز".

ويشكل التعاقد مع الصين جزءاً أساسياً من استراتيجية "غازبروم" الآسيوية عموماً. فهذه الشركة الروسية مستمرة بتطوير علاقاتها مع بلدان آسيوية أخرى، إلى جانب الصين.

ووفق صحيفة "فزغلاد" الروسية، وقعت "غازبروم" منذ فترة قريبة عقداً مع شركة" Gail" الهندية لتوريد 3 إلى3.5 مليون طناً من الغاز المسال سنوياً إلى الهند ولمدة 25 عاماً، مع إمكانية زيادة الكميات.

وهذا ما سمح للمحللين الاقتصاديين بالقول إن روسيا اتجهت إلى تنويع أسواق الغاز، وأنها تتحول من السوق الأوروبية باتجاه السوق الآسيوية الواعدة.