بمناسبة مرور عامين على وصوله لسدة الرئاسة في إيران عقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم السبت، مؤتمراً صحافياً ركز فيه على آخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب، والتي من المفترض أن تنتهي أواخر الشهر الجاري، وأكد روحاني وجود خلافات عالقة بين الأطراف المتفاوضة على طاولة الحوار، مشيراً إلى جدية وفده المفاوض وعدم تضييعه للوقت.
واتهم روحاني الأطراف المقابلة لبلاده بإعاقة العمل، موضحاً أنه بعد تحقيق تفاهم حول بعض النقاط تعود هذه الأطراف لتعقيد الأمور مجدداً، معتبراً أن استمرار هذا النهج يعني إطالة فترة التفاوض، لافتاً إلى أن توقيع اتفاق في الوقت المحدد ما زال ممكناً لكنه مشروط بوجود إرادة سياسية حقيقية وباحترام الغرب للحقوق الإيرانية وبعدم زيادة متطلباته على طاولة الحوار.
وفي وقت ما زال فيه موضوع تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية يثير الجدل في الداخل الإيراني، شدد روحاني على ضرورة توقيع البروتوكول الإضافي كجزء من الاتفاق النووي، معتبراً أن مهمة طهران الحالية هي إثبات أن الاتهامات الموجهة إليها غير صحيحة وبأنها لا تنوي صنع سلاح نووي.
وأكد أن البروتوكول لا يسمح بتفتيش أي موقع بالمعنى الحقيقي للتفتيش، ولكنه يسمح بدخول بعض المواقع بصورة منظمة ومبررة، موضحاً أنه لن يسمح بكشف أسرار البلاد الأمنية.
وأشار إلى أن وفد بلاده المفاوض حقق إنجازات عديدة منها نيله اعتراف الغرب بحق البلاد بالتخصيب والإبقاء على عمل المنشآت النووية، مضيفاً أن الاتفاق المرتقب سيلغي كل العقوبات الاقتصادية والمالية التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وأن التفاوض ما زال يدور حول آلية إلغاء هذه العقوبات، لافتاً إلى أنه سيكون هناك وقت بين توقيع الاتفاق وتطبيقه عملياً.
وقال روحاني إن بلاده ترفض العقوبات وتعتبر أنها غير قانونية، لا سيما أن إيران لم تقم بأي عمل يستحق هذا العقاب، موضحاً أن الحظر حتى وإن كان مؤثراً على الاقتصاد الداخلي لكنه لم يكن سياسة موفقة.
إصرار على المواقف الإقليمية
وحول التطورات الإقليمية، أكد روحاني خلال إجاباته عن عدد من الأسئلة أن بلاده لا تريد التدخل أو الاعتداء على أي طرف في المنطقة، بل تريد مد جسور الثقة، لا سيما مع الدول الجارة، مضيفاً أن السياسة الإيرانية تقوم على ضرورة دعم الأطراف التي تحتاج المساعدة في حربها ضد الإرهاب، كما تتعهد بحفظ أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح أن ليس لدى بلاده أي قواعد عسكرية أو أي منظومات صاروخية في العراق أو في سورية، مجدداً تأكيده إرسال إيران لمستشارين عسكريين وحسب إلى هذين البلدين، متهماً الولايات المتحدة بإطلاق ادعاءات واهية، حيث شكلت تحالفاً لضرب مواقع "داعش" أحياناً، وأكدت تدريب مقاتلين وإرسال مساعدات لصد الإرهاب في أحيان أخرى، مضيفاً أن هذه مجرد ادعاءات لا تكافح الإرهاب بشكل حقيقي.
وشدد روحاني على ضرورة تحقيق وحدة دول المنطقة ورفض التدخل الخارجي فضلاً عن ضرورة تقوية الحكومة المركزية في البلدان المعرضة للتقسيم كسورية والعراق، مشيراً إلى أن تغيير الجغرافيا السياسية في المنطقة خطير ولن يصب في مصلحة الجميع، معتبراً أن الحل يكون بإطلاق حوار إقليمي، في وقت تتآمر فيه بعض الأطراف على المنطقة.
اقرأ أيضاً: إيران تطالب النمسا بحماية مكان المفاوضات النووية