روحاني في عُمان لتكريس العلاقة المتينة

12 مارس 2014
الزيارة الأولى لروحاني للسلطنة بعد انتخابه
+ الخط -

لم يفاجأ المراقبون بزيارة الرئيس الايراني، حسن روحاني، الى سلطنة عمان، وهي أول زيارة له الى السلطنة منذ توليه الرئاسة، وثاني زيارة لرئيس إيراني الى السلطنة، بعد زيارة محمود أحمدي نجاد في 2007. تبقى سلطنة عمان الأقرب الى طهران بين دول مجلس التعاون الخليجي. فلم تهتز العلاقة بين البلدين حتى في فترة الحرب العراقية ـ الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، على خلاف ما حصل مع سائر دول الخليج.

ويعزو مراقبون متانة العلاقات بين البلدين الى السياسة الخارجية الذكية التي يتبناها سلطان عمان، قابوس بن سعيد، الذي يحكم عمان منذ أربعة عقود، إضافة الى عمق العلاقة بين سكان عمان وسكان المناطق الحدودية الجنوبية الايرانية.

وكان تحفّظ السلطنة على اقتراح "الاتحاد الخليجي" وتهديدها بالانسحاب من "مجلس التعاون الخليجي" العربي، في ديسمبر/ كانون الاول من العام الماضي، الذي يترتب عليه توحيد العملة الخليجية وتوسيع قوات "درع الجزيزة"، مؤشراً على حرصها على عدم خسارة علاقاتها الحميمة مع إيران. ومع ذلك، تريد عمان أن تتبنى علاقات متوازنة في المنطقة، بحيث لا تؤدي الى توتر علاقتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.

على المستوى السياسي، لا يزال الدور العماني مهماً للتوصل الى انفتاح غربي على إيران، حيث لعبت عمان دوراً أساسياً في المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران في مطلع العام الماضي، والتي يُعتقد أن لها أهمية في التوصل الى الاتفاق التاريخي بين ايران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني في نوفمبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
في المقابل، تجمع عمان بالولايات المتحدة علاقات متميّزة تعود الى أيام الرئيس الأميركي بيل كلينتون، وهي علاقات استمرت مع الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض، وصولاً إلى الرئيس باراك أوباما.

على المستوى الاقتصادي، يسعى البلدان إلى زيادة حجم التبادل التجاري الذي وصل إلى مليار دولار عام 2013. وتسعى ايران، من خلال هذه العلاقة، الى كسر الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الدول الكبرى عليها بسبب سعيها الى تطوير برنامجها النووي. وبحسب الخبراء، فإن صادرات إيران الى عمان قدّرت بنحو 102 مليون دولار. وتعتبر سيطرة إيران وسلطنة عمان على ضفتي مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يمر عبره 40 في المئة من النفط المنقول بحراً في العالم، ذات أهمية كبيرة في زيادة التقارب بين البلدين. ويتوقع من هذه الزيارة، توقيع عدد من الاتفاقيات لإقامة مشاريع مشتركة بين البلدين، بينها إنشاء جسر برّي بين السلطنة وإيران، عبر مضيق هرمز، ليكون الأول براً بين دول الخليج وإيران. كما يتوقع أن تعقد صفقات في المجالات النفطية والغازية.

ومن المتوقع أن يزداد دورعمان في المنطقة لوقوفها على الحياد تجاه القضايا الشائكة في المنطقة، وانسحاب بعض الدول من القيام بدور الوساطة في المنطقة، مثل تركيا ومصر، وخصوصاً في ظل توتر العلاقة بين السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة من جهة، وقطر من جهة أخرى. وتزداد أهمية الدور العماني بسبب دعم الدول الكبرى والولايات المتحدة لهذا الدور من أجل الوصول الى انفتاح مع ايران.

المساهمون