روحاني في أوروبا والعرب يتفرجون

27 يناير 2016
إيران وإيطاليا وقعتا صفقات بقيمة 18 مليار دولار (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي يغرق فيه العرب في الحروب والنزاعات والصراعات الدموية والمخاطر الجيوسياسية والإرهاب، تسابق إيران الزمن لإعادة بناء اقتصادها المتدهور.

وفى الوقت الذي يضع فيه العرب أيديهم على خدودهم متحسرين على ما آلت إليه أسعار النفط، ويرقبون الانهيارات التي تشهدها أسعار الغاز في الأسواق العالمية، ويتابعون يحزن التدهور الجاري في البورصات وأسواق المال، يبرم الرئيس الايراني حسن روحاني عشرات الاتفاقيات مع حكومات غربية ومستثمرين أوروبيين في كل القطاعات الاقتصادية، بداية من تطوير حقول النفط بهدف زيادة إنتاج البلاد لنحو 4 ملايين برميل يوميا، ونهاية بمشروعات تطوير قطاعات الطاقة والغاز والفندقة والطيران والسكك الحديدية والكهرباء والمصارف وغيرها.

اليوم الأربعاء يزور حسن روحاني فرنسا ومعه 120 من كبار رجال الأعمال الإيرانيين، وخلال الزيارة يوقع الرجل اتفاقيات ضخمة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، منها عقد شراء 114 طائرة إيرباص في إطار خطة الدولة لإعادة بناء أسطولها الجوي الذي عانى كثيراً بسبب حظر دولي قاسي على استيراد الطائرات من الخارج دام لأكثر من 10 سنوات، كما يبرم اتفاقات مع شركات إنتاج سيارات كبرى، وشركات متخصصة في إدارة الفنادق، والأهم من ذلك إعادة شركة توتال الفرنسية، عملاق شركات النفط العالمية، لإيران للعمل في مجال استكشاف النفط والغاز.

وأول أمس زار روحاني إيطاليا، وقام بتوقيع عدد من الصفقات التجارية، تُقدر قيمتها بحوالي 18 مليار دولار، وتغطي قطاعات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا الحديثة والمناجم والزراعة، كما انتزعت طهران خلال الزيارة موافقة شركة إيني الإيطالية على تخصيص 4 مليارات دولار لتطوير مشروع نفطي بالبلاد.

إذن إيران تسابق الزمن لاستقطاب استثمارات أجنبية ضخمة تعوضها عن سنوات حرمان العقوبات الغربية التي دامت نحو 13 عاما.

في المقابل تبدو الصورة باهتة داخل المنطقة العربية، فلا الحكومات باتت متحمسة لجذب استثمارات أجنبية في ظل استمرار الحروب والمخاطر التي تكاد تقضى على ما تبقى من استثمارات قليلة داخل المنطقة، ولا المستثمرون متحمسون ليس فقط لضخ استثمارات جديدة بل الإبقاء على الاستثمارات القائمة، ومخاطر الإرهاب باتت تعبث باقتصادات دول كثيرة في مقدمتها العراق وسورية واليمن وتونس وغيرها، والفساد والفقر ينخرا في عظام كل الدول العربية بلا استثناء.

وفى الوقت الذي يتهافت فيه المستثمرون الدوليون على السوق الإيرانية، وتحاول طهران استثمار أجواء ما بعد الاتفاق النووي مع قوى ( 5+1) في تخفيف المعاناة عن مواطنيها وموازنتها العامة، تبحث معظم الدول العربية الاقتراض من الخارج لسد العجز في موازنتها العامة وتعويض تراجع ايراداتها النفطية، كما ترفع الأسعار بشكل غير مسبوق، وهو ما يرهق مواطنيها.

المستقبل حرج أمام الدول العربية التي تفقد مواقع وأراضي، وإيران في المقابل تكسب أرضاً جديدة، خاصة في الاقتصاد والبزنس.

اقرأ أيضا: فرنسا تنتظر روحاني لانتزاع حصتها من كعكة الاتفاق النووي

المساهمون