تحتل حديقة الحيوان في الرياض مساحة 161 ألف متر مربع، وتقع في أحد أقدم أحياء العاصمة السعودية. وعلى الرغم من أن الحديقة تضم 164 نوعاً مختلفاً من الحيوانات والطيور والزواحف، إلا أن قلة فقط من سكان العاصمة يقصدونها، هم الذين لا يعتبرونها خياراً مثالياً لهم. وتجدر الإشارة إلى أن نظام الحديقة القديم تغير قبل ست سنوات فقط. هذه الحديقة التي افتتحت عام 1975 كانت تحدد أياماً للرجال وأخرى للنساء، من دون أن تسمح للعائلة بالاجتماع.
وحتى بعد تغيير هذه السياسة، لم تجذب كثيرين في ظل انعدام الخدمات وعدم تجديد المباني، ما يجعل زيارتها أكثر من مرة في العام أمراً نادراً لدى غالبية السعودية. مع ذلك، تعد أحد المرافق الترفيهية الأكثر شعبية في الرياض، وخصوصاً لدى الوافدين.
هذه الحديقة التي تعد الأكبر في السعودية، كانت مساحتها محدودة قبل نحو ستين عاماً، وقد خصّصت في ذلك الوقت لعرض الحيوانات التي تقدم هدية للملك، وقد تأمنت فيها الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي والمياه والكهرباء. وخلال عام 1997، عمل القيّمون على توسيعها. وصار فيها قطار صغير يسهل تنقل الزوار في مرافق الحديقة، بالإضافة إلى محال لبيع الهدايا والوجبات الخفيفة. لكن مع مرور الزمن، فقدت الحديقة الكثير من جمالها، باستثناء الأشجار.
أمرٌ دفع أمانة مدينة الرياض لإخضاعها لعملية تجميل بدأت قبل نحو سبع سنوات، فأعيد تأهيل ساحتها الخارجية وإضافة بعض المقاعد بهدف الاستفادة منها في المناسبات مثل الاحتفالات والأعياد. يضاف إلى ذلك الاهتمام بالمساحات الخضراء وتركيب مظلة كبيرة وتأهيل النوافير القديمة وغيرها.
وعلى الرغم من كل هذه الجهود لإعادة لفت الانتباه إلى هذه الحديقة الجميلة، إلا أن عدداً كبيراً من السعوديين ما زالوا يجهلونها، وخصوصاً سكان العاصمة الذين يتجاوز عددهم الستة ملايين نسمة. فالتحسينات لم تلغِ الإهمال الذي ما زال في الحديقة، الأمر الذي جعل بعض المواطنين غير مهتمين برؤية الحيوانات على أنواعها. على سبيل المثال، تنفّر الروائح الكريهة المنبعثة من المياه الموجودة في محميات الحيوانات، المواطنين. كذلك، فإن الأنظمة التي وضعتها الإدارة المشرفة وضيق الوقت المسموح للزيارة، وافتقادها للإنارة الجيدة، لا تحمس السعوديين على زيارتها.
ويؤكد عدد من السعوديون أن عدم الاهتمام بالحديقة جعلهم لا يرغبون في زيارتها. تقول الباحثة في علم الاجتماع نوره الزويد إن الحديقة تفقد رونقها عاماً بعد عام بسبب الإهمال، لافتة إلى أن التطوير في المرافق لم يصحبه تطوير في أداء العاملين. تضيف: "كنت أواظب على زيارة الحديقة. لكن قبل نحو أربع سنوات، توقفت عن زيارتها لأن الروائح الكريهة باتت تطغى على كل ما هو جميل. من المؤسف أن حديقة بهذه الضخامة والملايين التي صرفت عليها تصبح مكاناً منفراً بهذا الشكل. كما أن الإدارة تبقي الحيوانات جائعة. لهذا، باتت غالبية الحيوانات هزيلة وضعيفة وغير قادرة على الحركة".
تضم الحديقة أسوداً ونموراً وفهوداً وذئاباً وضباعاً وغزلاناً وتماسيح وفيلة ودببة وطيوراً جارحة وغيرها، ويقدر عددها بنحو 3400. وبطبيعة الحال، لا يمكن الاتكال على الربح الذي تجنيه من الزوار لإطعام الحيوانات، وخصوصاً أن أسعار بطاقات الدخول لا تتجاوز الـ 2.5 دولار للشخص الواحد. هذا العامل يؤدي أيضاً إلى مزيد من الإهمال في نواحي النظافة والصيانة وغيرها.
وحاولت "العربي الجديد" التواصل مع أحد المسؤولين في الحديقة من دون أي نتيجة. من جهته، يؤكد فايز العتيبي أنه يجب مراجعة ما يحدث في حديقة الحيوانات في الرياض، مشيراً إلى أن هناك إهمالاً على جميع المستويات، مستغرباً في الوقت نفسه عدم تنظيم زيارات لتلاميذ المدارس إليها.
يتابع أن هذه الحديقة ليست مجرد مكان لتربية الحيوانات، بل هو مكان ثقافي مهم للأطفال، ومتنفس للعائلة. ويلفت إلى أن "زيارة واحدة للحديقة تغني عن درس كامل في مادة علم الأحياء. فبدلاً من أخبار التلاميذ عن الحيوانات من خلال الصور، يمكن تدريسهم من خلال المشاهدة الحية". يضيف: "كنت أحب الذهاب وأبنائي إلى الحديقة التي أعتبرها مصدراً مهماً للمعلومات لهم. واليوم، فإن الروائح الكريهة لا تشجعني على الذهاب". حاله حال كثيرين، يقول العتيبي إنه بدلاً من العمل على الاهتمام بهذه الحديقة وتحويلها إلى معلم وطني وثقافي، باتت أشبه بمنتزه تجاري فقط.
اقــرأ أيضاً
وحتى بعد تغيير هذه السياسة، لم تجذب كثيرين في ظل انعدام الخدمات وعدم تجديد المباني، ما يجعل زيارتها أكثر من مرة في العام أمراً نادراً لدى غالبية السعودية. مع ذلك، تعد أحد المرافق الترفيهية الأكثر شعبية في الرياض، وخصوصاً لدى الوافدين.
هذه الحديقة التي تعد الأكبر في السعودية، كانت مساحتها محدودة قبل نحو ستين عاماً، وقد خصّصت في ذلك الوقت لعرض الحيوانات التي تقدم هدية للملك، وقد تأمنت فيها الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي والمياه والكهرباء. وخلال عام 1997، عمل القيّمون على توسيعها. وصار فيها قطار صغير يسهل تنقل الزوار في مرافق الحديقة، بالإضافة إلى محال لبيع الهدايا والوجبات الخفيفة. لكن مع مرور الزمن، فقدت الحديقة الكثير من جمالها، باستثناء الأشجار.
أمرٌ دفع أمانة مدينة الرياض لإخضاعها لعملية تجميل بدأت قبل نحو سبع سنوات، فأعيد تأهيل ساحتها الخارجية وإضافة بعض المقاعد بهدف الاستفادة منها في المناسبات مثل الاحتفالات والأعياد. يضاف إلى ذلك الاهتمام بالمساحات الخضراء وتركيب مظلة كبيرة وتأهيل النوافير القديمة وغيرها.
وعلى الرغم من كل هذه الجهود لإعادة لفت الانتباه إلى هذه الحديقة الجميلة، إلا أن عدداً كبيراً من السعوديين ما زالوا يجهلونها، وخصوصاً سكان العاصمة الذين يتجاوز عددهم الستة ملايين نسمة. فالتحسينات لم تلغِ الإهمال الذي ما زال في الحديقة، الأمر الذي جعل بعض المواطنين غير مهتمين برؤية الحيوانات على أنواعها. على سبيل المثال، تنفّر الروائح الكريهة المنبعثة من المياه الموجودة في محميات الحيوانات، المواطنين. كذلك، فإن الأنظمة التي وضعتها الإدارة المشرفة وضيق الوقت المسموح للزيارة، وافتقادها للإنارة الجيدة، لا تحمس السعوديين على زيارتها.
ويؤكد عدد من السعوديون أن عدم الاهتمام بالحديقة جعلهم لا يرغبون في زيارتها. تقول الباحثة في علم الاجتماع نوره الزويد إن الحديقة تفقد رونقها عاماً بعد عام بسبب الإهمال، لافتة إلى أن التطوير في المرافق لم يصحبه تطوير في أداء العاملين. تضيف: "كنت أواظب على زيارة الحديقة. لكن قبل نحو أربع سنوات، توقفت عن زيارتها لأن الروائح الكريهة باتت تطغى على كل ما هو جميل. من المؤسف أن حديقة بهذه الضخامة والملايين التي صرفت عليها تصبح مكاناً منفراً بهذا الشكل. كما أن الإدارة تبقي الحيوانات جائعة. لهذا، باتت غالبية الحيوانات هزيلة وضعيفة وغير قادرة على الحركة".
تضم الحديقة أسوداً ونموراً وفهوداً وذئاباً وضباعاً وغزلاناً وتماسيح وفيلة ودببة وطيوراً جارحة وغيرها، ويقدر عددها بنحو 3400. وبطبيعة الحال، لا يمكن الاتكال على الربح الذي تجنيه من الزوار لإطعام الحيوانات، وخصوصاً أن أسعار بطاقات الدخول لا تتجاوز الـ 2.5 دولار للشخص الواحد. هذا العامل يؤدي أيضاً إلى مزيد من الإهمال في نواحي النظافة والصيانة وغيرها.
وحاولت "العربي الجديد" التواصل مع أحد المسؤولين في الحديقة من دون أي نتيجة. من جهته، يؤكد فايز العتيبي أنه يجب مراجعة ما يحدث في حديقة الحيوانات في الرياض، مشيراً إلى أن هناك إهمالاً على جميع المستويات، مستغرباً في الوقت نفسه عدم تنظيم زيارات لتلاميذ المدارس إليها.
يتابع أن هذه الحديقة ليست مجرد مكان لتربية الحيوانات، بل هو مكان ثقافي مهم للأطفال، ومتنفس للعائلة. ويلفت إلى أن "زيارة واحدة للحديقة تغني عن درس كامل في مادة علم الأحياء. فبدلاً من أخبار التلاميذ عن الحيوانات من خلال الصور، يمكن تدريسهم من خلال المشاهدة الحية". يضيف: "كنت أحب الذهاب وأبنائي إلى الحديقة التي أعتبرها مصدراً مهماً للمعلومات لهم. واليوم، فإن الروائح الكريهة لا تشجعني على الذهاب". حاله حال كثيرين، يقول العتيبي إنه بدلاً من العمل على الاهتمام بهذه الحديقة وتحويلها إلى معلم وطني وثقافي، باتت أشبه بمنتزه تجاري فقط.