يحلّ موعد الهدنة الإنسانية في اليمن، اليوم الثلاثاء، لترتفع معها آمال الكثير من اليمنيين، في تخفيف الوضع الإنساني المزري، وسط مخاوف من عدم التزام الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بتنفيذها، في ظلّ غياب الرؤية السياسية والإنسانية لدى الحكومة اليمنية والأطراف السياسية الموجودة في العاصمة السعودية الرياض، في إمكانية تنفيذها على الأرض وغموض الموقف السياسي الشامل. ويمتزج الأمل في الشارع اليمني بخوف كبير، من إمكانية عدم وصول المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى المواطنين، والمناطق المتضررة بشكل كبير، خصوصاً أن مليشيات الحوثيين والمخلوع، هي من تضع يدها على مختلف الممرات والطرقات ومداخل المدن. كما تعاني هذه القوات من شحّ في التموين، تضطر معها، وفقاً لمركز "عدن للبحوث"، إلى نهب المحال والمؤسسات والمراكز التجارية، في أغلب مناطق اليمن، لا سيما في عدن ولحج. وتنبع مخاوف اليمنيين من عدم وجود آلية محددة، لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية، لاسيما في مناطق الجنوب، والذي تتعرض جميع مناطقه لأعمال قصف وحصار، تفرضها مليشيات الحوثيين والمخلوع، على هذه المدن، وفي مقدمتها عدن ولحج والضالع.
ويرى محللون أن "الهدنة بالنسبة للتحالف، نوع من اضطرار، بسبب ضغط الأوضاع الإنسانية شديدة التدهور في الداخل اليمني". واعتبروا أن "الضغوط الدولية جاءت في هذا السياق". وذكروا أن "قوات التحالف تحتاج أساساً لهذه الهدنة، من أجل إتاحة الفرصة للحلول السياسية، وتصفية الأجواء قبل بدء مؤتمر الرياض بين الأطراف اليمنية، والمقرر أن يُعقد يومي 16 و17 مايو/أيار الحالي". أما الحوثيون وحلفاؤهم، فقد أظهروا ترحيباً بالهدنة المقترحة، التي تبدو بالنسبة إليهم "حاجة" بعد أكثر من ستة أسابيع من الضربات المتواصلة. إذ إنهم في كل الأحوال، كما تقول المعطيات، في مواجهة غير متكافئة، وجل ما يفعلونه هو تلقي الضربات الجوية واللعب على عامل الوقت، والكر والفر في الحرب الداخلية.
وأدّى وصول مساعدات إنسانية وإغاثية متواصلة إلى صنعاء، وسفن إلى الحديدة شمالاً، إلى استغراب الشارع في الجنوب. وشنّ ناشطون وأطراف سياسية واجتماعية هجوماً على الحكومة، التي كانت قد أعلنت مناطق الجنوب، خصوصاً عدن والضالع ولحج مدنا منكوبة، إلى جانب محافظة تعز وسط اليمن، في وقتٍ تصل فيه المساعدات إلى مناطق الشمال، حيث يسيطر الحوثيون والمخلوع عليها، ولا توجد فيها حروب.
كما طاولت الانتقادات "غموض تحرّكات الحكومة"، في شأن الأعمال الإغاثية والضوابط والضمانات، المُفترض أن ترافق أيام الهدنة. حتى أن بعض الأطراف السياسية غير متأكدة من إمكانية وصول الأعمال الإغاثية إلى جميع المناطق اليمنية، خصوصاً الجنوبية منها، وعدم اعتراض الحوثيين عليها.
اقرأ أيضاً: أقليات عدن
وكشف مصدر سياسي في الرياض لـ "العربي الجديد"، أن "الأطراف السياسية في الرياض لديها بعض المخاوف، من سيطرة مليشيات الحوثيين والمخلوع، على المساعدات الإغاثية". وأكد "عدم وجود رؤية واضحة من قبل الحكومة، تُطمئن الشارع وجميع الأطراف، بما يخصّ ضمان وصول الأعمال الإغاثية، والحصول على ضمانات حقيقية من الطرف الآخر، بعدم اعتراض أو نهب هذه المساعدات، قبل وصولها إلى المواطنين في كل مناطق اليمن، لا سيما في الجنوب".
من جانب آخر، انتقد مصدر في "لجنة طوارئ حقوق الإنسان" في عدن، "الازدواجية" في التعامل مع الأوضاع في عدن وصنعاء. وذكر المصدر، في تصريحاتٍ لـ "العربي الجديد"، أن "المنظمات الدولية تتعامل بازدواجية مع الأوضاع الإنسانية في اليمن، وتركز اهتمامها على صنعاء، بينما تتجاهل الأوضاع في عدن والضالع، والتي تُعدّ الأسوأ على الإطلاق في اليمن، نتيجة انعدام كل مقومات الحياة في ظلّ حصار شامل وقصف وانتهاكات تصل إلى جرائم حرب". وأشار إلى أنه "بدلاً من أن تتعامل هذه المنظمات مع هكذا وضع في الجنوب، قامت بتكثيف جهودها في صنعاء وجوارها".
في المقابل، أفادت مصادر في اللجنة التحضيرية لحوار الرياض، لـ "العربي الجديد"، أن "العشرات من السياسيين والناشطين، وممثلي الأطراف والمكونات السياسية، تمكنوا من مغادرة اليمن، باتجاه الرياض للمشاركة في الحوار، بعد اختيار اللجنة التحضيرية الأسماء، عقب رفعها من قبل جميع الأطراف، وإجراء التصويت عليها".
وتأتي هذه التحركات فيما تظلّ التحركات العسكرية الميدانية، على أشدها في معظم مناطق اليمن، تحديداً في جنوبه، في ظلّ استمرار المواجهات بين "المقاومة" ومليشيات الحوثيين والمخلوع في عدن، خصوصاً في مدينة دار سعد شمالاً، وصلاح الدين غرباً. وفشلت التعزيزات الكبيرة لمليشيات الحوثيين والمخلوع، من التقدم نحو صلاح الدين، غربي البريقة، وتكبّدت خسائر كبيرة، بسبب ضربات "المقاومة" والتحالف لهم.
كما تمكنت "المقاومة" في جبهة بله والعند في لحج، من قطع طريق الإمدادات لمليشيات الحوثيين والمخلوع، عبر تعز إلى قاعدة العند الجوية، وسط تقدم لـ "المقاومة". وفشلت قوات الحرس الجمهوري، الموالية لصالح ومليشيات الحوثيين، من التوغل في الضالع، بعد إعلان أنها منطقة استهداف عسكري، رداً على إعلان التحالف من صعدة منطقة استهداف عسكري.
لكن "المقاومة" في الضالع، أفشلت مساعيهم للسيطرة، حسب ما أكده القيادي فيها، أبو عبد الرحمن الضالعي لـ "العربي الجديد". وأكد الضالعي أن "المقاومة ردت على إعلان قوات المخلوع والحوثيين، من خلال تنفيذ كمائن وهجمات مباغته قطعت الإمدادات والتعزيزات لهم، وافقدتهم عدد من المواقع وتدمير عتاد عسكري للمليشيات".
كما وصلت طلائع "القوة الضاربة" التابعة للقوات البرية السعودية إلى نجران، جنوبي المملكة، على الحدود مع اليمن، معززة بعدد كبير من الدبابات والمدرعات والآليات. وذكرت وكالة "الأناضول"، أن "وصول التعزيزات العسكرية بعد جاء بعد ساعات من قصف للحوثيين على المدينة، أسفر عن مقتل مقيم باكستاني".
في المقابل، حصر مركز "عدن للبحوث" نتائج حرب مليشيات الحوثيين والمخلوع على الجنوب، لا سيما في عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة، وحضرموت. وأشار إلى أن "عدد الضحايا بلغ 4535 ضحية، منهم 391 امرأة و361 طفلاً، بينما بلغ عدد الجرحى 6632 جريحاً، منهم 585 امرأة، و791 طفلاً". وذكر أن "عدد المنازل المدمّرة بلغ 1966 منزلاً، منها 702 منزل مدمّر تدميراً كاملاً، و1264 منزلاً مدمّراً تدميراً جزئياً. وبلغ عدد السيارات المدمرة والمنهوبة 1088 سيارة كبيرة وصغيرة، كما بلغ عدد المحلات التجارية المنهوبة، أو التي تم إحراقها 684 محلاً تجارياً، من بينها ثلاثة محال كبيرة (سوبر ماركت) في عدن". وختم "كما بلغ عدد الأسر النازحة 2268 أسرة، وعدد الأسر التي أبيدت 123 أسرة، وكانت الأسرة الأكبر عددا التي أبيدت هي أسرة في الضالع، بلغ عدد أفرادها عشرة".
اقرأ أيضاً اليمن: نقمة جنوبية ضدّ "الرموز الصامتين"
ويرى محللون أن "الهدنة بالنسبة للتحالف، نوع من اضطرار، بسبب ضغط الأوضاع الإنسانية شديدة التدهور في الداخل اليمني". واعتبروا أن "الضغوط الدولية جاءت في هذا السياق". وذكروا أن "قوات التحالف تحتاج أساساً لهذه الهدنة، من أجل إتاحة الفرصة للحلول السياسية، وتصفية الأجواء قبل بدء مؤتمر الرياض بين الأطراف اليمنية، والمقرر أن يُعقد يومي 16 و17 مايو/أيار الحالي". أما الحوثيون وحلفاؤهم، فقد أظهروا ترحيباً بالهدنة المقترحة، التي تبدو بالنسبة إليهم "حاجة" بعد أكثر من ستة أسابيع من الضربات المتواصلة. إذ إنهم في كل الأحوال، كما تقول المعطيات، في مواجهة غير متكافئة، وجل ما يفعلونه هو تلقي الضربات الجوية واللعب على عامل الوقت، والكر والفر في الحرب الداخلية.
وأدّى وصول مساعدات إنسانية وإغاثية متواصلة إلى صنعاء، وسفن إلى الحديدة شمالاً، إلى استغراب الشارع في الجنوب. وشنّ ناشطون وأطراف سياسية واجتماعية هجوماً على الحكومة، التي كانت قد أعلنت مناطق الجنوب، خصوصاً عدن والضالع ولحج مدنا منكوبة، إلى جانب محافظة تعز وسط اليمن، في وقتٍ تصل فيه المساعدات إلى مناطق الشمال، حيث يسيطر الحوثيون والمخلوع عليها، ولا توجد فيها حروب.
اقرأ أيضاً: أقليات عدن
وكشف مصدر سياسي في الرياض لـ "العربي الجديد"، أن "الأطراف السياسية في الرياض لديها بعض المخاوف، من سيطرة مليشيات الحوثيين والمخلوع، على المساعدات الإغاثية". وأكد "عدم وجود رؤية واضحة من قبل الحكومة، تُطمئن الشارع وجميع الأطراف، بما يخصّ ضمان وصول الأعمال الإغاثية، والحصول على ضمانات حقيقية من الطرف الآخر، بعدم اعتراض أو نهب هذه المساعدات، قبل وصولها إلى المواطنين في كل مناطق اليمن، لا سيما في الجنوب".
من جانب آخر، انتقد مصدر في "لجنة طوارئ حقوق الإنسان" في عدن، "الازدواجية" في التعامل مع الأوضاع في عدن وصنعاء. وذكر المصدر، في تصريحاتٍ لـ "العربي الجديد"، أن "المنظمات الدولية تتعامل بازدواجية مع الأوضاع الإنسانية في اليمن، وتركز اهتمامها على صنعاء، بينما تتجاهل الأوضاع في عدن والضالع، والتي تُعدّ الأسوأ على الإطلاق في اليمن، نتيجة انعدام كل مقومات الحياة في ظلّ حصار شامل وقصف وانتهاكات تصل إلى جرائم حرب". وأشار إلى أنه "بدلاً من أن تتعامل هذه المنظمات مع هكذا وضع في الجنوب، قامت بتكثيف جهودها في صنعاء وجوارها".
في المقابل، أفادت مصادر في اللجنة التحضيرية لحوار الرياض، لـ "العربي الجديد"، أن "العشرات من السياسيين والناشطين، وممثلي الأطراف والمكونات السياسية، تمكنوا من مغادرة اليمن، باتجاه الرياض للمشاركة في الحوار، بعد اختيار اللجنة التحضيرية الأسماء، عقب رفعها من قبل جميع الأطراف، وإجراء التصويت عليها".
وتأتي هذه التحركات فيما تظلّ التحركات العسكرية الميدانية، على أشدها في معظم مناطق اليمن، تحديداً في جنوبه، في ظلّ استمرار المواجهات بين "المقاومة" ومليشيات الحوثيين والمخلوع في عدن، خصوصاً في مدينة دار سعد شمالاً، وصلاح الدين غرباً. وفشلت التعزيزات الكبيرة لمليشيات الحوثيين والمخلوع، من التقدم نحو صلاح الدين، غربي البريقة، وتكبّدت خسائر كبيرة، بسبب ضربات "المقاومة" والتحالف لهم.
كما تمكنت "المقاومة" في جبهة بله والعند في لحج، من قطع طريق الإمدادات لمليشيات الحوثيين والمخلوع، عبر تعز إلى قاعدة العند الجوية، وسط تقدم لـ "المقاومة". وفشلت قوات الحرس الجمهوري، الموالية لصالح ومليشيات الحوثيين، من التوغل في الضالع، بعد إعلان أنها منطقة استهداف عسكري، رداً على إعلان التحالف من صعدة منطقة استهداف عسكري.
كما وصلت طلائع "القوة الضاربة" التابعة للقوات البرية السعودية إلى نجران، جنوبي المملكة، على الحدود مع اليمن، معززة بعدد كبير من الدبابات والمدرعات والآليات. وذكرت وكالة "الأناضول"، أن "وصول التعزيزات العسكرية بعد جاء بعد ساعات من قصف للحوثيين على المدينة، أسفر عن مقتل مقيم باكستاني".
في المقابل، حصر مركز "عدن للبحوث" نتائج حرب مليشيات الحوثيين والمخلوع على الجنوب، لا سيما في عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة، وحضرموت. وأشار إلى أن "عدد الضحايا بلغ 4535 ضحية، منهم 391 امرأة و361 طفلاً، بينما بلغ عدد الجرحى 6632 جريحاً، منهم 585 امرأة، و791 طفلاً". وذكر أن "عدد المنازل المدمّرة بلغ 1966 منزلاً، منها 702 منزل مدمّر تدميراً كاملاً، و1264 منزلاً مدمّراً تدميراً جزئياً. وبلغ عدد السيارات المدمرة والمنهوبة 1088 سيارة كبيرة وصغيرة، كما بلغ عدد المحلات التجارية المنهوبة، أو التي تم إحراقها 684 محلاً تجارياً، من بينها ثلاثة محال كبيرة (سوبر ماركت) في عدن". وختم "كما بلغ عدد الأسر النازحة 2268 أسرة، وعدد الأسر التي أبيدت 123 أسرة، وكانت الأسرة الأكبر عددا التي أبيدت هي أسرة في الضالع، بلغ عدد أفرادها عشرة".
اقرأ أيضاً اليمن: نقمة جنوبية ضدّ "الرموز الصامتين"