سارع المسلمون في الدول الإسكندنافية، من خلال منظماتهم ومساجدهم، إلى التأكيد على رفضهم الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس، ورفض إلصاق التهم بهم، أو وضعهم في خندق واحد مع المجرمين لمجرد كونهم مسلمين. مع ذلك، يتملك كثيرين شعور بالقلق والخوف من التداعيات السلبية، التي لم تحد منها مقاربة وسائل الإعلام وتصريحات السياسيين.
بعد الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، وجد كثير من مسلمي إسكندنافيا أنفسهم عرضة لضغوط نفسية، لعب الإعلام المحلي دوراً في تكريسها. حتى إن بعض السياسيين (يمين متشدد) تساءلوا إذا ما كان المسلمون يستحقون العيش في هذه الدول، عدا عن اتهامهم بـ"الخيانة الوطنية" والدعوات لـ"طرد المحمديّين".
حتى قبل الهجوم، كان منسوب القلق مرتفعاً وسط الجالية العربية، في ظل الاعتداءات المتكررة على المساجد، وتظاهرات حركة "بيغيدا" (تهدف إلى وقف أسلمة أوروبا) في ألمانيا. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الناشطين العرب والأوروبيين يحاولون التخفيف من حدة التوتر.
تقول زينة، وهي دنماركية مسلمة، لـ"العربي الجديد": "بعد الاعتداء، أعطيت سائق الحافلة النقود، فنظر إليّ بغضب لم أعهده. حينها، لم أكن أعلم باعتداء باريس". من جهتها، تخشى العاملة الاجتماعية صوفيا يابيسن "تجييش اليمين المتطرف الدنماركيين ضد المحجبات واعتبارهن خائنات". تضيف: "بعد أحداث مماثلة، عادة ما يتعرض هؤلاء الفتيات والنساء لتعليقات مستفزة. الأكيد أن البعض يسعى إلى احتواء هذه المواقف، خصوصاً أن الاستفزاز لن تكون نتائجه جيدة لأي من الطرفين".
أما المساجد، فخصصت بعض الوقت للحديث عن الاعتداء بعد صلاة يوم الجمعة الماضي. الشيخ عبدالله إسماعيل "أبو بلال" الذي رفعت بحقه دعاوى من المنظمات الصهيونية في الدنمارك وألمانيا، بسبب مهاجمته إسرائيل، يوضح لـ"العربي الجديد" أنه "ستكون هناك تداعيات في المستقبل، وأثر كبير على الشباب، في ظل تفاقم الإسلاموفوبيا حتى قبل الأحداث الأخيرة"، لافتاً إلى أنه "إذا لم تتم معالجة الأمر، سيزداد تعقيداً. على السياسيين والإعلاميين والمفكرين وصناع القرار والأئمة التقليل من الخطابات، وبدء حوارات جدية تحت سقف الحريات".
ورفض غالبية الأئمة في فرنسا، تحويل العرب إلى مواطنين من الدرجتين الثانية والثالثة، أو توجيه الاتهامات إليهم. في السياق، يسأل مدير مسجد الوقف الإسلامي في مدينة آرهوس الدنماركية، أسامة السعدي: "لماذا يتوجب علينا، بعد أية جريمة يرتكبها مسلم، أن نقدم التبريرات؟ هذا الأمر لم يعد يطاق. نحن مساجد ولسنا دولا. نحن ضد استهداف الأبرياء أياً كانوا. ندعو الشباب إلى احترام الحريات والالتزام بالقوانين".
كثير من العرب، وتحديداً المسلمين منهم، أعربوا عن خوفهم من "التجييش السياسي والإعلامي". يقول الشاب محمود سعيد لـ"العربي الجديد": "من المؤسف أن هناك من يريد تحويلنا إلى كبش فداء. لا شك أن الأحزاب اليمينية ستسعى إلى تخويف مواطنيها من المهاجرين، خصوصاً المسلمين، بهدف الحصول على أصوات الناخبين".
من جهته، لا يتوقع مالك البطران حدوث مشاكل كبيرة، باستثناء من قبل اليمين المتطرف. وفي حال جرى الاعتداء على المسلمين في هذه الدول، "لن يكون الأمر ساراً".
أما أحمد عراقي، فيتوقع "تشديد القوانين، بهدف التضييق على العرب والمسلمين في الدول الإسكندنافية، ما سيؤدي إلى دفع الشباب نحو المزيد من الشك في مواطنيتهم".
ويحذّر عاصم نبهاني من "تصرفات بعض السياسيين (يمين الوسط، والاشتراكيين الديمقراطيين) الذين يدفعون المواطنين المسلمين نحو العزلة والتهميش. هذا يعني دفع البعض إلى أحضان الجماعات الإسلامية". من جهتها، تقول المواطنة الدنماركية بيرغيتا ياسبرسين: "أخشى أن يصاب المسلمون في بلادنا، وعموم أوروبا، بالرهاب من كونهم ملاحقين ومراقبين. سيزيد هذا من الفرز في المجتمع".
يشعر بعض العرب بغضب شديد، ويحذرون من أنهم "لن يصمتوا طويلاً إذا ما تعرضوا للاضطهاد. لن نقف مكتوفي الأيدي". ويُحمّل كثيرون الحكومات والأحزاب السياسية، وخصوصاً في النرويج والدنمارك، "مسؤولية التجييش وأي اعتداء قد يطال الجاليات العربية والإسلامية".
لن يكون باستطاعة الدنماركيين المسلمين إلا الانتظار. قد يتعرضون لمضايقات بين الحين والآخر، بسبب الخوف من الآخر، وإن كان مواطناً دنماركياً.
بعد الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، وجد كثير من مسلمي إسكندنافيا أنفسهم عرضة لضغوط نفسية، لعب الإعلام المحلي دوراً في تكريسها. حتى إن بعض السياسيين (يمين متشدد) تساءلوا إذا ما كان المسلمون يستحقون العيش في هذه الدول، عدا عن اتهامهم بـ"الخيانة الوطنية" والدعوات لـ"طرد المحمديّين".
حتى قبل الهجوم، كان منسوب القلق مرتفعاً وسط الجالية العربية، في ظل الاعتداءات المتكررة على المساجد، وتظاهرات حركة "بيغيدا" (تهدف إلى وقف أسلمة أوروبا) في ألمانيا. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الناشطين العرب والأوروبيين يحاولون التخفيف من حدة التوتر.
تقول زينة، وهي دنماركية مسلمة، لـ"العربي الجديد": "بعد الاعتداء، أعطيت سائق الحافلة النقود، فنظر إليّ بغضب لم أعهده. حينها، لم أكن أعلم باعتداء باريس". من جهتها، تخشى العاملة الاجتماعية صوفيا يابيسن "تجييش اليمين المتطرف الدنماركيين ضد المحجبات واعتبارهن خائنات". تضيف: "بعد أحداث مماثلة، عادة ما يتعرض هؤلاء الفتيات والنساء لتعليقات مستفزة. الأكيد أن البعض يسعى إلى احتواء هذه المواقف، خصوصاً أن الاستفزاز لن تكون نتائجه جيدة لأي من الطرفين".
أما المساجد، فخصصت بعض الوقت للحديث عن الاعتداء بعد صلاة يوم الجمعة الماضي. الشيخ عبدالله إسماعيل "أبو بلال" الذي رفعت بحقه دعاوى من المنظمات الصهيونية في الدنمارك وألمانيا، بسبب مهاجمته إسرائيل، يوضح لـ"العربي الجديد" أنه "ستكون هناك تداعيات في المستقبل، وأثر كبير على الشباب، في ظل تفاقم الإسلاموفوبيا حتى قبل الأحداث الأخيرة"، لافتاً إلى أنه "إذا لم تتم معالجة الأمر، سيزداد تعقيداً. على السياسيين والإعلاميين والمفكرين وصناع القرار والأئمة التقليل من الخطابات، وبدء حوارات جدية تحت سقف الحريات".
ورفض غالبية الأئمة في فرنسا، تحويل العرب إلى مواطنين من الدرجتين الثانية والثالثة، أو توجيه الاتهامات إليهم. في السياق، يسأل مدير مسجد الوقف الإسلامي في مدينة آرهوس الدنماركية، أسامة السعدي: "لماذا يتوجب علينا، بعد أية جريمة يرتكبها مسلم، أن نقدم التبريرات؟ هذا الأمر لم يعد يطاق. نحن مساجد ولسنا دولا. نحن ضد استهداف الأبرياء أياً كانوا. ندعو الشباب إلى احترام الحريات والالتزام بالقوانين".
كثير من العرب، وتحديداً المسلمين منهم، أعربوا عن خوفهم من "التجييش السياسي والإعلامي". يقول الشاب محمود سعيد لـ"العربي الجديد": "من المؤسف أن هناك من يريد تحويلنا إلى كبش فداء. لا شك أن الأحزاب اليمينية ستسعى إلى تخويف مواطنيها من المهاجرين، خصوصاً المسلمين، بهدف الحصول على أصوات الناخبين".
من جهته، لا يتوقع مالك البطران حدوث مشاكل كبيرة، باستثناء من قبل اليمين المتطرف. وفي حال جرى الاعتداء على المسلمين في هذه الدول، "لن يكون الأمر ساراً".
أما أحمد عراقي، فيتوقع "تشديد القوانين، بهدف التضييق على العرب والمسلمين في الدول الإسكندنافية، ما سيؤدي إلى دفع الشباب نحو المزيد من الشك في مواطنيتهم".
ويحذّر عاصم نبهاني من "تصرفات بعض السياسيين (يمين الوسط، والاشتراكيين الديمقراطيين) الذين يدفعون المواطنين المسلمين نحو العزلة والتهميش. هذا يعني دفع البعض إلى أحضان الجماعات الإسلامية". من جهتها، تقول المواطنة الدنماركية بيرغيتا ياسبرسين: "أخشى أن يصاب المسلمون في بلادنا، وعموم أوروبا، بالرهاب من كونهم ملاحقين ومراقبين. سيزيد هذا من الفرز في المجتمع".
يشعر بعض العرب بغضب شديد، ويحذرون من أنهم "لن يصمتوا طويلاً إذا ما تعرضوا للاضطهاد. لن نقف مكتوفي الأيدي". ويُحمّل كثيرون الحكومات والأحزاب السياسية، وخصوصاً في النرويج والدنمارك، "مسؤولية التجييش وأي اعتداء قد يطال الجاليات العربية والإسلامية".
لن يكون باستطاعة الدنماركيين المسلمين إلا الانتظار. قد يتعرضون لمضايقات بين الحين والآخر، بسبب الخوف من الآخر، وإن كان مواطناً دنماركياً.