رمضان مصر: السيسي هو الفانوس الأغلى

20 يونيو 2014
الصورة لـ(أوغرهان بتين / Getty)
+ الخط -
إنّه "اختراع مصري أصيل"، بحسب الباحثة في التراث الشعبي الدكتورة فاطمة شكري، التي تقول في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ "الفوانيس أحد المظاهر الشعبية المصرية، وتتعدّد الروايات حول بداياته، لكنّ المؤكد أنّ المصريين بدأوا استخدامه في الخامس من شهر رمضان عام 358 للهجرة، ووافق هذا اليوم دخول المعزّ لدين الله الفاطمي القاهرة ليلًا... فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس، ثم تحوّل الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلًا إلى وظيفة أخرى ترفيهية، وراح الأطفال يطوفون الشوارع، حاملين الفوانيس يطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، كما صاحب هؤلاء الأطفال - بفوانيسهم - المسحّراتي ليلًا، حتّى أصبح الفانوس مرتبطًا بشهر رمضان".
هذه حكاية فانوس رمضان التاريخية، لكن لماذا ترتفع أسعاره هذا العام في مصر؟
يقول عضو شعبة لعب الأطفال في الغرفة التجارية المصرية أحمد جبل إنّ "ما تم استيراده من الفوانيس هذا الصيف بلغ 50 مليون جنيه فقط"، وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "بينما وصل الاستيراد في العام الماضي إلى أكثر من 400 مليون جنيه". 

وفي جولة داخل سوق العتبة والموسكي في وسط القاهرة، حيث الازدحام الشديد، بدا أنّ الفانوس الصيني يكاد يقضي على الفانوس المصري التقليدي، رغم شكل المصري البديع بزجاجه المعشّق والملوّن وبالزخارف التي تزيّنه.
الفوانيس الصغيرة تختلف أسعارها بحسب حجمها، فتبدأ من 18 جنيهًا وتتدرّج لتصل إلى 25 جنيهًا و30 جنيهًا و50 جنيهًا.. وكعادة المصريين في التندّر أطلقوا اسم "السيسي" على أحد الفوانيس، وهو اليوم الأكثر رواجًا في البيع والأغلى سعرًا بين أنواع الفوانيس المختلفة، إذ يُباع بستّين جنيهًا. وتتراوح الزيادة عن أسعار العام الماضي بين 8 و10 جنيهات، بحسب كلام صدقي طه، وهو بائع فوانيس في العتبة وسط القاهرة. لكنّ الزيادة في الأسعار تقفز إلى أكثر من 20 جنيهًا عن العام الماضي بالنسبة إلى فوانيس الزينة المخصّصة للشرفات والنوافذ المنزلية وواجهات المحلات التجارية والمقاهي.

سالم بدوي، بائع فوانيس، يرصد أحوال البيع والشراء في حديث لـ"العربي الجديد": "فانوس البرج يلقى إقبالًا كثيفًا وسعره يتراوح بين 250 و300 جنيه، وفانوس أبو العيال سعره بين 200 و225 جنيهًا، وفانوس مصر الحبيبة بين 70 و80 جنيهًا، والفانوس الكروي بين 80 و100 جنيهٍ". أما سعيد أبو شلبي، وهو مهندس، فيقول إنّه جاء خصيصًا لشراء فوانيس لأولاده رغم ارتفاع أسعارها: "بحكم العادة لا يمكن ألا نشتريها كي نشعر بطعم الفرحة في الشهر الكريم".

أما الحاجة أم أحمد فتقول إنّ "الأسعار نار، ومع ذلك ما باليد حيلة، فمن أجل عيون أحفادي لا بدّ أن أشتري ولا يمكن أن أخذلهم، كما سأشتري فانوس البرج لتعليقه على مدخل البيت".

دلالات
المساهمون