رمضان.. شهر الانتصارات المونديالية العربية الخالدة

28 يونيو 2014
منتخب الجزائر خلال مباراته امام البرازيل 1986 (getty)
+ الخط -

يستقبل عشاق كرة القدم في الوطن العربي شهر رمضان المبارك الذي يتصادف مع منافسات كأس العالم التي تدور رحاها في البرازيل، وهي ليست المرة الأولى التي يأتي بها شهر الصيام مع منافسات العرس العالمي الكروي، إذ سبق وان تصادف قدوم الشهر في مونديالي 1982 و 1986 في اسبانيا والمكسيك على التوالي.

وعلى إيقاع الصيام، تعود بنا الذاكرة للوراء في مسابقة كأس العالم، حيث شهدت النسخة التي أقيمت في اسبانيا أجواء شهر رمضان المبارك التي شهدت مشاركة منتخبي الكويت والجزائر كممثلي العرب آنذاك، فيما تخلل الايام الاولى لمونديال المكسيك، وجود الايام العشرة الاواخر من شهر رمضان بمشاركة منتخبات الجزائر والعراق والمغرب، ويعد الدور الثاني من مونديال البرازيل 2014 النسخة الثالثة التي يتخللها شهر رمضان المبارك.

شهر الانتصارات التاريخية
وكما أشتهر سابقا باعتباره شهر الفتوحات العروبية والاسلامية، فقد شهد مونديال اسبانيا 1982 مشاركة لن تنسى للمنتخب الجزائري الذي دوّن انتصارين خالدين في الذاكرة الأول كان على حساب المانيا الغربية 2-1 والثاني تشيلي 3-2 في الدور الأول من المسابقة، فرفع الأخضر الجزائري راية العرب وخفقت في تلك النسخة.

الجميل في الامر ان المنتخب الجزائري في تلك النسخة عاش أجواء الصيام ورمضان وحدثت معه العديد من الشواهد التاريخية التي لا يزال أبناء الصحراء يتذكرونها جيداً.

ففي موقعة المانيا الصعبة سجل رابح ماجر ولأخضر بلومي هدفي الجزائر التاريخيين قبل ان يتعرض ممثل العرب في المجموعة لهزيمة صعبة امام النمسا، لكن العزف العربي عاد ليطرب في لقاء تشيلي الذي شهد تألقاً لافتا لأبناء الجزائر حيث سجل صالح عصاد (هدفين) وتاج بن سحاولة اهداف الجزائر، فكانت الصدمة الكبرى أو ما يعرف بـ "فضيحة خيخون" حين فازت المانيا على النمسا بهدف على إستاد خيخون وتأهلا معاً للدور الثاني!

وخرجت الكويت الممثل الثاني للعرب في البطولة ذاتها من الدور الاول بتعادل مع تشيكوسلوفاكيا ونقطة وحيدة لم تلب الطموحات لكنها قدمت أداء لافتاً في المونديال خصوصا امام إنجلترا.

فتوى الإفطار..وانتقام رباني!
تناقلت وسائل الاعلام الجزائرية في مونديال اسبانيا اخبار المنتخب في شهر الصيام فمنها من ذهبت الى القول ان قوة الجزائر ضعفت امام النمسا بسبب الصيام، وقد كان لفتوى الإفطار في رمضان وقع سيئ على زملاء بلومي وماجر نتيجة للوازع الديني الشديد آنذاك، رغم أن لاعبي الجزائر تلقوا فتوى واضحة تجيز لهم الإفطار كون تمثيلهم للوطن يوضع في خانة الجهاد، بيد أن عددا من اللاعبين لم يعيروها اهتماما في بادئ الأمر، ليحدث جدال غير معلن نتيجة لتأنيب الضمير الذي انتاب بعض العناصر الوطنية رغم جواز الإفطار.

ولم يهنأ الجزائريون بانتصار المانيا، بعد الهزيمة النمسوية لكن ردة الفعل كانت قوية حين أكد العديد من الجزائريين ان الاقصاء من المونديال والتآمر الألماني النمسوي كان بمثابة (الانتقام الالهي) للإفطار في رمضان دون عذر.

1986 وانتصارات المغرب
تصادف مونديال 1986 مع بدء الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان في كأس العالم بالمكسيك، ووسط درجات حرارة عالية شاركت المغرب والجزائر والعراق، وكان "مكسيكو" بحق ابداعاً خالداً للمغاربة الذين كانوا أول منتخب عربي وإفريقي يتأهل للدور الثاني.

بلوغ المغاربة الدور الثاني على حساب منتخبات بولندا وانكلترا والبرتغال في شهر رمضان، والإنجاز دوّن في لقاء ألمانيا الغربية حين ودع ممثل العرب مرفوع الرأس بخسارته بصعوبة 0-1 في الدقائق الأخيرة، وأشادت الصحف العالمية بعد الخسارة بالخروج المشرف للمنتخب المغربي وكان المونديال انطلاقة جديدة للاعبيه نحو الاحتراف منهم الزاكي (مايوركا الاسباني) ومحمد التيمومي (مورثيا الاسباني) وعزيز بودربالة (ماترا راسينغ الفرنسي) ومصطفى الحداوي (سانت اتيان الفرنسي).

من جديد تكرر الامر مع الجزائر في مونديال المكسيك وشاركوا في رمضان مرة أخرى، بقيادة رابح سعدان وفي تلك الأيام كان الصيام في منتهى الصعوبة على اللاعبين نظرا لطبيعة واجواء المكسيك المناخية الحارة والرطوبة الشديدة، فأفطر عدد كبير من اللاعبين أمام ايرلندا الشمالية ثم في مباراة البرازيل بناء على فتوى الإمام محمد الغزالي.

ولم تكن المشاركة العربية قوية بالنسبة للعراق الذي خرج بلا أي نقطة من الدور الأول.

المساهمون