يكتسي رمضان صبغة خاصة عند السودانيين، فهو شهر التعبد والذكر والحسنات، ومناسبة أيضا لممارسة عاداتهم الاجتماعية المتوارثة من تبادل الزيارات وإطعام الطعام، وتقاسم الإفطارات في جو من التضامن والتكافل الاجتماعي.
كاميرا "العربي الجديد" التقت بالسبعيني الشيخ خلف الله عمر، وشاركته مائدة الإفطار التي يقيمها في الساحة، ويتجمع حولها جيرانه، في جو أسري يضم كل الأحبة، خاصة كبار السن الذين يحرصون على تقاليد وعادات رمضان التي تميزه عن أشهر العام.
ويقول الرجل السبعيني إن أهم العادات عند السودانيين خلال هذا الشهر هو إفطار الصائمين، وتوقيف السيارات التي تمر بجوار قراهم وبيوتهم، حتى باتت هذه العادة تميز السودانيين عن غيرهم، كما أنها تنتشر في القرى والمدن والأسواق.
ويشير الشيخ خلف الله إلى أن رمضان هو الشهر الذي يتشارك فيه الجميع سواء المسؤول أو الفقير شرب العصير نفسه، "الحلو مر"، وهو مشروب رمضاني يصنع من دقيق الذرة ومجموعة من التوابل يتم خلطها وصنع رقائق منه تسمى "عواسة الأبري"، وعند إعداد المشروب بشكل نهائي يتم وضع لفافات الأبري في الماء لمدة 6 ساعات لتتشبع المياه بمكوناته، ثم يصفى ويضاف له السكر ويقدم باردا للصائمين.
ويحرص السودانيون أيضا عند السحور على إعداد "الرقاق" مع الحليب الساخن، وهو عبارة عن دقيق قمح مبشور ونشا وحليب يخبز على صاج على شكل رقائق كبديل عن رقائق الفطور الجاهزة، كما يقول الشيخ خلف موضحا أن السودانيين يفضلون إعداد الحلويات كذلك في هذا الشهر كالكنافة والبسبوسة وبلح الشام.
ويلفت إلى أنه بعد وجبة الإفطار يحرص السودانيون على تناول القهوة ثم يقضون بعض الوقت قبل الذهاب إلى صلاة التراويح، كما أن جميع السودانيات يفضلن صلاة التراويح في المساجد خلال الشهر الكريم.
وعن الأطفال يؤكد الشيخ خلف الله أن السودانيين لا يزالون يعتمدون على تعليم الأطفال الصيام منذ الصغر ويشجعونهم من خلال تقديم الهدايا، كما يقدمون الإفطار والطعام للأطفال قبل الكبار، وذلك تكريما لهم لصمودهم على الصيام، أما الشباب فيشاركون في الظاهرة الاجتماعية التي تعرف بفاعل خير، حيث يقف مجموعة منهم على الطرقات البعيدة عن المنازل لتقديم وجبة إفطار خفيفة للمارة وكذلك الذين يتنقلون في المواصلات العامة أو الخاصة والذين فاتهم الإفطار في منازلهم.
(العربي الجديد)
دلالات