رمضان السودان... إفطارات جماعية وعادات متوارثة

08 يونيو 2018
0AEB7D91-B54E-4803-B279-4E8BE66C2261
+ الخط -
يكتسي رمضان صبغة خاصة عند السودانيين، فهو شهر التعبد والذكر والحسنات، ومناسبة أيضا لممارسة عاداتهم الاجتماعية المتوارثة من تبادل الزيارات وإطعام الطعام، وتقاسم الإفطارات في جو من التضامن والتكافل الاجتماعي.

كاميرا "العربي الجديد" التقت بالسبعيني الشيخ خلف الله عمر، وشاركته مائدة الإفطار التي يقيمها في الساحة، ويتجمع حولها جيرانه، في جو أسري يضم كل الأحبة، خاصة كبار السن الذين يحرصون على تقاليد وعادات رمضان التي تميزه عن أشهر العام.

ويقول الرجل السبعيني إن أهم العادات عند السودانيين خلال هذا الشهر هو إفطار الصائمين، وتوقيف السيارات التي تمر بجوار قراهم وبيوتهم، حتى باتت هذه العادة تميز السودانيين عن غيرهم، كما أنها تنتشر في القرى والمدن والأسواق.

ويشير الشيخ خلف الله إلى أن رمضان هو الشهر الذي يتشارك فيه الجميع سواء المسؤول أو الفقير شرب العصير نفسه، "الحلو مر"، وهو مشروب رمضاني يصنع من دقيق الذرة ومجموعة من التوابل يتم خلطها وصنع رقائق منه تسمى "عواسة الأبري"، وعند إعداد المشروب بشكل نهائي يتم وضع لفافات الأبري في الماء لمدة 6 ساعات لتتشبع المياه بمكوناته، ثم يصفى ويضاف له السكر ويقدم باردا للصائمين.

ويحرص السودانيون أيضا عند السحور على إعداد "الرقاق" مع الحليب الساخن، وهو عبارة عن دقيق قمح مبشور ونشا وحليب يخبز على صاج على شكل رقائق كبديل عن رقائق الفطور الجاهزة، كما يقول الشيخ خلف موضحا أن السودانيين يفضلون إعداد الحلويات كذلك في هذا الشهر كالكنافة والبسبوسة وبلح الشام.

ويلفت إلى أنه بعد وجبة الإفطار يحرص السودانيون على تناول القهوة ثم يقضون بعض الوقت قبل الذهاب إلى صلاة التراويح، كما أن جميع السودانيات يفضلن صلاة التراويح في المساجد خلال الشهر الكريم.


وعن الأطفال يؤكد الشيخ خلف الله أن السودانيين لا يزالون يعتمدون على تعليم الأطفال الصيام منذ الصغر ويشجعونهم من خلال تقديم الهدايا، كما يقدمون الإفطار والطعام للأطفال قبل الكبار، وذلك تكريما لهم لصمودهم على الصيام، أما الشباب فيشاركون في الظاهرة الاجتماعية التي تعرف بفاعل خير، حيث يقف مجموعة منهم على الطرقات البعيدة عن المنازل لتقديم وجبة إفطار خفيفة للمارة وكذلك الذين يتنقلون في المواصلات العامة أو الخاصة والذين فاتهم الإفطار في منازلهم. 

(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.
الصورة

سياسة

كوارث هائلة لا تزال حرب السودان تتسبب بها بعد مرور عام على اندلاعها. مقدار المآسي وغياب آفاق الحل والحسم يفاقمان هشاشة أحوال هذا البلد.