رمضان أفغانستان وسط الفقر والعنف
كابول
كان المسن الأفغاني محمد ظاهر ينوي استدانة بعض المال، بحسب أصدقائه، لشراء ما تحتاج إليه أسرته خلال شهر رمضان الفضيل. لكنّه لم يكن يعرف أن الموت ينتظره. خرج ظاهر (72 عاماً) من منزله قبل نحو أسبوعين، وبدأ عمله في مكتبه في مدينة جلال أباد شرق أفغانستان. في الساعة الحادية عشرة والنصف تماماً، تعرض المكتب لهجوم انتحاري، وكان محمد ظاهر من بين الذين قتلوا في ذلك اليوم.
لم يكن في جيبه إلا 60 روبية (أقل من دولار)، وهي العملة الرائجة في مدينة جلال أباد، وصورة ابنه الذي قتل في الحروب الأهلية، بالإضافة إلى بعض الأوراق التي فيها عناوين وأرقام هواتف. بقيت أسرة محمد ظاهر من دون أب لتعاني من الفقر وألم الفراق في وقت واحد.
هكذا استقبل الأفغان شهر رمضان في أجواء من العنف والألم والحسرة، بالإضافة إلى الفقر. فحركة "طالبان" تُواصل عملياتها في كلّ مكان، وتستهدف كل ما هو حكومي أينما كان. وفي النتيجة، يدفع المواطن ثمناً باهظاً. العمليات الانتحارية تمتد إلى كل ربوع البلاد، خصوصاً العاصمة كابول. في هذا الإطار، يقول محمد سمير، أحد وجهاء منطقة تيمني في العاصمة كابول: "في ظل أجواء الحرب والأسى نسينا كل ما يدور حولنا، ونسينا أننا نستقبل الشهر الفضيل، وهذا ينطبق على معظم الأفغان". يضيف: "في الأعوام الماضية، كانت الأحوال أحسن نسبياً. وكنا نستعد لاستقباله على الرغم من المشاكل التي نواجهها. هذا العام، ومنذ أعلنت طالبان عمليات الخندق، تغيّرت الأحوال كثيراً وغاب الاستقرار تماماً، خصوصاً أنّ الهجمات طاولت الأماكن العامة، وباتت تشمل كافة الأماكن التي يقصدها المواطن".
اقــرأ أيضاً
ويشير سمير إلى ما حدث مؤخراً في منطقة شهر نو قلب العاصمة. ذلك اليوم، خرج لشراء بعض الأغراض. فجأة سمع أصوات سيارات الاستخبارات والشرطة التي كانت تحيط المنطقة من كل حدب وصوب. ومن خلال مكبرات الصوت، طلبت من الناس الموجودين الخروج من المنطقة بسبب تهديدات أمنية. ويذكر الرجل أن "قوات الأمن أغلقت كل الطرقات وأخلت المباني التجارية والخاصة التي فيها مكاتب ومحال تجارية، ثم أغلقت الطرقات المؤدية إلى المنطقة وبدأت عمليات تفتيش". ويسأل سمير أنّه "في ظل هذه الأجواء، كيف نعرف فرحة الشهر الفضيل"؟ ويلفت إلى أن "القتل وأعمال العنف المتزايدة هذه الأيام أثرا على حياتنا كلها. لذلك، لا نشعر بفرحة رمضان ولا نستعد لاستقباله". هكذا يستقبل معظم الأفغان شهر رمضان الفضيل في أجواء من القتل والعنف والخوف.
ليست أعمال العنف وحدها التي تنسي الأفغان شهر رمضان، بل الفقر المدقع أيضاً. ولا يمكن لشريحة كبيرة من الأفغان تأمين الوجبات الثلاث، بحسب إحصائية جديدة. هؤلاء يكتفون بوجبة واحدة. وفي ظلّ ارتفاع نسبة البطالة من جهة، وارتفاع الأسعار من جهة أخرى، برزت مشاكل كبيرة بين عامة المواطنين. ولا يمكن للمواطنين استقبال شهر رمضان وشراء كل ما يحتاجون إليه من مواد غذائية وغيرها، في ظل الفقر والبطالة والغلاء.
ويقول محمد محسن، أحد التجار في كابول، إن هناك مشكلتين: الأولى هي الفقر المستشري، خصوصاً في المناطق النائية، حيث مصدر الدخل الأساسي هو الزراعة التي تأثرت كثيراً بحكم الحروب المستمرة، والمشكلة الثانية هي الغلاء نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأميركي. وفي النتيجة، بات صعباً جداً أن يستعد الأفغان لشهر رمضان الكريم، كما يريدون.
اقــرأ أيضاً
وثمة ارتفاع في أسعار الفاكهة والأطعمة اليومية كالأرز والطحين والزيت وغيرها مع قدوم شهر رمضان الكريم. والسبب هو استغلال التجار لهذا الشهر بذريعة ارتفاع قيمة الدولار. أما عدم وجود رقابة من قبل الحكومة، فيشجع التجار على فعل هذا.
ويقول التاجر محمد منير: "الناس لا يخافون الله، ولا يراعون حالة هذا الشعب المسكين ولا فضيلة رمضان الكريم، بل همهم الوحيد هو جمع المال لا أكثر". يضيف أن "غياب الرقابة الحكومية يساعد هؤلاء، إذ إن الأسعار مختلفة. كل تاجر يضع الأسعار كما يريد، ما يدل على ضعف رقابة البلدية".
لم يكن في جيبه إلا 60 روبية (أقل من دولار)، وهي العملة الرائجة في مدينة جلال أباد، وصورة ابنه الذي قتل في الحروب الأهلية، بالإضافة إلى بعض الأوراق التي فيها عناوين وأرقام هواتف. بقيت أسرة محمد ظاهر من دون أب لتعاني من الفقر وألم الفراق في وقت واحد.
هكذا استقبل الأفغان شهر رمضان في أجواء من العنف والألم والحسرة، بالإضافة إلى الفقر. فحركة "طالبان" تُواصل عملياتها في كلّ مكان، وتستهدف كل ما هو حكومي أينما كان. وفي النتيجة، يدفع المواطن ثمناً باهظاً. العمليات الانتحارية تمتد إلى كل ربوع البلاد، خصوصاً العاصمة كابول. في هذا الإطار، يقول محمد سمير، أحد وجهاء منطقة تيمني في العاصمة كابول: "في ظل أجواء الحرب والأسى نسينا كل ما يدور حولنا، ونسينا أننا نستقبل الشهر الفضيل، وهذا ينطبق على معظم الأفغان". يضيف: "في الأعوام الماضية، كانت الأحوال أحسن نسبياً. وكنا نستعد لاستقباله على الرغم من المشاكل التي نواجهها. هذا العام، ومنذ أعلنت طالبان عمليات الخندق، تغيّرت الأحوال كثيراً وغاب الاستقرار تماماً، خصوصاً أنّ الهجمات طاولت الأماكن العامة، وباتت تشمل كافة الأماكن التي يقصدها المواطن".
ويشير سمير إلى ما حدث مؤخراً في منطقة شهر نو قلب العاصمة. ذلك اليوم، خرج لشراء بعض الأغراض. فجأة سمع أصوات سيارات الاستخبارات والشرطة التي كانت تحيط المنطقة من كل حدب وصوب. ومن خلال مكبرات الصوت، طلبت من الناس الموجودين الخروج من المنطقة بسبب تهديدات أمنية. ويذكر الرجل أن "قوات الأمن أغلقت كل الطرقات وأخلت المباني التجارية والخاصة التي فيها مكاتب ومحال تجارية، ثم أغلقت الطرقات المؤدية إلى المنطقة وبدأت عمليات تفتيش". ويسأل سمير أنّه "في ظل هذه الأجواء، كيف نعرف فرحة الشهر الفضيل"؟ ويلفت إلى أن "القتل وأعمال العنف المتزايدة هذه الأيام أثرا على حياتنا كلها. لذلك، لا نشعر بفرحة رمضان ولا نستعد لاستقباله". هكذا يستقبل معظم الأفغان شهر رمضان الفضيل في أجواء من القتل والعنف والخوف.
ليست أعمال العنف وحدها التي تنسي الأفغان شهر رمضان، بل الفقر المدقع أيضاً. ولا يمكن لشريحة كبيرة من الأفغان تأمين الوجبات الثلاث، بحسب إحصائية جديدة. هؤلاء يكتفون بوجبة واحدة. وفي ظلّ ارتفاع نسبة البطالة من جهة، وارتفاع الأسعار من جهة أخرى، برزت مشاكل كبيرة بين عامة المواطنين. ولا يمكن للمواطنين استقبال شهر رمضان وشراء كل ما يحتاجون إليه من مواد غذائية وغيرها، في ظل الفقر والبطالة والغلاء.
ويقول محمد محسن، أحد التجار في كابول، إن هناك مشكلتين: الأولى هي الفقر المستشري، خصوصاً في المناطق النائية، حيث مصدر الدخل الأساسي هو الزراعة التي تأثرت كثيراً بحكم الحروب المستمرة، والمشكلة الثانية هي الغلاء نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأميركي. وفي النتيجة، بات صعباً جداً أن يستعد الأفغان لشهر رمضان الكريم، كما يريدون.
وثمة ارتفاع في أسعار الفاكهة والأطعمة اليومية كالأرز والطحين والزيت وغيرها مع قدوم شهر رمضان الكريم. والسبب هو استغلال التجار لهذا الشهر بذريعة ارتفاع قيمة الدولار. أما عدم وجود رقابة من قبل الحكومة، فيشجع التجار على فعل هذا.
ويقول التاجر محمد منير: "الناس لا يخافون الله، ولا يراعون حالة هذا الشعب المسكين ولا فضيلة رمضان الكريم، بل همهم الوحيد هو جمع المال لا أكثر". يضيف أن "غياب الرقابة الحكومية يساعد هؤلاء، إذ إن الأسعار مختلفة. كل تاجر يضع الأسعار كما يريد، ما يدل على ضعف رقابة البلدية".