رقص نوبي على "إيقاع الأنتنوف"

06 سبتمبر 2014
لقطة من الفيلم
+ الخط -

يشارك الشريط السوداني "على إيقاع الأنتنوف"، لهشام حجوج، تحت فئة الوثائقيات، في الدورة 39 من "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي" التي انطلقت أول أمس الخميس وتستمر حتى الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري.

يتناول الشريط، الذي صُوِّر في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق، التي تعاني من الحرب منذ عام 2011؛ ما يتعرّض له المواطنون العزّل هناك من قتل وتعذيب وتشريد ونزوح وتهجير. كما يعكس واقع الموسيقى والهويَّة في مناطق النزاع تلك، كاشفاً مستويات الدمار الذي آلت إليه المجتمعات هناك، نتيجة للحرب، ومحاولاً تحليل الأبعاد الثقافية للصراع الدائر في السودان.

"على إيقاع الأنتنوف" (ساعة وخمس دقائق) - وهو على الأرجح أول فيلم سوداني يشارك في "تورنتو" - يعالج المفارقة بين الموسيقى التقليدية التي يعزفها أبناء النيل الأزرق والنوبة، وبين صوت طائرات الأنتنوف التي استخدمتها الحكومة لقصف القرى والمدن هناك.

يفشي الفيلم، بإتقانٍ سينمائي، المسكوت عنه من انتهاكات يرزح تحت وطأتها إنسان تلك المناطق، كاشفاً عن معاناة المواطنين فيها، وكيفية مواجهتهم للحرب الأهلية، وتحويرهم للخوف من الطائرات روسية الصُّنع التي تقصفهم إلى عمل فني. فالموسيقى المحلية بإيقاعاتها المختلفة في جبال النوبة والنيل الأزرق، والتي طالما كانت واحدة من مرتكزات الحياة اليومية، اكتسبت دوراً إضافياً في تصِّدي المجتمع ومناهضته للحرب، من وجهة نظر الشريط.

من جهتها، تشتهر منطقة جبال النوبة، غرب السودان، بأصالة وغنى الفنون الشعبية وتنوّعها هناك، لا سيما الغناء والرقص اللذين يحضران في كل المناسبات في ما يشبه طقساً مقدساً. ويحاول "على إيقاع الأنتنوف" أن يمجّد هذا الطقس الحيوي الذي يرتبط بكل نشاطات سكان جبال النوبة، حتى في ظل ما يتعرضون له من محاولات تصفية، ورمزها طائرة الأنتنوف. وكأن شعب جبال النوبة يقول بإنه يبعث الحياة من الموت عبر الرقص والغناء بوصفهما سلاحاً ضد القصف والقتل.

هشام حجوج، المقيم في أميركا، والناشط في حركة "قرفنا" الشبابية المعارضة التي تكوّنت في عام 2009، تنقل بين الرسم والتلوين والتصوير الفوتوغرافي، والتحرير، إلى جانب إخراجه العديد من الأفلام الوثائقية في مناطق النزاع، منها "هيكل دارفور" الذي ناقش تأثير الحرب الدائرة في الإقليم منذ عام 2003، عبر ثلاث قصص محورية يرويها سكان دارفور أنفسهم. شريط حجوج الذي يعد إضافة لمكتبة السينما السودانية، سينتقل من "تورنتو" إلى أمستردام للمشاركة في مهرجانها الدولي للأفلام الوثائقية الذي ينطلق في التاسع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

نشير أخيراً إلى أن قطاع السينما في السودان الذي أُهمل فترةً طويلة، بدأ مؤخراً بنفض الغبار عنه والانتعاش، من خلال جهود مجموعة من الشبان والشابات الذين ينشطون في هذا المجال، لا سيّما عبر مؤسسة "سودان فيلم فاكتوري" ومجموعة "سينما الشباب".

دلالات
المساهمون