قررت إحدى البلديات الهولندية الواقعة شمال مدينة إيندهوفين وقف عملية إسكان لأربعة شبان سوريين حاصلين على حق اللجوء والإقامة. بعد احتجاجات دعوا لها تضامنا مع زوجين هولنديين ناجيين من اعتداء سوسة الإرهابي العام الماضي. وأعلنت البلدية في بيان أنها اهتمت بالحالة الخاصة للزوجين، وأنها ستسعى لتأمين مسكن بديل للشبان الأربعة.
كان سكان الحي قد أعربوا عن مخاوفهم وقلقهم من إسكان أربعة شبان قادمين من بلاد تشهد حربا بالقرب من زوجين مصابين بحالة تروما نتيجة اعتداء إرهابي، واعتصموا اعتراضاً على قرار البلدية، وألقوا حجارة على النوافذ وخطوا عبارات ترفض إسكان اللاجئين، ما دفع الشرطة للتدخل من أجل فك الاعتصام وضبط النظام العام.
بعد استماع عمدة مدينة "هازدين" لقصة الزوجين اتخذ قرارا بتجميد عملية إسكان شبان لاجئين. وقال العمدة في تعقيب صحافي إن الزوجين الهولنديين حظهما كان سيئا بالتعرض لحادث إرهابي، "لكن عليهما التعامل مع الأمر الآن". ونقل عن الزوجين نفيهما وجود دوافع عنصرية بموقفهم المعترض على إسكان لاجئين رجال، وبأنهم لا يمانعون إسكان عائلة سورية في المنزل لاحقا.
آلاف اللاجئين حاليا ينتظرون إسكانهم خارج مراكز الاستقبال. والاحتجاجات على إسكان لاجئين تكررت في عدد من المدن والبلدات، خاصة الريفية منها وذات الكثافة السكانية المحدودة، في بعض تلك البلديات تواجه السلطات موقفا متحدا من سكان البلدة يرفض إسكان لاجئين أو إنشاء مركز استقبال بالقرب منها، بعض تلك البلديات قد تدفع غرامات مالية واقتصادية نتيجة موقفها الرافض.
واللافت في عدد لا بأس منها توقفها وتحولها حين يتم إشغال المنزل من قبل عائلة. ففي شهر مارس/ آذار الماضي اندلعت احتجاجات عنيفة في مدينة "أوز" القريبة من "هازدين"، ونددت البلدية بأعمال العنف التي صاحبت تلك الوقفات الاحتجاجية، ثم لاحقا أوقفتها بدعوى "الإزعاج العام"، وبعد سكن عائلة لمنزل شهد احتجاجات على خطط إشغاله من قبل ثلاثة شبان، تبدلت أجواء الحي، وتنفس الاحتقان بحسب ما نقلت البلدية ووسائل إعلام محلية، وأعرب عدد من المحتجين السابقين رضاهم عن "جيرانهم" الجدد، وتبددت مخاوفهم وهواجسهم السابقة.