الصحافي المصري المعتقل حسن القباني يرسل رسالةً على "ورق حمّام"

13 يونيو 2017
القباني معتقل منذ 2015 (فيسبوك)
+ الخط -
أرسل الصحافي المصري المعتقل، حسن القباني، رسالة جديدة على ورق مناديل "حمام"، من محبسه في سجن العقرب، الذي يصفه بـ"مقبرة الأحياء".

وقال القباني، في الرسالة التي تداولتها أسرته وأصدقاؤه "من مقبرة الأحياء المعروفة باسم سجن العقرب أكتب إليكم على منديل ورق تواليت من داخل قفص زجاحي في انتظار قاضٍ ينظر تجديد خطفي خارج إطار القانون، بعد انتهاء مدة حبسي الاحتياطي في يناير/كانون الثاني 2017، عقب مرور عامين ويزيد في سجن العقرب".

وتابع: "أقبع في زنزانتي الانفرادية رقم 5 بعنبر 2 في سجن العقرب، تلك الزنزانة الجرداء ذات الباب الفولاذي والقفل الحصين الذي يقدر بنحو 20 ألف جنيه، والتي أجلس فيها طيلة 24 ساعة يوميا منذ بدء التجريدة في 22 من مايو/أيار 2017، حيث الفصل الثاني من برنامج التعذيب الممنهج ضدي وضد أمثالي من رهائن الديمقراطية والحرية، والتي كان فصلها الأول في يناير/كانون الثاني 2015، حيث كنت الصحافي الوحيد في مصر الذي حُبس في زنزانة مظلمة مغلقة لمدة 11 شهرا، حتى أصبحت بعدها ضمن مئات من المعتقلين أصحاب الملفات الطبية الحرجة في عيادة السجن المتهالكة، رغم أنني كنت لا أتعامل مع الأطباء قبل دخولي مقبرة الأحياء المسماة بسجن العقرب".

وعن حكاية العقرب، قال "العقرب.. هذه البقعة الصامدة والمضيئة في تاريخ النضال الوطني المصري تكلف الشعب المصري عشرات الملايين من الجنيهات من دون مبرر، ويشرف عليها جهات عليا بدأت تتصارع أخيرا حول جدوى برامج القتل البطيء في ظل الصمود المتواصل، حيث شهدت هذه البقعة ممانعة وصمودا من رهائن الحرية والمعتقلين كلفهم أكثر من 10 شهداء، وامتداد الأمراض لتشمل الجميع، وسط ممارسات غير طبية متأثرة بالتعليمات والسياسات وزيارات صورية من لجان حقوق إنسان رفضناها في حينها".

واستطرد "لقد انضممت لعضوية هذه البقعة الصامدة في يناير/كانون الثاني 2015 بتهمة الانضمام للجماعة الصحافية وممارسة مهنتي بشطارة، حسبما قاله مسؤول أمني لي، وصرت الآن واحدا من المختطفين خارج إطار القانون، وأستطيع القول إن برامج التعذيب البدني والنفسي والتجويع والحصار والإهلاك والتعجيز والتسميم في سجن العقرب تتم وفق برنامج ممنهج وبتعليمات عليا بغرض القتل أو التعجيز، وأعتقد أن ما نُشر لم ينقل سوى أقل من 10% من الحقائق الموجعة، وهناك مئات الحالات التي تعاني من إهمال طبي صارخ، منها بجواري كل من الأساتذة: عيد دحروج، وعصام سلطان، ود. صفوت حجازي، وم. إبراهيم أبو عوف، وم. عمرو زكي، وم. جهاد الحداد، والزميل الكبير هشام جعفر، وم. جمال عشري، ومصطفى عبد العظيم، وخليل العقيد، وعبد الحكيم إسماعيل، وأحمد عارف".

"الضريبة الغالية"، عنوان جانبي في رسالة القباني، قال عنها "إن فريق الأزمة الذي اغتصب الوطن ويتجمّل أمام الخارج ويزعم حمايته حقوق الإنسان ورعايته للحريات والأمن والسلم الاجتماعي والقانون، تحت تأثير الوهم الحاكم لتصوراته المريضة والبدائية، هو نفسه الذي يمارس جرائم ضد الإنسانية وألغى الديمقراطية وآلياتها ونتائجها ولاحقَ كلَ أنصارها من مختلف الاتجاهات، وجرّ مؤسسات الوطن، خاصة القوات المسلحة التي خدمت في أحد أكثر مواقعها أهمية، إلى مسار استنزافي غير مقبول ومؤسف، كما سمح بعمى بصره وبصيرته بطغيان الإرهاب والعنف على المشهد برمته بعد مذابح مروعة".

"كصحافي محبّ لوطنه دفع ضريبة غالية، ولا يزال، من أجل إعلاء الحقوق والقانون، مستعد أن أصمد مزيدا من الوقت حتى تنعم مصر باستقرار دائم قائم على حلول عاقلة لا على مساومات مجحفة ومرفوضة تُعرض من وقت لآخر"، هكذا اختتم القباني رسالته، قبل أن يسأل القارئين الدعاء وبذل الجهد لمساعدته في الخروج من السجن.

يذكر أن أجهزة الأمن المصرية كانت قد ألقت القبض على القباني، في الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني 2015، ووجهت له النيابة تهم "الاشتراك في جريمة التخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية، والانقلاب على الدستور والنظام الجمهوري، والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون".


المساهمون