رسائل الكرز.. سلاف فواخرجي تحلم بتحرير القدس

09 سبتمبر 2015
شاركها غسان مسعود بطولة العمل (فيسبوك)
+ الخط -


لا تكتمل قصة حب في هضبة الجولان بين شاب وفتاة بالزواج، إذ تقوم حرب يونيو/حزيران 1967 فيذهب الشاب إلى الجبهة، ثم تتوالى الحروب وخيبات أمل وخسارات فيفترقان ثم يكون لقاؤهما في المشيب فاتراً بعد انكسار الأرواح.

ويبدأ فيلم (رسائل الكرز) بمشهد ولادة البطل تزامناً مع استقلال سورية يوم 17 أبريل/نيسان 1946، وفي اليوم نفسه ووفقا للتقاليد يزرع له أبوه شجرة كرز يتم دفن حبله السري تحتها، فينموان معاً هو والشجرة وتنمو مع الصبي قصة بطلتها جارته، ويتعاهدان تحت شجرة الكرز على الزواج دون أن ينسى أن أباه مات وهو يحلم بأن "يحرر فلسطين"، ولم يكن يدري أن حرباً أخرى ستنتهي باحتلال الجولان أيضا.

ففي حرب 1967 احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية العربية. ويشارك الشاب في الحروب على أمل الوفاء بعهده مع نفسه ومع خطيبته، حيث لم تنقطع بينهما "رسائل الكرز" التي تصير نوعا من العزاء ومجرد ذكريات مثل أغنيات أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ فلا تصلح النفوس المهزومة لإقامة حياة.

وعرض فيلم (رسائل الكرز) ضمن مسابقة (نور الشريف للفيلم العربي الروائي الطويل) بمهرجان الإسكندرية السينمائي، لدول حوض البحر المتوسط بحضور نخبة من الفنانين، منهم الممثل السوري دريد لحام والكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن وسلاف فواخرجي كمخرجة لـ"رسائل الكرز" في أولى تجاربها الإخراجية.

ويرصد الفيلم الذي يبلغ طوله 90 دقيقة، كيف فوجئ جيل شهد استقلال سورية بنكبة فلسطين عام 1948، لكنه عاش "حلم تحرير فلسطين" كما يردد بطل الفيلم الممثل السوري غسان مسعود، وهو ما سيقوله لاحقاً عبر الإذاعة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد خلال حرب 1973، وإن لم يتوقف الفيلم كثيرا أمام الأحداث والوقائع السياسية المباشرة. ولكن الفيلم يصور يد الفتاة التي كانت تعتصر حبات الكرز فيسيل منها ما يشبه الدم، بعد أن استبدل بالكرز سلكا شائكا يفصل قرى الجولان، فتقبض عليه الفتاة المحرومة من بلوغ شجرة الكرز القديمة فيسيل من يديها الدم.

اقرأ أيضاً: سلاف فواخرجي..نجمة النظام السوري وجيشه

المساهمون