ردم نفق العروبة ضمن مسلسل تشويه مصر الجديدة

استمراراً لمسلسل تشويه حي مصر الجديدة التاريخي، شرقي العاصمة القاهرة، أعلنت الإدارة العامة لمرور القاهرة، الخميس، إغلاق نفق العروبة بطريق صلاح سالم نهائياً، إلى حين الانتهاء من أعمال ردمه، تمهيداً لتحويله إلى مسطح، وكذا مواصلة العمل على إنشاء كوبري الميرغني الجديد أعلاه، بدعوى تحقيق السيولة المرورية المطلوبة.

وأشارت الإدارة العامة للمرور إلى إغلاق نفق العروبة اعتباراً من الساعة التاسعة من مساء الخميس بشكل كامل على مدار الـ24 ساعة، وذلك لمدة 9 أيام، حتى الانتهاء من عمليات ردمه، وتوسيع الطريق، مدعية أن النفق كان به عيوب فنية تسببت في غرقه في أوقات الأمطار الشديدة والسيول، وبالتالي غرق العديد من السيارات داخله.

ويأتي ردم النفق، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1983، في إطار ما يسمى بـ"مشروع تطوير مصر الجديدة"، والذي يستهدف القضاء على جميع المناطق الخضراء في هذا الحي، مقابل إنشاء مجموعة من الجسور التي تسهل حركة المرور إلى العاصمة الإدارية الجديدة، الأمر الذي يُثير حالة من الغضب لدى أغلب السكان خلال الأشهر الأخيرة.

ويربط نفق العروبة بين شارعي الطيران ويوسف عباس ومحور العروبة، بإجمالي طول 1750 متراً، ويبلغ الجزء المغطى منه حوالي 780 متراً بارتفاع 4.8 أمتار، وعرض 13 متراً، والمداخل والمخارج بعرض 8 أمتار، ويضم المشروع نفقين للمشاة الأول بطول 70 متراً، والثاني بطول 50 متراً، بالإضافة إلى مراعاته كافة متطلبات أعمال مكافحة الحريق، والمراقبة، وصرف مياه الأمطار.

من جهته، قال رئيس حي مصر الجديدة، حسن صفوت، إنه من المقرر الانتهاء من أعمال ردم النفق، ورصف مكانه، بعد انتهاء إجازة عيد الفطر مباشرة، مشيراً إلى أنه سيتم إجراء التحويلات المرورية اللازمة خلال فترة العمل لعدم تعطيل حركة المواطنين، وذلك حتى الانتهاء من عملية الردم، وتحويل النفق إلى طريق مفتوح.

ويتعرض العاملون، في مصر الجديدة، إلى خطر الموت بشكل يومي مع اضطرارهم إلى اجتياز شوارع الحي التي باتت أكثر اتساعاً نتيجة نزع الأشجار العتيقة، وردم الحدائق والمساحات الخضراء، واستبدالها بجسور وطرقات إسمنتية، من دون إنشاء مطبات صناعية أو إشارات مرورية حفاظاً على أرواح المواطنين، ما يجعل المرور فيها "حادث دهس محتملاً"، حسب روايات الأهالي.

ويعد حي مصر الجديدة أحد أرقى مناطق العاصمة المصرية، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1906، حين وضع البلجيكي البارون إمبان حجر الأساس المعماري على طراز أوروبي، وظل محتفظاً بأشجاره ومبانيه التراثية إلى أن أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعليمات بإنشاء مجموعة كبيرة من الجسور في الحي، تحت ذريعة "الحد من الاختناق المروري".