تُوفي، فجر اليوم السبت، المخرج السوري مروان قنوع، والذي يُعدُّ من رواد الوسط الفني السوري، ومؤسسي نقابة الفنانين، كما كان له دورٌ بارز في إنشاء فرقة مسرح "دبابيس". وهو والد الممثل محمد قنوع، إذْ ترك إرثاً فنياً في عائلة احترفت التمثيل والإخراج وإدارة الإنتاج.
وُلد قنوع في دمشق عام 1946، وظهر الشغف الأول بالمسرح لديه عام 1958 عبر مسرحية "صرخة دمشق"، والتي قدمتها "الفرقة العربية للتمثيل والغناء" مع الفنان الراحل صبري عياد. كما عمل في فرقة "المسرح الحر" لصالح ما عُرف حينها بـ "المجهود الحربي" عام 1969، وقدّم عدة أعمال، منها "شركة الكل" و"لف ودوران". فرقة أخرى من المسرح كانت بانتظار قنوع وهي "فرقة المسرح الطليعي"، وقدم من خلالها مع الكاتب الراحل أحمد قبلاوي والمخرج الفنان طلحت حمدي أعمالا كثيرة، منها: "ليلة ما بتتعوض" و"أول فواكي الشام يا فانتوم" و"طرة ولا نقش".
"مسرح دبابيس"
ساهم قنوع عام 1974 في انطلاق مسرح "دبابيس" مع الكثير من الفنانين، ومنهم: هاشم قنوع وأحمد قنوع وعمر قنوع ورفيق سبيعي وفهد كعيكاتي أبو فهمي وأنور البابا أم كامل وميليا فؤاد ويوسف شويري. واستمر في هذه الفرقة مشاركاً في مسرحيات عدة وصل عددها إلى 55 مسرحية، منها "العز للرز" و"بين حانا ومانا" و"المنافيخ". وقد وُصِفَت هذه المرحلة بالفترة الذهبية للمسرح السوري، إذْ تمكنّت الفرقة من وخز السلطة بنقد الفساد والتطرق إلى خطوط سياسية بشكل فني، مع هامش حريات مُنِع عن المسرح السوري فيما بعد.
اقــرأ أيضاً
نحو الإذاعة والتأثير
انتقل بعدها قنوع إلى الإذاعة، وعمل في إذاعة دمشق مخرجاً للبث المباشر، وأسَّس برنامج "معكم على الهواء" عام 1982، والذي يعد واحداً من أبرز البرامج الإذاعية في تاريخ الراديو السوري، حتى إن التلفزيون السوري أعاد إحياء البرنامج تلفزيونياً مطلع الألفينات تكريماً لأهميته. كما عمل قنوع مخرجاً لكثير من المسلسلات الإذاعية والبرامج الإذاعية، ومنها البرنامج المسرحي الإذاعي الذي يهتم بالمسرح المحلي والعربي والعالمي وهو "آفاق مسرحية"، والذي لاقى انتشاراً محلياً؛ كونه عبّر عن المسرح عبر التلفزيون، وناقش قضايا المسرح وتحولاته في إطار إعلامي. وكان قنوع قد صرح، في مقابلة صحفية عام 2008، بأنَّه ابتعد عن التلفزيون لأسباب كثيرة، أهمها انشغاله اليومي بالمسرح والإذاعة، وأنه ليس ممن يغرّهم نجومية الشاشة الصغيرة، بل يؤمن بالاختصاص، ويعمل في اختصاصه بالإذاعة والمسرح.
تكريمات بارزة
شارك مروان قنوع في العديد من المهرجانات العربية، نظراً لاتساع مجالات عمله وما قدّمه من خلالها من أعمال مؤثرة في الحركة الفنية والشارع السوري معاً، ونال العديد من الجوائز الذهبية والفضية والتقديرية في مهرجانات عربية ودولية. ونال جائزة الإبداع الذهبي في مهرجان القاهرة العاشر للإذاعة والتلفزيون، عن المسلسل التاريخي "المرقش الأكبر" للكاتب خالد حموري. وانتقل ليشغل رئيس دائرة التمثيليات في إذاعة دمشق، وهي الدائرة التي تعدُّ النواة الأولى للدراما السورية، فمنها عُرِف أبرز الممثلين الذين حُفِظَت أصواتهم، وغدوا نجومًا للشاشة التلفزيونية. ونعى الفنان السوري محمد قنوع والده عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، قائلاً: "والدي وصديقي وحبيبي المخرج مروان قنوع في ذمة الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
وُلد قنوع في دمشق عام 1946، وظهر الشغف الأول بالمسرح لديه عام 1958 عبر مسرحية "صرخة دمشق"، والتي قدمتها "الفرقة العربية للتمثيل والغناء" مع الفنان الراحل صبري عياد. كما عمل في فرقة "المسرح الحر" لصالح ما عُرف حينها بـ "المجهود الحربي" عام 1969، وقدّم عدة أعمال، منها "شركة الكل" و"لف ودوران". فرقة أخرى من المسرح كانت بانتظار قنوع وهي "فرقة المسرح الطليعي"، وقدم من خلالها مع الكاتب الراحل أحمد قبلاوي والمخرج الفنان طلحت حمدي أعمالا كثيرة، منها: "ليلة ما بتتعوض" و"أول فواكي الشام يا فانتوم" و"طرة ولا نقش".
"مسرح دبابيس"
ساهم قنوع عام 1974 في انطلاق مسرح "دبابيس" مع الكثير من الفنانين، ومنهم: هاشم قنوع وأحمد قنوع وعمر قنوع ورفيق سبيعي وفهد كعيكاتي أبو فهمي وأنور البابا أم كامل وميليا فؤاد ويوسف شويري. واستمر في هذه الفرقة مشاركاً في مسرحيات عدة وصل عددها إلى 55 مسرحية، منها "العز للرز" و"بين حانا ومانا" و"المنافيخ". وقد وُصِفَت هذه المرحلة بالفترة الذهبية للمسرح السوري، إذْ تمكنّت الفرقة من وخز السلطة بنقد الفساد والتطرق إلى خطوط سياسية بشكل فني، مع هامش حريات مُنِع عن المسرح السوري فيما بعد.
نحو الإذاعة والتأثير
انتقل بعدها قنوع إلى الإذاعة، وعمل في إذاعة دمشق مخرجاً للبث المباشر، وأسَّس برنامج "معكم على الهواء" عام 1982، والذي يعد واحداً من أبرز البرامج الإذاعية في تاريخ الراديو السوري، حتى إن التلفزيون السوري أعاد إحياء البرنامج تلفزيونياً مطلع الألفينات تكريماً لأهميته. كما عمل قنوع مخرجاً لكثير من المسلسلات الإذاعية والبرامج الإذاعية، ومنها البرنامج المسرحي الإذاعي الذي يهتم بالمسرح المحلي والعربي والعالمي وهو "آفاق مسرحية"، والذي لاقى انتشاراً محلياً؛ كونه عبّر عن المسرح عبر التلفزيون، وناقش قضايا المسرح وتحولاته في إطار إعلامي. وكان قنوع قد صرح، في مقابلة صحفية عام 2008، بأنَّه ابتعد عن التلفزيون لأسباب كثيرة، أهمها انشغاله اليومي بالمسرح والإذاعة، وأنه ليس ممن يغرّهم نجومية الشاشة الصغيرة، بل يؤمن بالاختصاص، ويعمل في اختصاصه بالإذاعة والمسرح.
تكريمات بارزة
شارك مروان قنوع في العديد من المهرجانات العربية، نظراً لاتساع مجالات عمله وما قدّمه من خلالها من أعمال مؤثرة في الحركة الفنية والشارع السوري معاً، ونال العديد من الجوائز الذهبية والفضية والتقديرية في مهرجانات عربية ودولية. ونال جائزة الإبداع الذهبي في مهرجان القاهرة العاشر للإذاعة والتلفزيون، عن المسلسل التاريخي "المرقش الأكبر" للكاتب خالد حموري. وانتقل ليشغل رئيس دائرة التمثيليات في إذاعة دمشق، وهي الدائرة التي تعدُّ النواة الأولى للدراما السورية، فمنها عُرِف أبرز الممثلين الذين حُفِظَت أصواتهم، وغدوا نجومًا للشاشة التلفزيونية. ونعى الفنان السوري محمد قنوع والده عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، قائلاً: "والدي وصديقي وحبيبي المخرج مروان قنوع في ذمة الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون".