غيّب الموت، في العاصمة الهنغارية بودابست، قبل يومين، المهندس السوري بسام غراوي المعروف بملك الشوكولا، عن عمر 64 عاماً، إثر معاناة مع مرض سرطان الدم، ليترك إرثاً من الجوائز العالمية ومنشآت توزعت بين دمشق وبيروت، ومعملاً ومركزاً لتوزيع الشوكولا بالعاصمة الهنغارية، افتتحه العام الماضي بكلفة 25 مليون يورو.
وينحدر بسام غراوي من عائلة دمشقية تخصصت، منذ عام 1805 بصناعة الشوكولا، لتتحول مؤسسة غراوي عام 1931 إلى إحدى أهم الشركات الصانعة للشوكولا بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن رفعت شعار "التحكم بالجودة" وأن صناعة الشوكولا مزيج بين العلم والفن، لتنال "غراوي"جوائز عالمية متقدمة على الشوكولا الفرنسية والسويسرية، كما حدث بمعرض باريس منذ عام 1937 وامتد حتى عام 2005 خلال فوز "غراوي" بالجائزة العالمية للتميز بباريس.
وذاع صيت شوكولا غراوي، بعد اعتمادها المقاييس العالمية وحملها الخصوصية السورية، عبر استخدام مكسرات غوطة دمشق، من لوز وجوز، والفستق الحلبي من شمال سورية. ولكن من هو بسام غراوي؟
بسام غراوي مهندس مدني مواليد دمشق عام 1954، عمل رئيساً تنفيذياً لمؤسسة "غراوي للتجارة والتسويق" منذ عام 1975، وأسس شركة “غراوي المتحدة” عام 1994 ثم أصبح رئيساً تنفيذياً لشركة غراوي عام 1993، كما شغل منصب رئيس شركة "شرق المتوسط" للهندسة والمقاولات المحدودة عام 2003، وعمل أميناً عاماً في اتحاد غرف التجارة السورية وغرفة تجارة دمشق، بين عامي 2009 و2014.
وينحدر بسام غراوي من عائلة دمشقية تخصصت، منذ عام 1805 بصناعة الشوكولا، لتتحول مؤسسة غراوي عام 1931 إلى إحدى أهم الشركات الصانعة للشوكولا بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن رفعت شعار "التحكم بالجودة" وأن صناعة الشوكولا مزيج بين العلم والفن، لتنال "غراوي"جوائز عالمية متقدمة على الشوكولا الفرنسية والسويسرية، كما حدث بمعرض باريس منذ عام 1937 وامتد حتى عام 2005 خلال فوز "غراوي" بالجائزة العالمية للتميز بباريس.
وذاع صيت شوكولا غراوي، بعد اعتمادها المقاييس العالمية وحملها الخصوصية السورية، عبر استخدام مكسرات غوطة دمشق، من لوز وجوز، والفستق الحلبي من شمال سورية. ولكن من هو بسام غراوي؟
بسام غراوي مهندس مدني مواليد دمشق عام 1954، عمل رئيساً تنفيذياً لمؤسسة "غراوي للتجارة والتسويق" منذ عام 1975، وأسس شركة “غراوي المتحدة” عام 1994 ثم أصبح رئيساً تنفيذياً لشركة غراوي عام 1993، كما شغل منصب رئيس شركة "شرق المتوسط" للهندسة والمقاولات المحدودة عام 2003، وعمل أميناً عاماً في اتحاد غرف التجارة السورية وغرفة تجارة دمشق، بين عامي 2009 و2014.
وكان شريكًا مؤسساً في "مجلس الأعمال السوري- الفرنسي" وترأسه بين عامي 2008 و2013، وعُيّن نائباً لرئيس "الغرفة التجارية العربية- الفرنسية"، بين عامي 2010 و2014، قبل أن يقيم بهنغاريا ويحصل على الجنسية منذ عام 2015 ويؤسس آخر منشأة ببودابست عام 2017.
وأسس غراوي عام 1993 معمل السكاكر والشوكولا ببيروت، ولكن يعتبر المصنع الذي افتتحه غراوي في دمشق في 1996، والذي خصص 60% من إنتاجه للتصدير، من أكبر المنشآت، إذ كان يعمل فيه 250 موظفاً، ويقع على مساحة ثمانية آلاف متر مربع، ويستخدم أحدث التقنيات العالمية في صناعة الشوكولاتة.
ولاقى وفاة المهندس بسام غراوي، نعياً وحزناً بالأوساط السورية، بعد الإجماع على دوره في تعزيز التجارة السورية باتجاه فرنسا والاتحاد الأوروبي، ووضع الشوكولا السورية بمصاف أكثر الماركات رواجاً على مستوى العالم.
ورثا السفير السوري السابق بلندن، سامي الخيمي، المهندس بسام غراوي، ضمن كثيرين ممن عبروا عن خسارة سورية واقتصادها، لمؤسس لصناعة أصيلة ومروّج لسورية خارجياً.
وقال الخيمي: "إحدى مجموعات طوابع سورية شاهدة على عظمة شوكولا غراوي، فالمجموعة صدرت للاحتفاء بمعرض باريس 1937، حين فاز الغراوي (المرحوم صادق الأب) بجائزة المعرض للشوكولا ( ذهب يومها يبيع الماء في حارة السقايين)، لتفوز سورية رغم وجود السويسريين والبلجيكيين والفرنسيين في المعرض.
وتابع بسام المسيرة، وكنت أقول له أحياناً: لماذا تصر على الشوكولا، بينما يمكنك التركيز على التراث الدمشقي، ملبس المولد، كعب الغزال، الفواكه المجففة ..إلخ كانت فكرتي-يتابع السفير الخيمي- مبنية على جهل مطبق بصناعة الشوكولا، معتقداً أن الشوكولا التجارية التي كنا نلتهمها بشغف ونحن صغار (ليندت، وغوديڤا ونستله ..إلخ) هي أفضل أنواع الشوكولا.
كان ينصت بأدب ويعدني بزيادة بعض الأصناف، ثم حط بي الزمان لأصبح سفيراً في لندن، فاتصل بي وقال لي أنه سيرسل لي كمية كبيرة من الشوكولا لضيوفي ...قبلت شاكراً واقترحت عليه الأصناف وطلبت أيضاً علباً تحتوي على قطعتين فقط لتوزيعها على ضيوفنا في أعيادنا الوطنية. ( بقيت سفارة لندن تستقبل المئات ثم الآلاف بمناسبة عيد الجلاء )
ويقول السفير، تجرأت عام 2006 واستأذنت مكتب الملكة لإرسال شوكولا غراوي لها، ومع توقعي لاعتذارهم كون الملكة لا تقبل هدايا غذائية، فوجئت يومها بترحيب الملكة بالهدية.
وهكذا كان وأصبحت أتلقى في كل عام رسالة شكرٍ من الملكة تمجد فيها الطعم المتميز لشوكولا غراوي، وأرسلت الرسائل لبسام ليعلقها بمحاله.
وكذلك ضيوفي البريطانيون، كانوا يرسلون لي رسائل تمجيد بهذه الشوكولا الفاخرة، حتى أصبحت أشعر أني سفير شوكولا غراوي، خاصة بعد أن شرح لي أحد المختصين مدى تفوق إنتاج غراوي على نظرائه الأوروبيين بفضل نسبة الكاكاو وإتقان الصنعة.
ويتابع السفير الخيمي بشهادته عن المرحوم غراوي: غادر بسام دمشق عام 2012 ومعه زوجته، إحدى أجمل وأظرف نساء سورية، لإنشاء معملٍ في هنغاريا، فيه كل خصائص معمل دمشق- الغوطة المتوقف، وبدأ يعرض البضاعة الفاخرة وسط إعجاب المستهلكين وتقدير المختصين. ولكن، أتى المرض الخبيث ليخطف الموهبة، ويذهب بسام غراوي وهو حزين على ما آلت إليه سورية التي كان يتمنى أن يعود إليها ليبني منشأة صناعية أهم وأفضل مما كان.
وكان غراوي متدفقاً بالحماسة لموطنه الجديد المجر، وقال في لقاء سابق مع رويترز "نعم أنا مجري وامنحوني الوقت وسأتحدث اللغة المجرية". وعندما سئل عن قرار المجر عام 2015 ببناء سياج حدودي لمنع دخول المهاجرين، وبينهم السوريون، الذين يتدفقون على أوروبا هرباً من الفقر والحرب، قال غراوي إن "السياسة "ليست مجالي".
وتابع قوله: "بالنسبة لي فأنا أعامل بشكل جيد وأنا لست لاجئاً. أنا مواطن".
ويذكر أن الحرب هي التي دفعته للهجرة، حيث قلصت الإنتاج في مصنع غراوي بإحدى ضواحي دمشق إلى أقل من 0.5 % من مستواه قبل الحرب. وشيد مصنعه في المجر في بلدة هاتفان على بعد نحو 60 كيلومترا شرقي بودابست وبدأ في خلق وظائف لنحو 540 شخصاً من مواطني المجر، حيث ينتج المصنع حالياً نحو 7500 طن من الشوكولاتة سنوياً.
وقال غراوي لـ"رويترز"، في مكتبه بوسط العاصمة المجرية بودابست المطل على مبنى البرلمان، حينما بدأ مشروعه، "إنه مشروع سيضع المجر على خارطة مصدري الشوكولاتة الفاخرة في الاتحاد الأوروبي." ويقول إنه لطالما كان يحب المجر التي كان يمارس فيها أنشطة تجارية ليست مرتبطة بالحلويات منذ أوائل التسعينات.
وقبل نحو ثلاثة أعوام وبعد اندلاع الحرب في سورية، حصل غراوي على الجنسية المجرية واشترى منزلاً في بودابست وانتقل مع أسرته إلى هناك في أغسطس/ آب عام 2015.