رحلة مع كمال الشيخ في مشواره السينمائي الطويل (2/6)

12 نوفمبر 2019
+ الخط -
يواصل المخرج الكبير كمال الشيخ حكاية المحطة الأولى في رحلته مع السينما، والتي بدأت في أروقة ستديو مصر، بعد أن قام الرائد السينمائي أحمد سالم بإحالته إلى قسم المونتاج على عكس ما كان يتمنى، ويكمل الحكاية قائلاً:

في الطريق من مكتب أحمد سالم إلى مكتب نيازي مصطفى، أخذت قرار إني لا أرفض الفرصة المتاحة حتى لو لم أكن أحبها، وبدأت فعلا أشتغل في قسم المونتاج مع الأستاذ العظيم نيازي مصطفى، وخليني أقول لك إني أنا يمكن لمدة سنة بقيت مثل العضو اللى بتزرعه والجسم يرفضه في الأول، وعشان كده فضلت لمدة سنة أشوف الشغل اللي بيحصل من بعيد، وفي المونتاج ما باعملش حاجة خالص، وما حدش بيطلب مني أعمل حاجة، لغاية ما حصل بعض التأقلم بيني وبين الناس اللى كانوا موجودين في قسم المونتاج، وخصوصًا الأستاذ أحمد كامل مرسي اللى كان مساعد لنيازي مصطفى وهو اللى ابتدا يوجهني إني أقرأ كتب عن السينما من مكتبة النهضة، واداني أساميها ورحت اشتريت أول كتاب بالإنجليزية كان اسمه (الفيلم) وقرأت هذا الكتاب في ثلاث أو أربعة أيام وتصورت إني أنا دلوقت خلاص بقيت مستعد للإخراج.

هذا الخاطر طبعًا بعد فترة من الوقت تباعد وحسيت إني لسه قدامي فترة طويلة جدًا لغاية ما أبقى دارس بهذه الكفاءة، وأدركت إنه من حسن حظي إن أنا اشتغلت في المونتاج كمساعد، تقدر تقول من المهم إنك تشتغل في الأول كمساعد ميكانيكي عشان تفهم حركة العربيات من الداخل، مساعد مونتاج معناه إني أنا أرتِّب النِمَر أو اللقطات وراء بعضها وبعدين أتعلم أكثر شوية وأكثر شوية وهكذا، بالتالي اتعلمت قواعد اللغة السينمائية، زي ما في قواعد للشعر لازم تتعلمها قبل ما تكتب شعر، وبالتالي تعلمت حرفة الإخراج من مهنة المونتاج ومن القراءات طبعًا ومن الأخطاء اللي بتشوفها في الشغل، طبعا من خلال عملي مع مخرجين متنوعين جزء من مهنتي كمونتير إني أطلع الأخطاء اللي في الشغل وأفكر في حلول ليها عشان أعرضها عليهم، ودي أكتر حاجة اتعلمت منها الإخراج، إنك تحل المشاكل اللي موجودة في العمل.

في الفترة دي اشتهرت جدًا وأخدت جائزة مركز أول في المونتاج، واستمريت في لفت النظر إلى عملي كمونتير، وبعدين لاقيت واحد من المنتجين جالي فجأة والظاهر إنه سمع عن شغلي مع المخرجين في حل المشاكل الموجودة في أفلامهم، فقال لي أنا عايزك تخرج لي فيلم، هو تصور إني هارحب جداً بالعرض بغض النظر عن أي تفاصيل.

المهم جاب الموضوع وقرأت الموضوع مبدئيًا، والإغراء في إني أنتقل من المونتاج إلى الإخراج كان كبير جدًا في هذه الفترة بالنسبة لي، وأي حد من زملائي يتمنى الحصول على فرصة زي دي، لكن مع ذلك لم أتعاقد على الفيلم، لأن الموضوع كان على نفس النمط الموجود في هذه الفترة، الميلودراما المليئة بالأغاني، وأنا كنت رافض هذا الأسلوب نهائياً، مع إني دي الأفلام اللي باعمل لها مونتاج، ولذلك فضلت التخلي عن حمل لقب (المخرج) ورفضت العرض وجابوا مخرج تاني، والرفض ده ساعدني على إني أتعرف على تكويني النفسي اللي بيرفض عمل شيئ غير مقتنع بيه تماماً.

ـ لكن بسبب هذه القدرة على الرفض، لسوء الحظ تأخر انتقالك من مقعد المونتير إلى مقعد المخرج طويلاً، وجاءت الفرصة بعد حوالي أربع أو خمس سنين من خلال فيلم (المنزل رقم 13)، كلمني عن هذه التجربة؟
قرأت في جريدة (المصري) الشهيرة وقتها خبر مثير عن طبيب في هولندا أجرى تجربة على أحد مرضاه، بإنه نوّمه تنويم مغناطيسي علشان يشوف تأثير هذا التنويم وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر عليه، وادّى للمريض تعليمات إنه بعد التنويم هيروح حتة معينة وهيلاقي شخص معين، وادّى له مسدس، وبعدين تتبعه وتأكد إنه نفذ ما طلبه منه، يعني مش متذكر دلوقتي كل تفاصيل الخبر، لكن متذكر إنه جذب انتباهي جداً، وكنت ساعتها باشتغل في مونتاج أحد الأفلام، فسيطرت علي تفاصيل فكرة أصبحت بعد كده قصة فيلم (المنزل رقم 13) عن ربط الجريمة بالتنويم المغناطيسي، وبدأت أكون الأحداث، وده أخذ مني فترة لغاية ما بقيت مالي إيدي من السيناريو.

ـ الفيلم ظهر للنور سنة 52، وبعض النقاد اعتبر إن الفيلم مرتبط بالتغير الاجتماعي اللي أحدثته ثورة يوليو في المجتمع وبالتالي في السينما؟
لا الحقيقة ما كانش لتاريخ العرض ده أي دلالة من الحاجات اللي اتكتبت بهذا الشكل، لإني في الأصل بدأت التفكير في الفيلم سنة 1948 و قعدت كتير أشتغل فيه، وبعد ما انتهيت من كتابته تعبت في العثور على منتج يتحمس للفكرة. طبعا رفضي للعرض اللي جالي من المنتج، خلى علاقتي بالمنتجين تبقى أصعب، وعشان كده كان علي إني أتولى إنتاج فيلمي الأول بمجهودي كمخرج وكمونتير أيضاً، نفس الحكاية وحيد فريد الله يرحمه مدير التصوير أجل استلام أجره واشتغل معايا في الفيلم، ده اللي كنت أقدر أقدمه من الناحية الإنتاجية، ولحسن الحظ ستديو مصر وافق على إنه يديني سلفة توزيع وهي اللي أنتجت بيها الفيلم، وكان الفضل طبعا لستديو مصر في خروج فيلمي للنور، زي ما كان ليه الفضل في التحاقي بالسينما، ولحسن الحظ نجح الفيلم جدا لإنه كان مختلف، وبالتالي لم أخذل ستديو مصر، وفي نفس الوقت أكدت الثقة في إني ممكن أخرج فيلم كويس، ويكون نابع مني مش مفروض علي من حد لمجرد إعطائي الفرصة، ولذلك أعتز بالفيلم ده جدا، وفرحت لما تم اختياره من بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ـ هو بالفعل من علامات التغيير المهمة في السينما المصرية في وقت مبكر، حضرتك كنت في ذلك الوقت متأثر بأفلام التشويق الأمريكية، والبعض أشار إلى تأثيرك بالمدرسة الألمانية في السينما؟
ده صحيح، وأكثر ما استفدته هو الاهتمام بفكرة الإطار والشكل اللي بتقدم بيه قصتك، يعني حتى في بعض أفلامي اللي قالوا عليها أفلام سياسية، هتلاقيها محكية من خلال إطار وشكل فني، وأقدر ألخصه في إنك تقدم منذ البداية علامة استفهام تشد انتباه المتفرج وتخليه مع الفيلم من الأول، وده أكثر الأشكال السينمائية جاذبية بالنسبة لي. أنا فاكر إن أول فيلم لقيت نفسي فيه هو فيلم اسمه امرأة في النافذة Woman in the Window (من إخراج المخرج الألماني العظيم فريتز لانج الذي كانت له أفلام مهمة خلال عمله في السينما الألمانية لكنه أخرج هذه الفترة في الفترة التي انتقل فيها للعمل في هوليود عام 1944 من بطولة النجم إدوارد جي روبينسون).

ليه لقيت نفسي في هذا الفيلم؟ بسبب الشكل الإخراجي، هو اللي لفت نظري وخلاني تأثرت بمخرجه، ثم بكثير من المخرجين، لكن مش ده بس اللي دفعني لعمل أفلام يقال عليها بوليسية، والدليل كما قلت لك إنه حتى في بعض الأفلام التي وصفت بأنها سياسية، وأنا رافض إنه يقال عليها كده، كان ما يهمني هو أحكي القصة إزاي من خلال السيناريو، وطبعاً أنا كنت مشارك بشكل أساسي في كل سيناريوهات أفلامي، مش زي بعض المخرجين اللي ما بيشاركوش في السيناريو، ولذلك كانت فترة إعداد السيناريو بتاخذ شهور وأحياناً سنة وأحياناً سنة ونصف في فيلم من الأفلام.

ـ أي فيلم اللي استغرق الفترة الطويلة دي؟
فيلم الصعود إلى الهاوية.، قعدت في كتابته سنة ونصف وأعدت كتابته 6 مرات لغاية ما أنا حسيت بالمصداقية وبالإيقاع وبحاجات كثير.

ـ نرجع لفترة بعد نجاح (المنزل رقم 13)، يبدو إن نفور حضرتك من التكرار هو اللى خلاك تدخل مغامرة في الفيلم الثاني اللى هو فيلم "المؤامرة" اللى اعتبره بعض النقاد فيلم سابق لزمنه بكثير في مصر، خصوصًا في توظيف المؤثرات الصوتية؟
حاولت في الفيلم ده أخرج من الأسلوب المتكرر في الانتقال بين المشاهد، وهو أسلوب الإظلام والظهور، الـ Fade out والـ Back in وأعمل نقلات بين المشاهد بشكل مختلف، والبعض وصف ده بإنه تأثر بالموجة الجديدة في السينما العالمية، مع إني ما كنتش أعرف حاجة عن الموجة الجديدة اللي أفلامها ما كانتش بتعرض في مصر، كانت الحكاية بالنسبة لي هي رغبة في إني أعمل شيء مختلف في تتابع النقلات وفي استخدام الصوت للتضاد بين الفعل ورد الفعل، وكنت متحمس للتجربة، لكن الفيلم لم ينجح، مع إنه أقرب إلى النوعية اللي كانت سائدة وقتها من ناحية القصة، وكان سبب عدم نجاحه هو إنه تم عرضه في شهر مايو في سينما ديانا، اللي كانت أصلا بتعرض أفلام أجنبية، ولما أصحاب السينما تحمسوا له فعرضوه عندهم، لكن جمهور السينما لم يتحمس له، ووقتها كانت دور العرض جمهورها بيختلف حسب طبيعة دار العرض وطبيعة الأفلام اللي تعودت على عرضها، فجمهور الأفلام الأجنبية لم يتحمس للفيلم وقعد الفيلم أسبوع فقط، وأعتقد إن ده حصل بسبب إن منتج الفيلم كان ما عندوش إدراك لطبيعة سوق السينما.


ـ بالتالي اعتبرت إن الجمهور لم يشاهد الفيلم أساسا لكي يحكم عليه، ولذلك لم تشعر بالإحباط؟
بالفعل، عشان كده ما حسيتش بالإحباط، أنا فاكر إن في أول حفلة اتعرض فيها الفيلم، ما كانش في حد في السينما إلا يمكن خمس أو ست نقاد، فشافني واحد منهم وقال لي ما معناه إن أنا ليا مستقبل كبير، مع إن القاعة ما كانش فيها جمهور، وبالفعل بعثت لي المنتجة الشهيرة آسيا وقتها عشان تتعاقد معايا على فيلم، وقدمت لها فيلم (حياة أو موت) اللي كنت قدمته قبل كده لواحد من المنتجين فرفضه.

ـ قدمته للمنتج قبل عرض فيلم (المؤامرة) ولا بعد؟
بعد فيلم (المؤامرة) وأتصور إن ده أثر على تفكيره في الفيلم، لإنه اعتبر إن مش ممكن يتم تصوير أحداث خمس ساعات وتقديمها في فيلم، ما كانش ده شيئ متعارف عليه وقتها، لكن لما قدمته لآسيا لقيت منها استقبال جيد للفيلم، وعملنا الفيلم، وأقدر أقول إنه كان بالفعل حياة أو موت بالنسبة لي، لإني كنت باقامر بمستقبلي كله في هذا الفيلم.

ـ بسبب رفض المنتج، ده خلى ثقتك تهتز بالموضوع؟
لإني لما عرضت الفيلم على ناس كثيرين من الوسط السينمائي، كانوا بيقولوا لي ما فيش موضوع في الفيلم، يعني مش بس مسألة إنه فيلم مختلف، إنما فيلم ما فيهوش موضوع، ده مجرد موقف إنساني يبدأ وينتهي في خمس ساعات، مع إني كنت شايف إن الموقف ده في حد ذاته هو موضوع، وإني كنت باعبر بيه عن رغبة شخصية عندي في إني أعيش في مجتمع يكون بالحالة دي، لما يبقى إنسان في خطر، الكل يهب لمعونته ومساعدته، وطبعا بعد 30 سنة من عرض الفيلم حصلت نفس الحكاية والتلفزيون لعب دور في إنقاذ شخص، والناس كلها افتكرت الفيلم، وكنت سعيد بده جداً.

ـ برغم إنك في (حياة أو موت) عززت الصورة اللي رسمت لك بعد (المنزل رقم 13) كمخرج بيقدم صورة مختلفة وموضوعات مختلفة، لكنك بعدها مباشرة رجعت للشكل التقليدي للسينما في فيلمين (حب ودموع) وفي تجربة الإخراج المشتركة مع فطين عبد الوهاب في (الغريب)، ليه ده حصل؟
(حب ودموع) كان فيلم أقرب شوية للرومانسية، وكنت حابب أجرب نفسي في شكل مختلف..

ـ هل كان قبولك لتجربة حب ودموع ولتجربة الغريب وراه ضغوط مادية؟
لا والله، ضغط مادي دي استحالة، لغاية دلوقت برغم إن أنا ماباشتغلش بقالي فترة طويلة جدًا لكن إذا ما كنتش أتحمس للموضوع يبقى أحسن ما أشتغلش، هو (حب ودموع) كان إنتاج فاتن حمامة وأنا كنت حابب أشتغل معاها، وفي الوقت نفسه كنت رافض حكاية التكرار، ومش عايز أكرر حتى تجربة (المنزل رقم 13) و (حياة أو موت)، طب هالاقي منين موضوعات، واستهواني الموضوع لإن فيه رومانسية وتضحيات إلى آخره، فحبيت أجرب.

بالنسبة لفيلم (الغريب) هو كان إنتاج يحيى شاهين، عن قصة "ووذرنج هايتس" الشهيرة، هو كان عملها في المسرح قبل كده، وعرضها عليا، فقررت أشتغل الفيلم، وبعدين اتعرض فيلم "ووذرينج هايتس" الإنتاج الأجنبي للجمهور المصري ونجح، فأنا قلقت وقلت أنا ما أحطش نفسي في مباراة مع فيلم أجنبي، خصوصا وإحنا للأسف إمكانياتنا ضعيفة كفيلم مصري، لكن لقيت إني كده باتخلى عن يحيى شاهين، ولازم يبقى فيه حل للمشكلة، ففكرت بيني وبين نفسي، إني ما ينفعش أقود الممثلين وأوجههم وأنا خايف، وجت لي فكرة إني أشرك معايا مخرج آخر هو فطين عبد الوهاب، علشان يبقى فيه عقل تاني موجود في الفيلم، بس مش أكتر من كده.

ـ مع إن المعروف إن "المركب اللي فيها ريسين تغرق"، طبعاً الفيلم ما حققش نجاح كبير، لكن ما فشلش فشل ذريع، لكن كانت التجربة عاملة إزاي أثناء التصوير؟
ما حصلش أي نوع من الخلافات زي ما البعض توقع أو تمنى (يضحك) كنا أنا وفطين الله يرحمه بنقعد مع بعض الأول قبل التصوير ونعمل خطة للتصوير وكنا متفاهمين جداً وأصدقاء جداً.

ـ بعد تجربة الغريب، جاءت مرحلة عملك لأول مرة في الأفلام التسجيلية؟
مرحلة ما طولتش فيها، أول فيلم كلفت بيه من وزارة الشئون الاجتماعية عن طريق وجيه أباظة، وبعد كده عملت فيلم للجيش، برضه كلفت بيه وما كنتش أقدر أرفضه، لكن ما كنتش متحمس لتجربة الشغل التسجيلي، نفس تحمسي للفيلم الروائي.

ـ النقلة من الفيلم التسجيلي للأفلام الغنائية أظن كانت أصعب؟
فعلا أنا كنت متصور إنه استحالة إني أعمل فيلم غنائي، لإن الاتجاه الغنائي والرقص والحاجات دي أنا بعيد عنها نهائياً، وما أقدرش أتصور إن الدراما مستمرة، وبعدين فجأة أبص ألاقي فيه موسيقى وبعدين مغني يغني وسير الأحداث ينقطع، ما ليش في كده لكن برضه اضطررت للشغل فيها.

ـ بعض النقاد يعتبر هذه الفترة مرحلة تيه في مشوار كمال الشيخ، وممكن نستخدم تعبير ألطف ونقول مرحلة بحث، يعني باستثناء فيلم (أرض السلام) سنة 1957 الذي أعقب العدوان الثلاثي والذي تدور أحداثه في فلسطين، ويتحدث أبطاله اللهجة الفلسطينية، وهو فيلم بتعتز به؟
جدا، جدا

ـ فيما عدا ذلك، يرى نقادك ودارسو السينما المصرية في هذه الفترة أنك قدمت أفلام إثارة تخلو من لمحات التجديد مثل حب وإعدام وتجار الموت، وقدمت أفلام ليست فيها البصمة الخاصة التي تعود عليها متابعوك، أفلام بعضها جيد مثل سيدة القصر ولن أعترف، وبعضها عادي مثل من أجل إمرأة وقلب يحترق وأرض الأحلام والملاك الصغير ومن أجل حبي وحبي الوحيد، يعني ما حدش يقدر يقول إنها أفلام رديئة، وهذا يحسب لك طبعا، لكن بشكل عام فيها تراجع عن الخطوات الواسعة التي حققتها في (المنزل رقم 13) و(حياة أو موت)، ما هو تعليقك؟
(بهدوء لم يفقده للحظة خلال استماعه إلى السؤال) هاقول لك على حاجة، هو في النهاية احنا كمخرجين بنستمد موضوعات أفلامنا منين؟ من الأدب اللي موجود، ومن اللي بيكتبوا سيناريوهات، فاللي بيكتبوا كانوا بعيدين جدا عن الموضوعات اللي بتستهويني، على عكس ما يحدث في الخارج، تلاقي كل ساعة بتطلع رواية في موضوعات التشويق اللي ممكن تستهويني، وكانت في الفترة دي بتجي لي سيناريوهات كلها تنويعات على (حياة أو موت) فما أقدرش أقدمها وأكرر نفسي، والأفضل أقدم حاجة جديدة حتى لو ما كانتش بتستهويني تماماً، وزي ما قلت لك قبل كده دي الفترة اللي كان فيها تأثير شديد لنوعية الحكم الموجود على المجتمع وكل ما يقدم في السينما، وعشان كده فضلت فترة في التجريب لأشكال مختلفة، لغاية ما حصل انفتاح سينمائي نوعا ما، وبدأ يبقى في موضوعات تستهويني فيها تحليل للشخصيات وفيها بعض المواقف الإنسانية، وبدأت مرحلة جديدة بالنسبة لي.

.....

نكمل الحوار في الأسبوع القادم بإذن الله.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.