رحلة مع كمال الشيخ في مشواره السينمائي الطويل (1/6)

11 نوفمبر 2019
+ الخط -
بفضل المخرج الكبير كمال الشيخ بدأت أفكر قبل أكثر من عشرين عاماً في إجراء حوارات مطولة مع صناع السينما المصرية، يتحدثون فيها عن تجاربهم السينمائية باستفاضة، بعيداً عما كان سائداً وقتها في الصحافة، وهو شكل الحوارات الصحفية القصيرة التي تطلب آراءهم في القضايا الفنية المثارة على الساحة، أو تسألهم عن آخر أعمالهم أو عن ذكرياتهم مع بعض نجوم ونجمات السينما.

كنت في يوم من أيام سنة 1995 متجهاً إلى مكتبة المجلس الأعلى للصحافة التي تقع في الدور العاشر بمبنى المجالس القومية المتخصصة المجاور لمبنى الحزب الوطني، وحين فُتِح باب المصعد، وجدت أمامي الأستاذين صلاح أبو سيف وكمال الشيخ بجلالة قدريهما، وقفت أنظر إليهما متجمداً في مكاني وعلى وجهي ابتسامة بلهاء، نظرا لبعضهما مبتسمين، وسألني صلاح أبو سيف ضاحكاً عما إذا كنت أنوي السماح لهما بمغادرة المصعد، فارتبكت وأفسحت لهما الطريق، ودخلت إلى المصعد، وبعد لحظات بدأت ألوم نفسي لأني لم أقم بالسلام عليهما، وأنني لم أنتهز الفرصة لأعبر لهما عن إعجابي ومحبتي.

قلت لنفسي إنه كان من الممكن أن أنتهز ما قاله الأستاذ صلاح عن سدّي لباب المصعد فأفتح حديثاً عن فيلم (بين السماء والأرض) وإعجابي الشديد به، لكني بسبب وجود الأستاذ كمال الشيخ، لم أكن لأستطيع إخبار صلاح أبو سيف بأنه مخرجي المصري المفضل، ولذلك كان لا بد أن أوزع كلامي المحب بين الاثنين بالعدل والقسطاس، وهكذا أخذت بقية اليوم أقول لنفسي الكلام الذي كان ينبغي أن أقوله لصلاح أبو سيف وكمال الشيخ معاً أو لكل منهما على حدة، وحين علمت أنهما كانا يحضران اجتماعاً في لجنة السينما في المجالس القومية المتخصصة، بدأت أسأل عن الموعد الذي يحضران فيه عادة، فلم أتوصل إليه، ثم انشغلت وتأجلت رغبتي في لقاء الأستاذين صلاح أبو سيف وكمال الشيخ لعمل حوار مع كل منهما عن مسيرته الفنية.

بعدها بفترة قصيرة، انتقل الأستاذ صلاح إلى رحمة الله، وكان أول ما فكرت فيه، أن علي أن أبدأ فوراً في استئناف ما انتويته، وأن أبادر بالاتصال بالأستاذ كمال الشيخ لإجراء حوار مطول معه، واستعنت ببعض الأصدقاء وبمكتبة السينما الموجودة في مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، وبكشك الفيديو المفضل لدي في شارع الشواربي أيام كانت لا تزال له شنّة ورنّة، واستكملت مشاهدة ما فاتني من أفلامه، وفور أن قمت بتحضير أسئلتي، اتصلت به، فوجدته ضجراً من الحديث مع الصحفيين الذين يتصلون به لسؤاله عن أزمة السينما ورأيه فيها واقتراحاته لحلها، فأخبرته بفكرة حواري، وأنني معجب بفكرة باب (التكوين) الذي تنشره مجلة (الهلال) العريقة، ولذلك أرغب في سؤاله عن مصادر تكوينه الفنية والفكرية والسياسية والإنسانية، ثم أستعرض معه محطات رحلته السينمائية بالتفصيل، فتغير رد فعله على الفور، ورحب بفكرة الحوار، دون حتى أن يسألني عن الصحيفة التي أنوي نشر الحوار فيها، ثم عندما عرف أنني كنت وقتها أعمل في مجلة (المصور) زاد ترحيبه بالحوار، ومع أنه أبدى تشككه من أن ينشر فيها حوار مطول كهذا إلا أنه أعطاني موعدا لمقابلته في العاشرة صباحاً في شقته الكائنة بعمارة الإيموبيليا العريقة، والتي تضم في جنباتها وأروقتها جزءاً مهماً من تاريخ الفن والسينما في مصر، وقال إنه سيكون سعيداً بعمل الحوار تاركاً مسألة النشر للظروف، وهو ما زاد من تقديري له، فوعدته أنني سأفعل كل ما بوسعي لنشر الحوار كاملاً ليكون توثيقاً لمشواره السينمائي.

كان الأستاذ كمال بخبرته في الحياة محقاً في شكوكه بخصوص نشر الحوار، لأنني لم أجد صحيفة أو مجلة تتحمس لنشره كاملاً، لأنه على حد تعبير مسئولي التحرير لم تكن توجد مناسبة لنشره، فالرجل يعيش منذ سنوات في بيته منعزلاً وبعيداً عن الكاميرات، لا يظهر إلا في بعض الاجتماعات الثقافية والمهرجانات السينمائية، ولا يشتبك مع الواقع السينمائي بتصريحات نارية من التي تحبها الصحف، وحين تستضيفه بعض برامج التلفزيون ليتحدث عن بعض أفلامه أو النجوم الذين عمل معهم، يظهر فيها بصوته الخفيض وابتسامته الودودة، فلا يمنح مقدميها بهجة العثور على مادة "مفلفلة" تجذب إليها المشاهدين، ومع أنني حاولت أن أقوم بترغيب السادة المسئولين عن النشر ببعض ما قاله كمال الشيخ عن الأزمات الفنية التي أثارتها أفلامه السياسية، والتي وصلت إلى رئاسة الجمهورية في عهدي عبد الناصر والسادات، إلا أنهم لم يتحمسوا لنشر الحوار كاملاً، وحين وافت المنية مخرجنا الكبير، كنت قد تركت العمل في الصحافة، وظلت تسجيلات الحوار موجودة في أدراج مكتبي، حتى جاءت الآن فرصة نشره كاملاً، وأتمنى أن أكون قد وفيت بوعدي للمخرج الكبير الذي أضع شهادته بين يديك:

ـ أستاذ كمال بدأ عملك بالسينما في فترة مبكرة من شبابك، كان ذلك قبل ثورة يوليو بسنوات وكانت فترة مشتعلة سياسياً وثرية فكرياً، هل كان لك وقتها انتماء سياسي أو فكري محدد؟
في ذلك الوقت كان حزب الوفد طبعا هو المسيطر على حوالي 95% من أبناء الشعب المصري، وأذكر أن والدي كان ينتمي للحزب الوطني القديم الذي قاده الزعيم مصطفى كامل، وكان لوالدي علاقة بحمدي بك سيف النصر الذي كان من قيادات الحزب الوطني وكان وزيراً للحربية في فترة، وبرغم الخلافات السياسية بين أنصار الحزب الوطني وهم الأقلية وأنصار الوفد وهم الأغلبية، لكن كنت تقدر تقول إن الوفد كان بشكل ما بمثابة الوريث لكفاح الحزب الوطني، ولذلك كان طبيعيًا أن أتأثر بهذا الانتماء وسط عائلتي، وأن تكون ميولي السياسية باتجاه حزب الوفد، لكن أتذكر أن ذلك لم يتجاوز خروجي في المظاهرات أثناء دراستي الثانوية مثلي مثل أي طالب، ولم يكن هناك ما هو أكثر من ذلك.

ـ في الثلاثينيات والأربعينيات، كان هناك وقتها موجة إنتماء الشباب الأحزاب اليسارية وخاصة بين العاملين بالسينما، رفيق عمرك صلاح أبو سيف مثلا وزملاء أكبر سناً مثل أحمد كامل مرسي وكامل التلمساني وغيرهم انتموا بشكل أو بآخر للأحزاب اليسارية، ألم يطرح أحدهم عليك فكرة الانتماء لليسار، خاصة وقد جمعتكم الزمالة المبكرة داخل ستديو مصر؟
لا، لم يطرح أحدهم علىّ ذلك، ربما لأنهم رأوا من كلامي وتصرفاتي وآرائي أنني بعيد كلية عن الأحزاب والتحزب، ولعلمك هذا الانطباع كان له تأثير علىّ فيما بعد خصوصًا في فترة السيتنات، زملائي اليساريين كان لديهم اعتقاد أنني يميني، وكانت هذه نظرة خاطئة، خاصة أنه كان لديّ بعض التوجهات التي يمكن أن تُحسب على اليسار، منها مثلا عدائي الشديد جدًا للاستغلال، أذكر أنني كتبت ذات مرة مقالاً في مجلة (صباح الخير) في الستينيات، أقول ما معناه أن قضية الاستغلال يجب أن تعامل معاملة خاصة، يعني لا بد أن تمنع الحكومة كافة أشكال الاستغلال في أي موقع، وتعتبر الاستغلال خيانة عظمى، وكان هذا رأياً قريباً إلى حد ما من التوجه الشيوعي أو اليساري.

لكنني في نفس الوقت كتبت أقول إنه خطأ بنسبة 100% ألا نهتم بالقطاع الخاص وأن نقتل المنافسة التي لا توجد في القطاع العام، لأن المنافسة هي كل التقدم وهي التي أدت تاريخيا إلى تقدم الدول العظمى، أما القطاع العام فيظل مجرد وظائف حكومية، وللأسف فإن أحد أسباب توقفنا عن التقدم هم صغار الموظفين الذين "بوّظوا" الدنيا وأفسدوها. وربما بسبب مثل هذه الأفكار جاءت نظرة اليساريين ليّ في فترة الخمسينات والستينات على إني يميني، وأخذوا مني موقفا معتبرين أن أفلامي ليست لها قيمة لأنها لا تخدم القضايا الاشتراكية من وجهة نظرهم. وقد سمعت مؤخراً من بعض هؤلاء الزملاء وكلمتهم مسموعة في الأوساط الفنية والصحفية قولهم لي: "أفلامك يا كمال متميزة جدًا لكن فيها جماليات أكثر مما فيها من مضمون".

ـ الحقيقة يا أستاذ كمال هذا رأي شائع بين عدد من النقاد، وكنت متحرج إني أبدأ بالإشارة إليه، لكن بما إن حضرتك جبت سيرته، كيف ترد عليه؟
مش شايفه صحيح بالمرة، الحقيقة أنا كنت لما أتأثر بقضية سياسية أتفاعل معها، ولذلك قدمت مثلاً فيلم (أرض السلام) وهو من الأفلام المبكرة التي تناولت القضية الفلسطينية، لأنني تأثرت جدًا بالغزو الصهيوني لأرض فلسطين دون أدنى وجه حق، وكان لي تفسير خاص لهذا الغزو هو أن دولة إسرائيل الصهيونية لم تنشأ إلا بفضل دعم أوروبا لها، لأن أوروبا كلها كانت تتمنى طرد اليهود منها، تستوى في ذلك انجلترا مع روسيا مع أسبانيا، لأن اليهود على مدى التاريخ الأوروبي كان المتعصبون من الأوروبيين بيعتبروهم عنصر مثير للمشاكل ولهم طريقتهم المختلفة في الحياة، وما ينسب إليهم من استغلال مادي يسبب المتاعب، ولذلك كنت ولا زلت أتصور أن الدول الأوروبية دعمت إنشاء دولة لليهود لكي تتخلص هي من متاعبهم.

ـ هل تغير موقفك من إسرائيل مع مرور السنين كما حدث للبعض؟
لا .. طبعًا.

ـ طيب سنتكلم لاحقاً عن تأييدك للرئيس السادات، لكن أنا مش عايز أسيب فترة التكوين وعايز أسألك في فترة تكوينك الفكري والعقلي ما هي القراءات التي أثرت فيك؟
أنا قرأت في مجالات ليس لها أول ولا آخر، ولكن كان من أبرز ما أثّر في مجموعة كتب عن الحضارة اليونانية، وفلسفة أفلاطون وأرسطو وسقراط. أثّر في أيضًا كتاب (التعادلية) لتوفيق الحكيم وشعرت أنه يتفق جدًا مع وجهات نظري وآرائي، من الكتب التي أثرت فيّ أيضًا كتاب للفرنسي اللي اسمه (بعد لحظات من محاولة التذكر ظهر على وجهه الضيق لأنه لم يتذكر ثم ابتسم محرجاً) للأسف مش فاكر دلوقتي إسمه إيه.

ـ أديب ولّا مفكر؟
لا، مفكر، أتمنى أن أتذكر لك اسمه.

ـ طيب، سنتذكره سوا خلال الحوار، قلت لي إنك لم تشعر بالانضمام للوفد رسمياً في شبابك، لكن بعد ثورة يوليو 1952 ومع نشأة التنظيمات السياسية المتتالية لثورة يوليو، والتي انضم إليها الكثير من السينمائيين إما طوعاً أو كرهاً، كيف كان موقفك منها؟
مع بداية الستينات بدأ يتطور موقف خاص لدي من ثورة يوليو، بعد فترة من التأمل لما يجري والتفاعل معه أحياناً والحذر منه أحياناً، حتى أصبحت في الستينات أؤمن أن الحكم الموجود حكم ديكتاتوري ومساوئه تفوق التصور، وكنت أعتقد أن التأميمات كانت بداية الانهيار الاقتصادي وليس النمو الاقتصادي. وأنا أعتقد أن الجو المتاح الآن في مصر من الحرية السياسية وإقامة المشاريع الاقتصادية وما إلى ذلك لو كان ذلك بدأ في الستينات أو الخمسينات لكانت مصر قد أصبحت دولة مختلفة تمامًا، أو نمراً اقتصادياً مثل النمور الآسيوية، وبسبب آرائي هذه التي احتفظت بها لنفسي طبعاً، لم أبادر للانتماء للاتحاد الاشتراكي مثل بعض الزملاء، لكن أعترف أنه مع الضغط الذي كان موجودا على الناس وقتها وإنه لازم كلنا نبقى اشتراكيين، تقدمنا كلنا علشان نبقى أعضاء في الحزب الشيوعي.

ـ تقصد الاتحاد الإشتراكي؟
أيوه، كان في لجنة للاتحاد الاشتراكي في مدرسة تقع في شارع الدواوين قريباً من منزلي، وذهبت أنا ومجموعة من السينمائيين لكي نسجل أسماءنا وندفع الاشتراك الذي كان قرشين صاغ على ما أذكر، وأنا أقف في الطابور، رفضت أن يتم دفعي لأكون واحدا من حزب وبس، يعني الذي يريد أن يشترك في حزب لا بد أن يكون متعاطفًا من البداية مع الحزب وأفكاره فيذهب بنفسه، لكن لا يصح أن يذهب مجبراً بوصفه عضوا من أعضاء نقابة السينمائيين، حتى لو لم يكن يعرف يعني إيه سياسة، مثل البسطاء من عمال السينما، هذا جعلني أنسحب فورا من الطابور ولم أنضم للاتحاد الاشتراكي.

ـ كان لديك حلم أن تكون ممثلا قبل أن تعمل في المونتاج وتصبح مونتيرا متميزا؟ كلمني عن مرحلة المونتاج التي تشكل بدايات رحلتك في السينما؟
(يضحك) الفترة التي كنت أتمنى أمثل فيها، كانت وأنا عندي 12 سنة، كنت باشوف كل الأفلام التي تعرض في السينما، وشفت نفسي في ممثل أمريكي كان قريب من سني، فحبيت إني أبقى ممثل، لكن بعدها زالت الفكرة نهائياً من دماغي بسبب تأثير مشاهداتي للأفلام وقتها، كنت مواظب على الفرجة على الأفلام الأجنبية، وخصوصاً الأمريكية، وتأثرت بأكثر من فيلم أمريكي، وبدأت أفكر في الشخص اللي بيصنع كل الجمال اللي باشوفه ده، وأفكر في شغلته وإيه طبيعة اللي بيعمله، فانتقلت إلي الرغبة في إني أكون مخرج، طبعاً وقتها لا كان في معاهد سينما ولا في وسيلة غير إنك تعمل في السينما في أي مجال تقدر عليه، وتبدأ تشق طريقك نحو الإخراج.

عملت اتصالات كثيرة، بدءاً من المخرج الكبير محمد كريم، رحت له البيت وأنا لا أزال في مرحلة البكالوريا ـ الثانوية العامة ـ عشان أسأله إزاي أتعلم السينما وإزاي أشتغل في السينما، ولما رحت له البيت استقبلني بشكل لطيف، مع إني شخص من الشارع ليس بيني وبينه أي معرفة، وقال لي إن الوسيلة الوحيدة إنك تتعلم السينما بره مصر، زي ما هو اتعلم في ألمانيا، أو إنك تدخل ستديو مصر وتتعلم بالممارسة.

وقتها ما كانش فيه لا معاهد ولا حاجة وما كانش عندي قدرة إني أسافر للخارج، وحتى المعاهد في الخارج كانت قليلة جدًا في الوقت ده، فقعدت فترة طويلة حوالي 5 أو 6 شهور لغاية ماقدرت بالوسايط (يضحك) وبالتحديد بواسطة صديق الوالد اللي كلمتك عنه حمدي سيف النصر، واللي كلم مدير ستديو مصر كان وقتها أحمد سالم الممثل والمخرج والشخصية العامة المشهورة، وفاكر لما رحت له، وشاف الكارت اللي أنا جايبه، قال جملة كده تعبر عن عدم رضاه، حاجة كده زي يعني ليه اللجوء للوسايط وبتاع، فخفت إني أرجع لنقطة الصفر، لكنه بعدها نادى على السكرتير، وقال له: ودّيه المونتاج لنيازي مصطفى، وأنا رايح مع هذا السكرتير حصلت لي صدمة من اللي سمعته، أنا مالي بالمونتاج يعني، أنا جاي اتعلم إخراج.

.....

نكمل غداً بإذن الله.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.