رجال ونساء في الدنمارك يعملون بعد الثمانين

كوبنهاغن
5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
18 مايو 2018
D34B34DC-1689-4CB5-85FA-CA16F5FC46E8
+ الخط -
يفضل كثير من كبار السن في الدنمارك، التمسك بوظائفهم ويرفضون التقاعد، حتى أن بعض من وصل عمرهم إلى التسعين مازالت لديهم الرغبة في مواصلة العمل، حسب ما خلص إليه بحث أجراه مختصون في يوميات كبار السن.


ويرجع الباحثون الظاهرة إلى "تطور الصحة النفسية والجسمانية بفضل دولة الرفاهية في النظام الاجتماعي الاسكندنافي"، ووفقا لأرقام "الإحصاء الدنماركي" الرسمي، فإن هناك زيادة ملحوظة في أعداد المسنين المستمرين في سوق العمل، بينهم 6195 ممن تجاوزوا الثمانين سنة، فيما كان الرقم قبل 10 سنوات نحو 4800، وهذه الفئة تمثل 2.5 في المائة من كبار السن الدنماركيين.

ووفق الإحصاء الدنماركي، فإن 50 شخصا فوق الـ95 عاما لا يزالون يرفضون مغادرة سوق العمل، فيما تجذب سياسات سوق العمل آلافا من كبار السن للبقاء، وبذات الوقت يستمتعون بحياتهم دون توتر أو ضغوط أو مخاوف من المستقبل، بعكس أقرانهم في الدول الأخرى الذين ينتهي بهم الأمر في دور رعاية كبار السن.

وأكدت المستشارة في مؤسسة "قضايا كبار السن"، آنا ديبل، لصحيفة "كريستلي داوبلاديت" اليوم الجمعة، أن زيادة بنسبة 35 في المائة من قوة العمل شهدتها السنوات الست الماضية من هؤلاء الذين تجاوزا الـ65 سنة.

وترفض المعالجة الفيزيائية، بيرتا كارستنسن (92 سنة)، ترك مهنتها، وتصر على أنه "لا يزال هناك الكثير لتعلمه"، وهي تشارك في مؤتمرات حول العالم تتعلق بالعلاج الطبيعي، إلى جانب معالجتها للمرضى في بلدها، كما أن نشاطها لا يتوقف على العمل، بل لا تزال تستمتع بالموسيقى والرقص وتزور المتاحف ومعارض الفنون. وتقول "النشاط وملء الفراغ من الأمور المحفزة ليكون للحياة معنى، ولكي يحافظ الإنسان على القوة والمهارة".

على المستوى الدولي، يعتبر الباحثون في سوق العمل أن الدنمارك لديها مكانة مميزة في ثقافة بقاء كبار السن في وظائفهم، ويربط المتخصص في علاقة الناس بسوق العمل في جامعة ألبورغ، بيير ينسن، بقاء هذه الفئة في أعمالها "بقبول الناس لهم في السوق، وهي ثقافة مميزة في الدنمارك".

وتشير أبحاث ينسن، إلى أن "أولئك الذين يواصلون العمل في أعمار متقدمة غالبا درسوا حتى مستويات عالية، ومنهم أكاديميين، وبعضهم يعمل لحسابه الخاص في عيادات أو شركات، كالمهندسين والمصممين والمزارعين والمستشارين والمعالجين، بحيث يقررون بأنفسهم كيفية انجاز أعمالهم. ويمنحهم ذلك تدفق مزيد من الدماء إلى قلوبهم، ما يفيد في امتداد الحياة، لكنهم أيضا باتوا يشكلون تحديا مجتمعيا لجيل آخر يخرج مبكرا من العمل".

ويشير الباحثون في الدنمارك إلى أن التفاوت في معدلات الوفيات بين المسنين يلعب دورا في هذه التطورات، فخلال السنوات الماضية شهدت الدنمارك زيادة أعداد المتقدمين بالسن الذين ينخرطون في نشاطات عديدة بفعل تطور المجال الصحي والرعاية تحت مسمى "دولة الرخاء" المنتهجة في دول اسكندنافيا كنموذج أوروبي يراه البعض فريدا من نوعه.

كبار السن لا يغادرون سوق العمل بالدنمارك (ناصر السهلي) 

ذات صلة

الصورة
تطالب جمعيات رعاية الحيوان بتعامل رحيم مع الكلاب (فريد قطب/الأناضول)

مجتمع

تهدد "كلاب الشوارع" حياة المصريين في محافظات عدة، لا سيما المارة من الأطفال وكبار السن التي تعرّض عدد منهم إلى عضات استدعت نقلهم إلى المستشفى حيث توفي بعضهم.
الصورة

اقتصاد

تحاول ألمانيا جذب العمال المهرة المتخصصين في العديد من المجالات، بسبب النقص الهائل المقدر بمئات الآلاف في جميع القطاعات المهنية، إلا أنها رغم التعديلات والمرونة، لا تزال الشركات تواجه مشكلات في هذا المجال.
الصورة
امرأة مسنة في إيطاليا (بيتر آدمز/ Getty)

مجتمع

تضاعفت ثلاث مرّات نسبة المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم 100 عام منذ بداية القرن، وبلغ إجمالي عددهم 22 ألفاً حتى يناير/ كانون الثاني 2023، علماً أنّ معظمهم من النساء.
الصورة
تقلص القيود المجتمعية مشاركة الأردنيات في سوق العمل (Getty)

مجتمع

تقدَّر نسب مشاركة المرأة الأردنية في قوة العمل بـ14 في المائة، وفق بيانات للمجلس الأعلى للسكان (حكومي)، رغم أن النساء يشكلن 47 في المائة من تعداد السكان، ويرجع ذلك إلى عوامل اجتماعية وأخرى متعلقة بتوافر فرص العمل