راغب علامة وصُلح النقابة

تواجه نقابة الفنانين في لبنان مشاكل عدة لأسباب كثيرة. الاتهامات لا تقف عند حدود أشخاص، أو مجلس إدارة، بل تتخطى ذلك لتصل إلى مسامع وزارة الثقافة اللبنانية التي تحاول تقديم الحلول.
في يوليو/تموز الماضي، جرى ما سُمي بـ "انقلاب أبيض" داخل النقابة، قدمت بموجبه الممثلة (النقيب) السابق سميرة بارودي استقالتها مجبرة من مجلس الإدارة، بعد أن تسلم زوجها الممثل إحسان صادق النقابة منذ وقت، لتعقد جلسة ضمت 12 عضواً وتنتخب الممثل جهاد الأطرش، بديلاً، وانتخب المغني طوني كيوان نائباً للنقيب، وأبقى الفائزون على إحسان صادق بصفة مستشار إلى جانب بعض الفنانين.
في المقابل، لم تتوقّف الرئيسة السابقة، سميرة بارودي، عند إجبارها على الاستقالة، بل راحت تعمل مع زوجها الفنان إحسان صادق لدحض مزاعم نقابة الفنانين المحترفين، ما دفع الأخيرة إلى إصدار بيان واضح أكدت فيه أن كلا من "سميرة بارودي وسيرج مناسا أصبحا من خارج أعضاء النقابة، وطلبت عدم التجاوب معهما ومع الورقة التي يروجان لها باعتبار أنها المخرج الوحيد لهما ولأزمتهما الحالية". أضاف البيان: "فلنفوت عليهما الفرصة في استثمار أي توقيع لأي منا وجعله مادة في خدمة أهوائهما ومصالحهما الشخصية حفاظاً منا جميعاً على نقابتنا ووحدة أعضائها".
سجال بين أعضاء النقابة، خرجت منه اعترافات بهدر مبالغ مالية ضخمة، وهذا ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة. بعدها بأيام، أصدر وزير الثقافة اللبناني، غطاس خوري، قراراً قضى بإلغاء قرار نقابة الفنانين المحترفين في لبنان المُتخذ بتاريخ 5 يوليو 2018 بشأن رئاسة جهاد الأطرش مجلسها، وألف لجنة، مهمتها دعوة الجمعية العامة لإجراء الانتخابات والإشراف عليها، والإشراف على ممتلكات النقابة وأموالها وتسيير أمورها الطارئة، لكن مجلس إدارة نقابة الفنانين المحترفين في لبنان استعجل وردّ على قرار وزارة الثقافة ببيان أكد فيه أن الأعضاء الجدد المنتخبين منذ وصولهم إلى المجلس وضعوا نصب أعينهم جعل النقابة مؤسسة غير تابعة ولا محسوبة على أشخاص مهما علا شأنهم.
وقبل يومين، أُقيم اجتماع في وزارة الثقافة اللبنانيّة سبقه اجتماع وديّ في منزل السوبر ستار لحلّ المشكلة الحاصلة في النقابة والتي تصاعدت الحملات ضمنها إلى الإعلام، وقيل إن راغب علامة دخل لتبيان الحقيقة والوقوف عند الحل النهائي لهذه الأزمة.
في بيان عن مكتبه الإعلامي، قال علامة إن المشكلة بدأت في طريق الحل، مشيراً إلى تعاون كلّ من النقيبيْن الفنّانين إحسان صادق وجهاد الأطرش في المساعي التي بُذلت من أجل لمّ الشمل بعد المشكلة الحاصلة في النقابة.
وكان علامة دخل على خطّ المساعي لرعاية المصالحة بين النقابيين، وقد تمّ التوصّل إلى حلّ تمّ توقيعه برعاية وحضور وزير الثقافة اللبناني، والأهمّ أنّ هذا الحلّ ارتكز على حفظ كرامة الجميع لما فيه مصلحة الفنانة اللبنانية. وقال علامة: "نحن عاجزون عن الشكر لأنّ هذه المبادرة تمّت برعايتك وحضورك ومحبّتك، وهي مبادرة كريمة سنرى نتائجها على الأرض الفنيّة، ونحن نعلم جيّداً كم أعطى الفنّ صيتاً جميلاً للبنان، ونأمل من خلال هذه الرعاية أن يعود الشمل ليلتمّ، والحمد لله أنّه بفضل إرادتك ومساعدتك ودعمك، عادت القلوب إلى بعضها البعض، وبقيت النقابة واحدة".