رئيس الوزراء الباكستاني يلتقي ترامب بواشنطن: العلاقات الثنائية والمصالحة الأفغانية

22 يوليو 2019
عمران خان يناقش مستقبل المنطقة مع ترامب (Getty)
+ الخط -
أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حديث له مع الصحافيين بعد اللقاء برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تعمل مع باكستان وشركاء آخرين من أجل سحب قواتها من أفغانستان، ومن أجل الوصول إلى اتفاق بهذا الشأن، فيما أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أن بلاده تدعم المساعي الأميركية من أجل التوصل إلى حل في أفغانستان.

وأضاف الرئيس الأميركي: "نقوم حالياً في أفغانستان بدور الشرطي، ولن نستمر في القيام بهذا الدور، إننا هناك منذ 19 عاماً، الآن آن الأوان أن نسحب قواتنا من أفغانستان، وسنفعل ذلك بالعمل مع باكستان وشركائنا، و نعي جيداً أن باكستان لها نفوذ كبير في أفغانستان والمنطقة، وسنرى النتائج".

وفي معرض جوابه على سؤال صحافي حول إعادة النظر في استئناف المساعدات العسكرية لباكستان، قال الرئيس الأميركي: "كنا نقدم أموالاً ضخمة لباكستان دون أي مقابل، بل هي كانت تستخدم ضدنا، الآن علاقتنا أحسن مع باكستان".

كما أبدى ترامب استعداد بلاده للقيام بدور الوسيط بين الهند وباكستان من أجل الوصول إلى حل للملفات العالقة بين البلدين، لا سيما ملف إقليم كشمير.

من جانبه، قال خان إن "بلاده تدعم مساعي أميركية من أجل الوصول إلى حل في أفغانستان، وأفغانستان الآمنة في صالح بلادنا وصالح المنطقة"، مشيراً إلى ضرورة حل قضية كشمير وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل مستقبل المنطقة.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني، الذي وصل أمس إلى واشنطن في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، قد اجتمع بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض، وكان يرافقه قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوه، ووزير الخارجية شاه محمود قرشي، ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الرازق داوود.

بدوره، قال مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، في بيان، إن قائد الجيش سيزور بعد اللقاء مقر وزارة الدفاع الأميركية، وسيلتقي بالقائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، كما سيلتقي لاحقاً بقائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزف دانفورد، وقائد القوات المسلحة الأميركي الجنرال مارك أي، وسيناقش معهم ملفات محل اهتمام مشترك.

وكان البيت الأبيض قد أعلن من قبل أن الطرفين سيبحثان خلال اللقاء أمن المنطقة ومكافحة الإرهاب وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين الدولتين.

وفي تعليق له على اللقاء، أوضح المحلل السياسي الأفغاني نبي الله أندر، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن باكستان لعبت دورا مهما في الموضوع الأفغاني، لا سيما فيما يخص جولات الحوار بين "طالبان" وأميركا، ولكن واشنطن ستطلب من باكستان خلال لقاء ترامب بعمران خان أن تقدم المزيد، وذلك في صورة تشجيع "طالبان" على الحوار المباشر مع الحكومة الأفغانية، الأمر الذي رفضته الحركة مرارًا.

وأضاف أندر أن الولايات المتحدة تعي جيداً أن الوصول إلى أي حل مع "طالبان" لا يكون من وراءه جدوى إلا إذا جرى حوار بين طالبان والحكومة الأفغانية، مشيراً إلى أن الاتفاق الأميركي مع طالبان سيجعل أميركا تخسر مصداقيتها أمام الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي. وشدد على أن الهدف من أي اتفاق هو إحلال الأمن، ولن يتأتى ذلك إلا بتوصل "طالبان" إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية.

ولم تخلُ نبرة ترامب، التي بدت لينة على عكس المتوقع، من بعض التهديد، إذ أكد في جزء من حديثه أنه "إذا أراد أن ينتصر في حرب أفغانستان يمكنه أن يمسح هذه البلاد من خارطة العالم خلال عشرة أيام وأن يقتل الملايين من أجل الوصول إلى هذا الهدف"، ولكنه "لا يفعل ذلك"، بل "يريد سحب قواته ويعمل مع باكستان من أجل ذلك".

ويتوقع أن تطالب إسلام أباد، خلال الزيارة، من واشنطن إعادة النظر في مساعدتها لباكستان، ومنع إدراج باكستان في القائمة السوداء لمنظمة الرقابة المالية الدولية، حيث ستنظر المنظمة في الأمر في شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم، وتعول باكستان على دور واشنطن في هذا الصدد.

وسبق أن اعتقلت السلطات الباكستانية زعيم جماعة الدعوة حافظ سعيد، الذي كان مطلبا أميركيا هنديا، وهو ما رحب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويرى مراقبون أن ذلك كان تمهيداً من باكستان لفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة.

المساهمون