رئاسيات تونس: نسبة المشاركة تتحسن ولا تأثير للمخاوف الأمنية

تونس
D8A6CEA0-1993-437F-8736-75AB58052F84
وليد التليلي
صحافي تونسي. مدير مكتب تونس لموقع وصحيفة "العربي الجديد".
21 ديسمبر 2014
6F963ED1-35F2-4058-B7F2-57DB0191E5B9
+ الخط -


تشهد مكاتب الاقتراع في تونس توافداً مقبولاً من طرف الناخبين بعد انطلاقة محدودة في ساعات الصباح الأولى، بدون أن تتأثر العملية الانتخابية بحادثة الاعتداء ليلة أمس على مكتب اقتراع بمحافظة القيروان، وسط تونس.

وأعلنت "الهيئة العليا المستقلة" للانتخابات، خلال ندوة صحفية، أن نسبة الإقبال العامة بلغت 36 بالمئة الى حدود العاشرة صباحاً، بينما بلغت بالخارج  21،42 بالمئة.

وكانت عملية الاقتراع قد انطلقت صباح اليوم في تونس، وسط حالة تأهب أمني كبير جنّدت لها عشرات الآلاف من الأمنيين والعسكريين. وسارت الانتخابات بشكل عادي برغم محاولة تأثير الجماعات المتشددة التي حاولت ضرب العملية الانتخابية ليلة أمس في مناسبتين بنفس المكان.

وأثبتت القوات الأمنية والعسكرية جهوزية واضحة في التصدي لهذه المحاولات، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، بلحسن الوسلاتي لـ"العربي الجديد"، إن "الوحدات العسكرية بالقيروان قتلت فجر اليوم مسلحاً ونجحت في القبض على ثلاثة مشتبه بهم أصيب أحدهم".

وكان الأخيرون قد حاولوا الهجوم على مركز الانتخابات بحفوز بالقيروان وسط تونس وإتلاف المواد الانتخابية بالمركز في محاولة لثني التونسيين عن الذهاب للاقتراع. ويبدو أن العملية أدت إلى إصابة وكيل بالجيش الوطني مكلف بحراسة المركز المستهدف.

وتداولت ليلة أمس بعض وسائل الإعلام التونسية أخباراً عن إحباط مخطط لاغتيال المرشح للدور الثاني من انتخابات الرئاسة الباجي قائد السبسي، لكن مصادر متعددة من حزب "نداء تونس" نفت هذا الخبر.

ودعا المتحدث باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي وسائل الإعلام إلى التثبت من المعلومات التي تردهم وعدم نشر أخبار انطلاقاً من وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب وجود أطراف تعمل على نشر البلبلة، فيما لم تصدر وزارة الداخلية تأكيداً أو نفياً لخبر مخطط الاغتيال.

وحول ذلك، قال رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، خلال قيامه بواجبه الانتخابي في المدرسة الابتدائية بقرطاج: "نحن مستهدفون منذ بدء العملية الانتخابية، ولكن الحمد الله فقد تمكّنا من اجهاض كل المحاولات بفضل اليقظة والعمليات الاستباقية"، مؤكداً "جاهزية القوات العسكرية والأمنية لتأمين سير العملية الانتخابية"، مضيفاً أن "أحسن ردّ على مثل هذه العمليات يتمثل في إقبال المواطنين بكثافة على الانتخابات".

من جهته، قال مرشح الرئاسة، منصف المرزوقي، إن "تونس حققت ما لم تحققه دول أخرى ونجحت في الانتقال الديمقراطي وإرساء المؤسسات الدستورية".

وأضاف خلال مشاركته بالعملية الانتخابية، في مكتب الاقتراع بسوسة، وسط تونس برفقة زوجته أن "مسيرة تونس نحو الديمقراطية لن تتوقف". وتعهد بـ"ضمان الحريات والدفاع عن التنمية"، مبدياً ثقته أن "الشعب التونسي سيختار المستقبل وليس الماضي".

وحول نتيجة الانتخابات، أكد أن "اللعبة الديمقراطية تقتضي القبول بالنتائج ومن سينتصر سيكون رئيساً لكل التونسيين، وأنا مستعدّ لتهنئة منافسي وانتظر منه كذلك تهنئتي إذا فزت".

ودعا التونسيين بعد الانتخابات إلى "التوحد ونسيان الخلافات فمصلحة تونس تقتضي منا العمل سوياً"، مضيفاً "أنا مرشح كل الشعب التونسي بجهاته المختلفة وطبقاته المتعددة وسأعمل بعد الانتخابات على العمل مع كل الأطراف لمصلحة تونس ".

وفي السياق نفسه، شارك رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، برفقة ابنته سمية، في العميلة الانتخابية ، بمدرسة في محافظة بن عروس، جنوبي العاصمة تونس.

وقال لـ"العربي الجديد": "عمري 74 سنة وهي أول مرة انتخب فيها رئيساً، ولذلك يعتبر هذا اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة لي ولكل التونسيين ولأجيال كاملة لم تتمكن من أداء واجبها في اختيار الرئيس سابقاً".

وأضاف أن "هذا اليوم هو يوم عظيم لكل التونسيين وهو المعنى الحقيقي للثورة ولتكريس الديمقراطية الحقيقية".

ودعا التونسيين الذين لم يتمكنوا من القدوم للتصويت إلى "ممارسة واجبهم لأنهم سيختارون رئيسهم وسيحددون مصير تونس"، معتبراً أن "اختيارهم مهم جداً لأنه سيصنع المستقبل".

وأشار إلى أن "عملية الانتخاب تستحق التضحية وأنه لا ينبغي التفويت في مثل هذه الفرصة التاريخية"، لافتاً إلى أن"عدم إقبال الشباب على التصويت يعود إلى البطالة وشعورهم بأن أهداف الثورة لم تتحق"، مضيفاً أنه "في سنة 2014 قمنا بالحوار الوطني وأنجزنا دستور تونس وهو أعظم دستور في العالم وسيتم انتخاب مجلس كان بمثابة الحلم للتونسيين ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل".

واعتبر أن "الإرهابيين يريدون إفساد العرس الانتخابي وتخويف التونسيين من الاقتراع كي لا يعبّروا عن إرادتهم، لكن إرادة الشعب وإرادة الله أقوى بكثير من هؤلاء. لا تخافوا من اإارهابيين وارسموا مستقبل تونس".

دلالات

ذات صلة

الصورة
مهدي جمعة

سياسة

توجه رئيس الوزراء التونسي، مهدي جمعة، اليوم الاثنين، إلى نيويورك، بعد زيارة قصيرة للعاصمة الفرنسية، عقد خلالها مباحثات مع نظيره الفرنسي امانويل فالس. وأكد جمعة أن حكومته تهيئ الأرضية للحكومة التونسية المقبلة، وأن بلاده جاهزة لكل السيناريوهات في مكافحة الإرهاب.
الصورة
الانتخابات التونسية

سياسة

شهدت مكاتب الاقتراع في تونس منذ صباح اليوم الأحد، إقبالاً كثيفاً من الناخبين، وسط تعويل على الإقبال المكثف كرد على التهديدات التي تستهدف المسار الانتخابي، وكتعويض للمشاركة المتدنية في الخارج.
الصورة
تونس

اقتصاد

انطلق اليوم الإثنين في تونس العاصمة، المؤتمر الدولي "استثمر في تونس الديمقراطية الناشئة"، بحضور دولي كبير من أميركا والمغرب العربي وأوروبا وأفريقيا ودول الخليج.
الصورة
جمعة وبن جدو

سياسة

يستعد التونسيون لإتمام خريطة الطريق عبر الانتخابات التشريعية في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وبينما أكدت الحكومة جاهزيتها أمنياً؛ أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن عدد المترشحين بلغ 15 ألفاً و652 يمثلون نحو 1500 قائمة.
المساهمون