ذكرى ميلاد: صالح عبد الحي.. أدوار لا تنسى

16 اغسطس 2020
(صالح عبد الحي)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، السادس عشر من آب/ أغسطس، ذكرى ميلاد المطرب المصري صالح عبد الحي (1896 – 1962).


تعلّم صالح عبد الجواد محمد خليل الموشحات والمواويل على يد خاله عبد الحي حلمي (1857 – 1912)، الذي كان أحد أوائل المطربين الذين يؤدون وصلاتهم في انتظام في حديقة الأزبكية ومقاهي القاهرة، ولاقى انتقادات بسبب تحرّرة من القواعد المألوفة والجاهزة عند تقديم الأدوار، وهو ما أورثه لابن شقيقته الذي أخذ منه الاسم أيضاً ليعرفه الجميع باسم صالح عبد الحي.

حفظ المطرب المصري (1896 – 1962) - الذي تحلّ اليوم الأحد ذكرى ميلاده - موازين الإيقاعات قبل أن يختار آلة القانون متقناً العزف عليها، وكان أول الأدوار التي أدّاها "ياما انت واحشني" من ألحان محمد عثمان، ليبدأ الاحتراف في سن باكرة ويقيم الحفلات في عدد من محلات السهر إلى جانب صالونات الباشوات، ما جعله يحقّق ثروة كبيرة بدّدها في حياة مترفة عاشها حتى رحيله.

نسَج العديد من العلاقات مع كتّاب وشعراء زمانه، وكان يجالس أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والشيخ عبد العزيز البشري، الذي جذبهم حضوره في المسرح الغنائي حيث مثّل أمام منيرة المهدية دور البطولة في أوبريت "توسكا" وثلاث مسرحيات أخرى تسبّبت في اختناق المرور أمام المسرح بسبب إقبال الجماهير على تلك العروض.

في عام 1929، أنشأ عبد الحي فرقة مسرحية غنائية باسمه وقدّم العديد من المواويل والأدوار والأغاني، من أبرزها: "ليه يا ينفسج" من تأليف بيرم التونسي وألحان رياض السنباطي، و"أبوها راضي وأنا راضي" و"شبيكي لبيكي" من تأليف محمد يونس القاضي وألحان زكريا أحمد، و"بستان جمالك" من تأليف الشيخ محمد الدرويش وألحان محمد عثمان.

كما غنى "قالوا الجمال ألوان" من ألحان أحمد صدقي، و"تحية إلى بلاد الشام" من ألحان محمود الشريف، ودور "لمـّا انكويت بالنار" و"قد كنت أرجو وصلكم" للشاعر عباس بن الأحنف وكلاهما من ألحان رياض السنباطي.

من أشهر طقاطيقه: "حبيبي هو الآمر الناهي"، و"غني يا بلبل"، و"أهل الجمال"، و"عشاق الجمال وصفوا لي". ومن أهم ما ترك عبد الجي التسجيلات الموسيقية الطويلة قبل أن يبدأ الغناء التي تعرف بـ "الوصلة"، حيث قام بتكبير التخت محولاً إياه إلى فرقة، ومن النادر أن تخلو تسجيلات أغنية من أغانيه، أي كان نوعها، من الوصلة والموال.

وفي 31 أيار/ مايو 1934، انطلق أول بث إذاعي رسمي عربي من القاهرة، وكانت أول وصلة غنائية تؤدى عبر الأثير لمطرب عربي لعبد الحي بعد أن قدّمه الإذاعي الراحل محمد فتحي، وهي أغنية "ليه يا بنفسج" التي تقول كلماتها "ليه يا بنفسج بتبهج وانت زهر حزين والعين تتابعك وطبعك محتشم ورزين..".

وظهر أول مرة على الشاشة الفضية حين أسند له المخرج هنري بركات بطولة فيلم "الشريد" أمام زكي رستم وحسين رياض فى عام 1942 وهو الفيلم رقم 132، وكان الظهور الثاني في فيلم "البؤساء" عام 1943 وكان صالح يغني والفنانة أمينة رزق ترقص خلفه.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون