غادر المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، دمشق من دون أن يلتقي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كما كان متوقعاً واكتفى بلقاء وزير خارجيته وليد المعلم، أمس الخميس، من دون الإدلاء بأية تصريحات صحافية.
ورجح مصدر مطلع في دمشق، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن يكون سبب فشل اللقاء بين الأسد ودي مستورا هو انزعاج النظام من تصريحات دي مستورا التي أدلى بها قبل وصوله إلى دمشق والتي انتقد فيها استخدام النظام للبراميل المتفجرة ضد أهداف مدنية وخاصة في الزبداني، بالإضافة إلى تصريحات أخرى أدلى بها دي مستورا خلال اجتماعه مع قيادات عسكرية سورية معارضة في الأردن دعا فيها الأسد إلى الرحيل عن السلطة، وحث واشنطن على الضغط لتحقيق هذا الهدف، والذي نقلته عنه صحيفة "ديلي بوست" الأميركية، الأمر الذي اعتبرته أوساط النظام تصريحات سلبية تشكل خروجاً عن مهمة المبعوث الدولي.
وبحسب المصدر، فإن مساعي دي ميستورا تحقيق اختراق في المسار السياسي من بوابة التطورات الميدانية (وخاصة في مدينة الزبداني المحاصرة من قبل النظام وحزب الله، وبلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل فصائل المعارضة)، لم تلاقِ نجاحاً كبيراً بسبب عدم تحكّم النظام في دمشق بكل مجريات الأمور الميدانية واستحواذ "حزب الله" وإيران على القرار الميداني في معظم المعارك التي يخوضها.
وتندرج جولة دي مستورا إلى دمشق ضمن جولة شملت مصر والأردن وإيران قبل أن يقدم تقريراً إلى الأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري بشأن إمكانية عقد مؤتمر جنيف 3.
ومن المقرر أن يلتقي دي مستورا بعد زيارته لدمشق بقيادات من المعارضة في مدينة اسطنبول التركية في إطار الإعداد لتقريره المذكور.
ومن المتوقع أن يتضمن التقرير الذي سيرفعه دي مستورا إلى الأمم المتحدة تقريراً مشابهاً لصيغة جنيف 2 للحل في سورية، مع بعض التعديلات استناداً إلى المقترحات وخرائط الحل التي قال إنه تسلّمها من بعض أطراف المعارضة السورية.
اقرأ أيضاً: الائتلاف وهيئة التنسيق يتفقان على رؤية مشتركة تطيح بالأسد