ديمة قندلفت... المراوحة في الصف الثاني

21 يونيو 2020
لم تحصل ديمةا في سورية على دور بطولة(Getty)
+ الخط -
تمتلك الفنانة السورية، ديمة قندلفت، حضوراً محبباً لدى الجمهور، بدأته حين تعاطف المشاهدون معها ضمن قصص قدمتها ديمة، مثلّت من خلالها دور الصبية السورية في عمر الشباب، مع معاناة متعددة الجوانب تظهر ضمن ظروف الفقر في مسلسل "قاع المدينة"، وخيبة الأمل بالحبيب في "وشاء الهوى"، واختلاف الأديان في "أهل الغرام".

بذلك صنعت ديمة نموذجاً واقعياً من الدور الدرامي القريب من المشاهد، إذْ شعرت كثير من الفتيات أنَّهن مكان ديمة، حين عنَّفها والدها ضمن "أشواك ناعمة"، وتقاسمت زوجات كثر مع ديمة مشاعر الأمومة والصراع حول دين الابن في مسلسل "بنات العيلة". كلّ الأدوار التي مثّلتها ديمة مستمدّة، بشكل أو بشكل آخر، من أوضاع السوريين أنفسهم.

التمكن الواضح الذي أبدته قندلفت راح يتراجع تدريجياً بعد عام 2011، وذلك لحساب تشتت في قيادة مشروع النجومية. فالفنَّانة السورية لم تستطع الانتقال إلى بر الدراما المشتركة كنجمة صف أول، رغم أنها حضرت في عملين هما "علاقات خاصة" و"24 قيراط". لكن، ثمّة نوعٌ من الحرب الخفية شعرت بها ديمة، جعلتها، بحسب قولها، تنكفئ لصالح الدراما المحلية، تزامناً مع قرارها الزواج من رجل الأعمال ووزير الاقتصاد السابق، همام الجزائري، ووفقاً لذلك، جسدت ديمة الدور الذي تفوقت في لعبه، وتزوجت بشكل مدني، لتشكل حدثاً فارقاً في تاريخ الفن السوري.

من ناحية ثانية لم تحصل ديمة خلال وجودها في سورية على بطولات تنهضُ بنجوميتها مجدداً، بل حصرت نفسها في أعمال محلية، بعضها جاء مؤدلجاً برؤية النظام، والبعض الآخر يفتقر لميزانية تصنع منه مسلسلاً قوياً. وحين اتجهت الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور إلى دمشق للعب بطولة مسلسل "قناديل العشاق"، حضرت ديمة في المسلسل بدور ثان غير بارز. تساءل النقاد بعدها حول حقيقة نجومية ديمة، وهل هي فعلاً تعرضت لظلمٍ، وتوقفت في عتبة الوصول إلى الصف الأول، أم أنَّ مقدِرَاتها كفنانة محدودة، لن تصدرها إلى النجومية المطلقة.


وبما أن معايير النجومية مختلفة، وتعتمد على الشكل، اتَّجهت ديمة للتعاون مع فريق فني لبنانيّ مختصّ بالجمال، من أجل الاعتماد على إطلالات جريئة وجلسات تصوير احترافية، لسحب البساط نحوها مجدداً، وتحقَّق ذلك بعد ترشيحها لبطولة رابع أجزاء مسلسل "الهيبة". وهذا ما قد يشكل الفرصة الأخيرة لديمة للنهوض إلى الصف الأول أو الاستقرار في الصف الثاني، لكن سوء الطالع وأزمة كورونا سببا تأجيل العمل، ربما للخريف القادم أو لموسم رمضان 2021. فهل تصل قندلفت إلى الجمهور حقاً في "الهيبة"، وتعيد الهالة لألقها كممثلة متنوعة؟ أم أنَّ تنوع حضورها بين الرقص والغناء صعّب من إمكانية عودة ديمة إلى ألق الأداء في "يا مريم البكر"؟
دلالات
المساهمون