ديربي روما.. قصة صراعٍ بدأت في زمن الفاشية

02 مارس 2019
ديربي روما عريقٌ كتاريخ العاصمة الإيطالية (Getty)
+ الخط -
"كلّ الطرق تؤدي إلى روما". عبارةٌ يرددها الملايين في هذا العالم، ومعها تتجه أنظار عشاق الكرة الإيطالية إلى ديربي "ديلا كابيتالي"، بين الغريمين هناك في العاصمة، نادي روما ونظيره لاتسيو.

عاشت روما طوال تاريخها الكثير من الأحداث، منذ التأسيس الأول وأسطورة الذئبة لوبا كابيتولينا، التي قيل إنها أرضعت التوأمين رومولوس وريموس، وهما بحسب الأساطير ابنا الإله مارس، المنحدران من سلالة بطل طروادة أينياس.

استعاد التوأمان العرش وقررا بناء مدينة كبيرة، فاختلفا في ما بينهما، ليقدم رومولوس على قتل ريموس، وتبدأ من هناك قصة عاصمة تاريخية حكمت العالم بأسره لسنوات، من الإمبراطورية إلى الانهيار والاحتراق والنهوض مجدداً، وصولاً إلى صراعات كرة القدم.

لنترك التاريخ جانباً، ونتحدث عن بداية قصة ديربي العاصمة الإيطالية، حين كان لاتسيو النادي الكبير الوحيد هناك، لكنه فشل في أكثر من مناسبة في مجاراة بقية الأندية، بعدما خسر في النهائي أمام برو فيرتشيلي وكازالي وجنوى في 1913 و1914 و1923.

أراد النظام الفاشي بقيادة الدكتاتور بينيتو موسوليني إنشاء نادٍ موحد يضمّ جميع أندية روما من أجل إنهاء هيمنة أندية الشمال، وحصل هذا الأمر فعلاً حين اندمجت ثلاثة فرقٍ تحت شعارٍ واحد وهي روما وألبا أوداس وفورتيتودو، مع العلم أن الثلاثة الأخيرة، كانت قد شهدت أيضاً دمجاً سابقاً بين ناديين أو أكثر.

كان قرار تأسيس نادي روما "العظيم" تنفيذاً لرغبة موسوليني، إضافة إلى تخطيطٍ وإصرار من أمين اتحاد الحزب الوطني الفاشي إتالو فوسكي، الذي كان بدوره رجلاً ناشطاً في عالم الرياضة، وجاءت تسمية الفريق لتأكيد أنه سيحمل اسم العاصمة وسيحقق العديد من النتائج المبهرة، على غرار ما حصل في مدينة نابولي، ودمج الأندية هناك لتصبح نادياً موحداً.

الصراع بين روما ولاتسيو بدأ منذ تلك اللحظة، فسلطة الجنرال الفاشي جورجيو فاكارو حالت دون ذلك، إذ كان أحد المشجعين الكبار للنادي الأزرق السماوي، لذلك تدخل بقوة في ظلّ معارضة من الجماهير فكرة الاندماج، ليبقى لاتسيو أحد أعرق أندية روما.

اشتد الصراع بعدها وحالة العداء بين الطرفين بعد نجاح روما في تحقيق بعض الألقاب، لكن الأمور ازدادت حدّة في 28 أكتوبر 1979، حين توفي المشجع فيتنتشنزو باباريلي، بسبب صاروخين من المفرقعات دخل أحدهما في عينه.

قال أحد الشهود يومها إن مشجع لاتسيو بدأ بالصراخ طالباً المساعدة، لكن العديد من الحاضرين همّوا بالهرب بسبب حالة الذعر التي حصلت.

تقدم يومها طفلٌ صغير وحاول مساعدته، لكنه نزع فقط نصفه، وكان الدخان المنبعث من الصاروخ سبباً في وفاته، ليلقى القبض في وقتٍ لاحق على جيوفاني فيوريلو صاحب الـ18 عاماً وهو رسام على المباني، الذي اعترف بفعلته.

هذه كانت إحدى أبرز القصص التي أدّت إلى ازدياد حالة العداء والصراع بين الطرفين، فمن يحسم لقاء اليوم السبت؟ من يحقق الفوز ويتقدم إلى الأمام، في ظل الصراع الكبير على المقاعد المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا؟
المساهمون