شهد يوم 11 يوليو/ تموز تجديد الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما الأخير في ما يخص مستقبله مع نادي ميلان، وهو الذي عاش في الفترة الماضية الكثير من الضغوط بعدما أكد وكيل أعماله مينو رايولا نيته الرحيل.
قبل الحديث عن دوناروما والتجديد، علينا العودة سنوات قليلة إلى الوراء، بدأ الحارس الصغير التدرب على عالم كرة القدم في كاستيلاماري دي ستابيا مع فريق نادي نابولي، هناك حيث ولد يوم 25 فبراير/ شباط 1999.
حين بلغ دوناروما عامه الرابع عشر، اشتراه نادي ميلان مقابل 250 ألف يورو، وهو الفريق الذي كان قد لعب له شقيقه أنطونيو، حين مثل فئاته العمرية من 2005 حتى 2010، قبل أن يصبح مع الفريق الأول حتى 2012 بالرغم من أنه لم يشارك في أي لقاء.
بات دوناروما بعدها بين فترة 2013 حتى 2015 من بين اللاعبين المهمين في فرق الفئات العمرية، فشارك مع فريق الـ"جيوفانيسيمي" ثم "ألييفي" قبل أن يلعب مع البريمافيرا أي الفريق الثاني في ميلان، وبعد ثلاثة أيام من إكماله عامه السادس عشر استدعاه المدرب الإيطالي فيليبو إنزاغي للفريق الأول أمام تشيزينا وبقي حينها ضمن لاعبي الاحتياط.
وفي مطلع موسم 2015-2016 بات دوناروما من بين لاعبي الفريق الأول بقرار من المدرب سينيسا ميهايلوفيتش، وذلك من أجل أن يكون الحارس الثالث خلف الإسباني دييغو لوبيز والإيطالي كريستيان أبياتي، فشارك أمام ريال مدريد في كأس الأبطال الدولية حين دخل في الدقيقة 72، ووصل حينها مع الفريق لضربات الجزاء التي انتهت بخسارة فريقه 9-10.
قرر بعدها المدرب الصربي أن يضع دوناروما مكان لوبيز، وبالفعل ساهم في فوز فريقه بنتيجة 2-1 على حساب ساسولو بعد ثلاثة مباريات دون فوز، وكان عمره 16 عاماً و242 يوماً، وبذلك بات ثاني أصغر حارس في تاريخ الكرة الدوري بعد جوسيبي ساتشي.
تابع دوناروما تألقه في الموسم الأول ورغم رحيل ميهايلوفيتش إلا أنه بقي أساسياً، ولم تتبدل الأمور حين وصل فيتشينزو مونتيلا، حتى بدأت جماهير ميلان ترى فيه رمزاً مستقبلياً للنادي، وعوّلت عليه كي يحمل شارة القيادة بعد سنوات، ويصبح أيقونة كالقائد السابق باولو مالديني.
في الموسم الماضي بات وكيل الأعمال الشهير، مينو رايولا مسؤولاً عن دوناروما، وأبدى بعضهم تخوفه من الأمر، ولكن الجميع كان يتوقع بقاء الحارس في الفريق رغم بعض القيل والقال، وهذا الأمر حاول القيام به الرجل الثاني في ميلان سابقاً أدريانو غالياني.
ومع تجاوزه عامه الثامن عشر كان لا بد للإدارة الجديدة أن تجدد عقد دوناروما لإطلاق مشروع إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة، لكن رايولا لم يكن يؤمن بالأمر، وأخذ يماطل يوماً بعد آخر، الإدارة تحدد له وقتاً ثم لا شيء يحصل.
في تلك الفترة خرجت الكثير من الأخبار التي تشير إلى رغبة عدة أندية في التعاقد مع دوناروما على غرار ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي حتى الغريم يوفنتوس الإيطالي أراد ذلك، لكن رغم ذلك كانت الأمور حينها هادئة إلى حدٍ ما.
بعدها قضى دوناروما فترة قصيرة مع رايولا في العطلة الصيفية التي لم تطل كثيراً، بسبب ارتباط الحارس بمباريات منتخب بلاده في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم، وكذلك التحضير لبطولة اليورو تحت 21 عاماً، وحينها خرج وقال إنه يحب ميلان، وهو يبحث عن منزل في المدينة له ولعائلته.
أيامٌ قليلة مرت قبل أن يقدم رايولا عرض دوناروما على ريال مدريد، لكن لم يكن هناك أي شيء مؤكد، ليجتمع وكيل الأعمال الإيطالي مع إدارة ميلان، ويكشف لهم أن الحارس لا يريد التجديد مع الفريق، لتشتعل الأمور، وتنتقده الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصل الأمور برابطة مشجعي الفريق في بولندا لرمي أموال مزيفة عليه خلال مباريات يورو تحت 21 عاماً، كما هاجمته الصحافة الإيطالية ووصفته بالخائن.
ورغم حديث الجميع عن أن حبل الود انقطع مع الحارس الإيطالي والنادي عاد الحديث من جديد عن إمكانية بقاء اللاعب في الفريق، وذلك بسبب رغبة العائلة في ذلك، والموعد الأخير كان من المفترض أن يوم 3 يوليو، فتساءل كثر هل يبقى دوناروما مع الفريق لموسمٍ آخر، ويرحل بعدها بدون أي مقابل مادي؟ أم يغادر في المركاتو الحالي مقابل 30 إلى 35 مليون يورو؟ أو يكون الخيار الأحب إلى قلب جماهير ميلان هو بقاؤه في الفريق.
انتهت بطولة اليورو وبدت علامات الضياع واضحة على مستوى الحارس الشاب، واستمرت الأخبار في التصاعد بين مؤكد للرحيل وآخر للبقاء، اجتمع رايولا بمرابيلي، وأكد الجميع أنهما اتفقا على بقائه، لكن المشكلة تكمن في قيمة البند الجزائي، فلعبت إدارة الروسونيري ورقة جديدة، وهي استقدام شقيقه أنطونيو من أسترارس تريبوليس من أجل بقائه في الفريق.
ذهب في نهاية الأمر جيجيو إلى جزيرة إيبيزا الإسبانية، وقضى عطلته الصيفية هناك مع صديقته وشقيقة رايولا، ورغم أن هذا الأمر أثار استياء مدرسيه بسبب تغيبه عن الامتحانات، كان رايولا يتفق مع ميلان على اللمسات الأخيرة، قبل أن يتوجه يوم 11 يوليو برفقة شقيقه (27 عاماً) إلى كازا ميلان، لإنهاء هذه القصة الدارمية، بعقد يمتد حتى 2021 على أن يتقاضى 6 ملايين يورو في العام، وأن يكون البند الجزائري 70 مليون يورو.